هذا الحصاد بعد أن ذهب الزارع؟

بالتأكيد أن رئيس الجمهورية لم يكن يرغب في هذه الزيادة الجديدة لأسعار المحروقات لو أمكن تفاديها، لأنه يعلم أنها تمثل عبئا ثقيلا على كاهل المواطنين بجميع أطيافهم، ولا شك أنه يعمل على أن تكون هذه الزيادة ظرفية وعابرة وخاطفة.. الدليل على ذلك أنه ظل طيلة أشهر أزمة المحروقات العديدة الماضية متمسكا بعدم الزيادة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، رغم أن كل الدول المجاورة زادت أسعارها فور تخطي اقتصاداتها حدود التحمل المقبول…
لكن السؤال الذي لم يطرحه أحد هو لماذا وصل اقتصاد موريتانيا إلى درجة أرغمته على هذه الزيادة؟
الجواب ليس في أزمة ارتفاع الأسعار الدولية المستمرة منذ ظهور جائحة كورونا سنة 2020، ولا في أزمة الجائحة نفسها وإن كان لهاتين الأزمتين تأثير واضح ومحسوس، بل في خدمة سداد الديون الدولية التي تزيد على 5 مليارات من الدولار وتستغرق كامل ناتجنا الداخلي الخام وتستنزف أغلب عملاتنا الصعبة، هذه الديون التي طوقنا بها نظام العشرية وارتهن بها بلدنا قبل أن يرحل، وها نحن اليوم ندفع ثمنها غاليا.. ها نحن نحصد الحصاد الصعب اليوم بعد أن ذهب الزارع…
من صفحة الإعلامي الحسين بن محنض