الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

الشرع يصحح رغبة الانسان!!

30 مايو 2022 الساعة 18 و45 دقيقة
الشرع يصحح رغبة الانسان!!
لمرابط محمد لخديم
طباعة

منذ سنوات كتبت عن ظاهرة الشذوذ في مقال بعنوان: كلمات افرغت من معانيها فلم تعد مؤثرة!!
https://rimnow.net/w/?q=node/7803
بعد ان وجدت دلائل وأخبار متواترة عن وجوده في مجتمعنا بطرق خفية محترسة وأخاف أن يصبح بالتعود مسألة عادية كالكثير من السلوكيات الدخيلة على هذا المجتمع الفطري البدوي والتي لم نؤثر فيها إما يأسا من الإصلاح أو بفعل التعود على حد قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت ايلام
والآن لنضع هذا الكلام جانبا ولنعرض لبعض الحقائق الصادمة لنعرف مدى خطورة هذه الفاحشة...
إن الكلمة صوت نجسد فيه أفكارنا، ولما كان جسد الشيء على مثال ما نجسده فيه، فان أجساد أفكارنا الصوتية إنما هي على مثال هذه الأفكار التي نجسدها فيها.
ثمة كلمات جارحة تحفر أخاديد في أرواحنا وتترك جراحا في شخصنا تغض مضاجعنا كل ما تذكرناها...‼
فالكلمات المؤلمة والجارحة تكون مؤثرة و تؤدي إلى الانكسار وفقدان الثقة بالنفس. قد لاتندمل بسرعة حيث أنها باقية في حيز اللاشعور ويكون عادة هذا التأثير سيئا حيث يظهر في سلوك الإنسان وعلى مجريات حياته في أغلب الأحيان...
ونستطيع القول: إن تلك الكلمات قد يكون لها أثر واضح على مجريات الحياة الاجتماعية للضحية إضافة إلى الآثار النفسية...
وتأسيسا على هذا الكلام نرى أن كلمات ومصطلحات مثل:الشذوذ الجنسي ابن الزنا أو الابن غير الشرعي ... كانت مؤثرة إلى حد قريب واستبدلت بكلمات أخرى للحد من تأثيرها فاستبدلت كلمة الشذوذ الجنسي بمصطلح مثلي الجنس وكلمة ابن الزنا أو السفاح بابن خارج الزواج والخمور بالمشروبات الروحية وهكذا..
منذ اجتماع الشواذ جنسيا في فندق بأمريكا عام 1968م وماتبع ذالك من أعمال شغب لمدة ثلاثة أيام وحتى إقرار زواج الشواذ جنسيا في سان فرانسيسكو عام 1989م والى يوم الناس هذا والعالم يعيش صدمة حقيقة عندما أصبحت العلاقات الجنسية البهيمية علنية على كل المستويات...
واثر تحرك المنظمات الدولية وبعض الناشطين المؤيدين للشذوذ الجنسي، بدأت تغيب عبارة "الشذوذ الجنسي" من كتب علم النفس وتم استبدالها بعبارة "المثلية" كما تم حذف مصطلح الجنسية المثلية من دليل الأمراض العقلية ليوضع مكانه اضطراب في التوجه الجنسي.وقد كان الطب العصبي، حتى سنة 1953 م. يصنف الجنسية المثلية على أنها نوع من الاضطراب الجنسي لشخصية مصابة بمرض عقلي...)
وقد أقيمت لهم مؤتمرات دولية في جنيف وأمستردام لتطبيع الشذوذ الجنسي (أي جعله علاقة طبيعية)
كما اعترفت بعض هيئات الأمم المتحدة بشرعية التنظيم الدولي للمثليين، وحاربت نظرة المجتمع الازدرائية لهم، بدءاً من النهي عن وصفهم شاذين للحفاظ على مشاعرهم واستبدالها بكلمة (مثليين)
وشطبت منظمة الصحة العالمية المثليين من قائمة أصحاب الأمراض العقلية والنفسية واعتبرت المثلية حرية شخصية...
في حين تقول نفس المنظمة(الصحة العالمية) عن طريق مسؤلها البارز دايفد هييمان، ، لوكالة أسوشيتيد بريس إن حفلتين، في كل من بلجيكا، وإسبانيا، للشواذ تعدان سبب انتشار داء جدري القرود بهذا الشكل الحالي.!!
