الخميس
2024/05/2
آخر تحديث
الخميس 2 مايو 2024

محمد محمود ولد بكار: هناك أزمتان بنيويتان كبيرتان.. أزمة داخل المجتمع نفسه.. وأزمة نخبة(ح 2)

7 يوليو 2022 الساعة 16 و03 دقيقة
محمد محمود ولد بكار: هناك أزمتان بنيويتان كبيرتان.. أزمة (…)
طباعة

أجرت قناة الوطنية مقابلة خلال برنامج "كلام في السياسة" مع الصحفي والمتابع للشأن العام والمحلل السياسي الاستاذ / محمد محمود ولد بكار، ولأن هذه المقابلة تطرق للعديد من المواضيع السياسية والاقتصادية التي تهم المواطن والوطن قامت وكالة العلم الإخبارية بتفريغها ونشرها على حلقات لتشارك قراءها الكرام في قراءتها، وهذا نص الجزء الثاني منها:

قال ولد بكار فيما يتعلق بالجواب على الطرقات بأن هناك جسران سيتم إنجازهما أحدهما جسر الحي الساكن وفي الأخير أصبحت لديه مشكلة كبيرة وهي أنه لا تعرف وضعيته الحقيقة... هذا مشروع –أي جسر الحي الساكن- تعثر بسبب تلك المشاكل وسيتم من جديد فتح مناقصة له أعتقد أن التغييرات الحكومية الماضية أخذت عناوين لم تفهمها الناس كثيرا عناوين فيها الكثير من المحاسبة ومن الجزاء والعقاب، الكثير من المسؤولين تمت إقالتهم بسبب إخفاقاتهم والبعض منهم تمت إقالته بسبب تهم فساد، والحقيقة أنها كانت محاولة تحيين للحكومة وأعتقد أن لذلك علاقة بتعثر الكثير من المشاريع وأعتقد أن الإقالات ستستمر .
إذا المقارنة يجب أن ننطلق من واقع ونذهب إلى واقع آخر.
والآن أتت أزمة أوكرانيا التي تأثر منها العالم أجمع، وخاصة موريتانيا لأن قمح موريتانيا وزيت الطبخ يأتي من أوكرانيا وكذلك العديد من المواد التي تستخدم في الزراعة ومجالات أخرى... والروس لوحدها تصدر 12% من نفط العالم و17% من غازه، وهذا هو ما يغذي الأسواق الأوروبية، وعندما يتوقف فمعناه أن الانتاج الأوروبي تقوف...
وهذه الأزمة أتت على أنقاض أزمة كورونا وهو وقت حرج للعالم أجمع ،مع تعطل النقل البحري وزيادة اسعار نقل الحاويات، فمثلا الحاوية من الصين كانت تحمل ب 2300 دولار أو 3000 دولار أصبحت اليوم ب 14000 دولار.... إذا الوضعية العالمية بنفسها وضعية صعبة... فالسؤال المطروح هو بأي حالة استطاعت موريتانيا أن تحافظ على هذه الحالة بهذه المجهودات رغم أنها منطلقة من شبه العدم لأنه ليس هنالك مورد جديد بالعكس هناك ديون كبيرة والصناديق الأوروبية كان الكثير منها ممتنع عن التعامل مع موريتانيا.
ونوه ولد بكار إلى أنه لو لم يتم ترشيد الموارد الموجودة لما أصبحت الميزانية اليوم 800 مليار أوقية.
وقال الصحفي محمد محمود إن اليوم هناك 100 ألف أسرة تتقاضى رواتب بصفة مستمرة منذ سنة ونيف...
وأضاف ولد بكار العواصم الكبيرة في العالم فيها الفقر المدقع وفيها الأحياء الحقيرة، هذا في أمريكا وفي جميع دول العالم، فهذا ليس هو المقياس فالمقياس هو أن هذه الثروة يجب أن يكون هناك مؤشر كبير في توزيعها هذا المؤشر يجب أن يتضمن بعضا من المساواة، كما يجب أن يشمل أكبر عدد من الشعب.
وحول سؤال قدمه مقدم البرنامج عن توزيع الثروة اليوم هل فيه مساواة؟ قال ولد بكار: المقاربة التي تم تبنيها تم تبينها على أساس أن النظام الاجتماعي أو النظام الاقتصادي القائم المستفيد منه هم قلة وان الأكثرية لم تستفد، لكن هذا البرنامج الاجتماعي الذي تم تنفيذه اليوم تم على أساس توسيع العمل واستفادة أكثر كم من الناس...
وأضاف ولد بكار ما يمكن أن نقوله إن ما وقع هو أن الطلاب اليوم تمت زيادة منحهم، إضافة إلى منح رواتب لخريجي المعاهد والجامعات من بند الإعانات من خزينة الدولة...
وقال ولد بكار إن هذه الأرقام والتصريحات التي تصدر من الحكومة يتابعها ويقيمها، وبالنسبة له هو المسألة هنا ليست مسألة هجوم ولا دفاع، وإنما هي مسألة مناقشة من خلال ما هو موجود على أرض الواقع أو ما تم تنفيذه ومن خلال بيانات وتصريحات الحكومة ...
وأردف محمد محمود ولد بكار أنه تم تأمين 100 ألف أسرة، فالأشخاص الذين تم تأمينهم كان أحد إذا قدم إلى الحالات المستعجلة قد يموت بدون علاج بسبب عدم تمكنه من شراء مضمدات أو حقنات أما المجموعات الأخرى التي تعيش ظروف أحسن فهي تبحث وعن إمكانيات أكبر فهذا يمكن أن لا تشعر به ولا يعني لها شيء وربما يكون قليل بالنسبة لها.
لكن هذا الشعب مطحون لأن المنفعة منذ ستين سنة تذهب في اتجاه واحد معين، ولذلك دائما نجد في كل مرحلة أزمة سياسية والسبب الأساسي الوضعية الاقتصادية، المبنية على الحيف، مبنية على عدم المساواة.
وفي جواب على سياسية محاربة الفساد قال ولد بكار هناك أزمتان بنيويتان كبيرتان أحدهما أزمة داخل المجتمع نفسه والثانية أزمة نخبة، فأزمة المجتمع هي أن المجتمع هو من يحمي المفسدين يأويهم ويدافع عنهم فإذا تم اعتقال أحد قام بفساد مالي أو اختلاس فأول من يحميه أهله وقبيلته ، هذا خلال فجميع مراحل نشأة الدولة فالناس تحاول أن تمارس ضغوطها على النظام ، وهذه الضغوط أصبحت قوية خاصة بعد أن أتت الديمقراطية بسبب أن هذا اصبح جزءا من العملية السياسية نفسها... المجتمع نفسه يحتضن هذا... فساد المجتمع نفسه والتبذير وسوء استغلال الفرص وعادات المجتمع البائدة التي لاتتزحزح وقيمه التي لم يتم تحسينها، ولم يتم الاستثمار فيها منذ ولادة الدولة إلى اليوم هي التي تشجع وتحمي الفساد... فكان يجب على الدولة أن تزيل بعض العادات وتأتي بعادات جديدة، وهذا هو ما وقع في الدول كلها... فعلى النظام المركزي أن يأتي بجديد ولكن للأسف نظامنا المركزي لم يأت بجديد....
يتواصل