الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

يجب أن لا تتكرر نكبة انبيكة

5 أغشت 2022 الساعة 16 و40 دقيقة
يجب أن لا تتكرر نكبة انبيكة
طباعة

رغم أنه من نافلة القول التضامن مع الأهل وطلب المؤازرة لهم من طرف كل الخيرين والمحسنين والوطنيين في البلد فإني أطالب بحل جوهري لهذه المأساة لكي لا تتكرر ولكي لايتعرض أهلنا لمثل هذه النكبة مرة أخرى ،كما أتوجه إلى السلطات العليا لتعميم التصور التي يتم الوصول إليه من نكبة إنبيكة ويتحسبوا للتغيير المناخي خاصة بالنسبة للمدن الكبيرة الساحلية وبالنسبة للطريق الوطني الذي يمتد على طول 1400إلى 1500 كيلو إذا اعتبرنا نقطة النهاية مدينة باسكنو أقصى الشرق المأهول .
تقع مدينة انبيكة في موضع جغرافي على ضفاف " تامورت انعاج "تحت هضبة "عِلِبّ آدّار" وهي من أكبر مواضع تجمع المياه المطرية القادمة من أودية تگانت فصل الخريف التي تمر إلى واد گَبُّ،كانت انبيكة منطقة زراعية ورعوية ومازلت تلك سمتها رغم التأثيرات المناخية التي أوعزت للسكان المحليين بأن يحولوا مزارعهم إلى مساكن ومحال تجارية وقد ساهم التقطيع الاداري الذي أصبحت به انبيكة بلدية و مرور الطريق المعبد الرابط بين تجگجة ونواكشوط عليها بأن ضاعف من قيمة الأرض السكنية والتجارية في المدينة الأمر الذي ضاعف أيضا من الكثافة السكانية ومن الاستثمارات العقارية في منطقة تمثل اليابسة فيها نسبة قليلية بالنسبة لمجال مرور المياه ولمدى المستنقعات التي تغطيها المياه فترة الخريف .
غياب دور الدولة خلال العشرية وعدم صيانة مجال مرور المياه إلى منطقة گَبُّ وبسبب الجفاف تمادت الناس في البناء في المناطق الخطيرة بالنسبة ل عند أو زيادة منسوب المياه وعودة السيول إلى مجاريها القديمة .
تم التفكير في تبني حل دائم لهذه المشكلة تمثل في التخطيط لمدينة جديدة عند مدخل المدينة الحالية وعلى مرتفع بعيد عن مجال المياه وتم بناء مخطط عمراني وبناء بنية تحتية أولية مستشفى ومدرسة ومخزن كبير للحبوب وكانت مشكلة المياه والكهرباء هي العائق حول أن تكون البنية متكاملة فقط بتدخل الدولة لتوفير المياه من خلال بناء خزان حديد لأن المدينة على مرتفع بالنسبة للخزانات القديمة وتأسيس شبكة توزيع كهرباء بالاستفادة من خط الكهرباء القادم من المجرية ،وترحيل السكان .
كانت هذه الخطة هي التي ستمكن من تجاوز مثل هذه المشكلات رغم وجود خطط أخرى أقل منها استدامة مثل نزع البناء في أماكن غمر المياه وأماكن السيول ومجاري المياه ،عدم تركيز السوق والمراكز العامة في مناطق واحدة ،توسيع مجاري المياه والسيول إلى منطقة گبّ.
إننا اليوم نتفرج على محنة بلدية بأكملها ليس بامكان الدولة أن تفعل فيها سوى توزيع بعض المعونات لن تفيد بالنسبة لتكرار الكارثة كما لن تكون لها مردودية أكثر من يوم أو إثنين بالنسبة لمعاش المتضررين لكن بالنسبة للخسائر المادية الكبيرة لمنطقة تتسم بأنها جيب من جيوب الفقر المتعفف .
أن دور الدولة هو الجاهزية والتدخل السريع لإنقاذ الأرواح والأموال من الكوارث وقد جاءت المفوضة توت بنت خطري بشاحنة واحدة محملة بخليط من المواد الغذائية وصهاريج المياه لبلاستيكية وغيرها ،لكن هذا دور ثانوي وانساني تقوم به حتى المنظمات التي ليست من البلد ولا حتى من القارة ، أحرى أن دور الدولة الحقيقي هو منع مثل هذه الكوارث من خلال التخطيط والتحسب واستخدام العلوم والمعارف وتنفيذ الرأي العلمي في مثل هذه الحالات ،وأن تقف دون حدوثه مرة أخرى إذا وقع ….
إن على الدولة أن تنفذ الحل العلمي الذي يمنع تكرار مثل هذه الكارثة ويجب أن يكون حضورها فعلا للعب مثل هذه الأدوار ليس لتقديم المساعدات وترك الأمور على نفس حالتها لتكرر الكارثة بتكرر مسبباتها .
من صفحة الإعلامي محمد محمود ولد بكار