مضيفا أن "التواصل الجنسي ساهم في رفع مستوى العدوى، بينما تشير المنظمة ذاتها أن انتشار المرض يعد أمرا غير معهود، وأن وجود حالات في عدد من الدول يشير إلى إمكانية أنه كان ينتشر بشكل صامت لبعض الوقت.
وفي أمريكا نبهت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن المرض ينتشر في مجتمع هذه المجموعات الجنسية، وذكر جون بروكس، حسب موقع cnbc أن العديد من المصابين عبر العالم هم من الرجال الشواذ: المثليين ومزدوجي الجنس، لكنه حذر في الوقت نفسه من أنّ الخطر لا يقتصر على المجموعات الجنسية المذكورة، رغم كون بعضها معرّض أكثر للإصابة حاليا.
وكأن الشرع يبين لانسان الالفية الثالثة خطأ الانسان المتحرر بأن هذا العمل شذوذا بهيميا وليس فطريا كما يدعي!!
فحسب الدراسات الحديثة لم يسبق لجدري القرود أن تفشى على نطاق واسع خارج إفريقيا حيث تصاب به الحيوانات على وجه الخصوص.
ويمثل هذا خروجًا كبيرًا عن النمط المألوف لانتقال المرض الذي ينتشر في وسط وغرب إفريقيا.
وقال تقرير للحكومة الألمانية إنه يتوقع رؤية المزيد من الحالات وأن خطر الإصابة بجدري القرود "يبدو أنه يكمن أساسًا في الاتصالات الجنسية( الشاذة) بين الرجال".
ومع هذا تطالعنا دراسات الحادية وأبحاث اعلامية أن المثلية الجنسية ليست علة أو مرضا عضويا أو خللا نفسيا إنما هي خيار مشروع للغاية لأنها طبيعة موروثة في الحمض النووي يولد بها الإنسان ولا يمكن إزالتها منه، فضلا عن عقابه بسببها كما تدعو إلى ذلك الأديان السماوية.
يعرف علم النفس الشاذ أو المنحرف بأنه الشخص الذي يمارس انحرافات أو صور نشاط تناسلي ليس في اتفاق مع الثقافة أو الأعراف العامة لمجتمعه...
والشاذ جنسياً : هو الشخص الذي يستمتع جنسياً مع أناس من نفس جنسه ويسمى الفعل للرجال (لواطاً) وللنساء (سحاقاً). وهو نسبة إلى فعل قوم لوط...
يحدثنا القرآن عن حال قوم لوط عليه السلام الذين ابتدعوا هذه الفاحشة بقول تعالى:
﴿ وَلُوطاً إِذ قَالَ لـِقَومِهِ أ تَأتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ انَّكُم لِتَأ تُونَ الرِّجَالَ شَهوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُّسرِفُونَ﴾ [ الأعراف /80-81] .
كما جعل سبحانه عملهم من الخبائث بقوله :
﴿ وَلُوطاً آ تَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَنَجَّينَاهُ مِنَ الـقَريَةِ الَّـتِي كَانَت تَّعمَلُ الخَبَائِثَ إِ نَّهُم كَانُواْ قَومَ سَؤ ٍ فَاسِقِينَ﴾ [ الأنبياء /74] .
وبيّن أيضا أنّ ما يعملونه عمل منكر ، ووصفهم بالإفساد والفساد ، قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُم لـَتَأتُونَ الرِّجَالَ وَتَقطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتِنَا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرنِي عَلَى الـقَومِ المُفسِدِينَ) العنكبوت / 29-30]
ووصفهم الله تعالى بالظلم بقوله :
﴿ وَلَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُواْ إِنَّا مُهلِكُواْ أَهلِ هَذِهِ الـقَريَةِ إِنَّ أَهلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ ﴾ [ العنكبوت /31] .
وكان أول عقاب وقع على قوم لوط هو طمس العيون، يقول تعالى:
﴿وَلَقَد رَاوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنَا أَعيُنَهُم فَذُو قُواْ عَذَابِي وَ نُذُرِ ﴾ [ القمر / 37] .
والعقاب الثاني هو الفيضانات فيقول تعالى:﴿وَأَمطَرنَا عَلَيهِم مَّطَراً فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجرِمِين﴾ [ الأعراف / 84]
وفي السنة النبوية الشريفة:
يقتل الفاعل والمفعول به مطلقاً لما في الترمذي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) وهو حديث صحيح صريح في عقوبة مرتكب هذه الجريمة. ويشترط في المفعول به أن يكون قد ارتكب معه ذلك الفعل وهو طائع. وهنالك قول بأن يلقى من فوق أبعد الأماكن ارتفاعاً: من جبل، أو عمارة ثم يتبع بالحجارة وهو مروي عن علي رضي الله عنه وعبد الله بن عباس محتجين بفعل الله بقوم لوط (فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) [ الحجر :74)
أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجماعة من الصحابة والتابعين فقالوا يرمى بالحجارة حتى يموت أحصن أو لم يحصن .
موقف الشريعة الإسلامية من السحاق:
وردت أحاديث كثيرة تنهي وتحذر من عواقبه ، في الحديث الشريف:
(السحاق بين النساء زنا بينهن). رواه الطبراني في الأوسط.
وفي تذكرة القرطبي:
( إذا استحلت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى النساء بالنساء والرجال بالرجال) رواه الطبراني في الأوسط.
يقف المجتمع بكل فئاته حارسا على قيمه وأعرافه، وهو مستعد لإقصاء من يخرج عليه ونبذه، ولذا فإن من المصادر الأساسية لمقاومة التغيير الخوف من الابتعاد عن القوانين التي يبنيها المجتمع. ومن الواضح أن الناس كثيرا ما يتضايقون من بعض العادات والتقاليد ويشعرون بعدم منطقيتها، لكن الخوف من العزلة الاجتماعية، هو الذي يجعلهم يمتثلون لها، حتى في الأمور الشخصية التي لا تتعلق بأهداف اجتماعية، ما دامت ممارستها تتم في إطار اجتماعي.
ويبدوا أن العرف الموريتاني مازال يشكل صمام الأمان أمام هذا النوع من الفواحش على الأقل في العلن
لكن هناك عوامل داخلية تساهم في انتشار الفساد الأخلاقي بشكل عام والشذوذ الجنسي بشكل خاص، واول
هذه العوامل تبدأ من الأسرة التي ينشأ فيها الطفل،وتتكون فيها شخصيته وتوجه سلوكه.
لكن ما نشاهده في بعض الأسر من تنشئة خاطئة تبدأ منذ الصغر تلعب دورا كبيرا في عدم تقبل الطفل لهويته الذكرية كتربيته مع البنات فيما أصبح يعرف عندنا محليا (بكورديكن) وتعايشه مع النساء بحيث يعتبروته كصديقة لهم وتبادله للملابس حتى أنه في الآونة الأخيرة قبض على أحد هؤلاء مرتديا ملحفة ومتزين بالحناء وبعض أغراض النساء...
ربما يكون التقاضي عن هؤلاء وإيجاد ملاذ خصب لتصرفاتهم جعل المجتمع الموريتاني يساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تفشي هذه الظاهرة وقبولها، ثم ان دور الشبكة العنكبوتية والهواتف الذكية وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي الغربية وماتوفره من وسائط الصوت والصورة نقل هذه الظاهرة إلى حيز أكبر في المدارس والجامعات...بل المطالبة بتدريس الثقافة الجنسية وحق الطالب بالاطلاع على جميع الممارسات الجنسية..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا)، رواه الحاكم في مستدركه.
يجب علينا أن نعالج الشذوذ بالرجوع إلى التربية الإسلامية الصحيحة التي تفرق بين الأبناء في المضاجع وعدم تفضيل الذكر على الأنثى وعدم القسوة عليهم كما أن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة كموريتانيين لم تسجل يوما أي حالة شاذة منذ مئات السنين والحمد لله.
واجبنا هنا هو كشف مخاطر هذا الداء علميا...واخلاقيا
..ودينيا...والتعريف بالنصوص الشرعية التي تحرمه وتعتبره من الكبائر...نرجوا من الله للذين وقعوا في هذه الفاحشة أن يعودوا الى الله ويوثقوا صلتهم به وأن لايقنطوا من رحمته فالتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه والله يغفر الذنوب جميعا...قال تعالى:
" يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا " الزمر:53.
صدق الله العظيم.
لمرابط محمد لخديم