الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

القرارات المهمة التي تنتظر غزواني عند دخوله من الراحة

31 أغشت 2022 الساعة 09 و36 دقيقة
القرارات المهمة التي تنتظر غزواني عند دخوله من الراحة
طباعة

خاص العلم -

بعد اسبوعين من الراحة، لم ينقطع فيها تماما عن الدولة، وتتبع الأحداث عكسا لما يجب أن يكون بالنسبة لرئيس يعيش بشكل مضاعف تحت ضغط الأحداث ،نتيجة لاندماجه في تسيير اللحظة وتسيير الأحداث عن قرب ،سيعود غزواني وقد أخذ أقل من نصف راحته التي قطعها مرتين عمليا: الأولى عندما ذهب إلى كيهيدي للوقوف على الوضع ومواساة المواطنين والإشراف على التدخل الفوري للدولة، والثانية بعد هطول أمطار كثيفة على نواكشوط لمتابعة الوضع خاصة بعد غرق عدة مناطق منه مثل دار النعيم والبصرة وأحياء من العاصة وغيرها الذي هو دليل واضح على عدم جاهزية حكومته وضعفها وحاجته لتغيير أكثريتها بما في ذلك وزيره الأول الذي منحه الثقة للمرة الثانية على تولي تنسيق أعمالها . لقد ظل الرئيس يعيش ويتابع الأزمة لحظة بلحظة ولذلك ظلت راحته ناقصة ليأتي لوضع أكثر تأزما من الناحية السياسية إذ تنتظر الساحة تشاورا أكثر عمقا وديناميكية حول القضايا السياسية أساسا مثل الانتخابات وطريقة تسييرها والضمانات المطلوبة حول الشفافية وتوسيع مشاركة الطيف السياسي في تسيير اللجنة المستقلة للانتخابات وحل معضلة ال100حزب التي تطالب 42 منها بالترخيص وتطالب البقية بالرجوع عن قرار حلها على خلفية قانون النسب الانتخابية والتي تطعن في آلية تطبيق ذلك القانون من الناحية العملية .
كما ينتظر الرئيس التجاوب مع مطالب عريضة تتعلق بتجديد الواجهة السياسية والحكومية من أجل ضخ دم جديد وخلق ديناميكية قوية أمام استحقاقات عامة متتالية تتطلب حشدا جماهيريا كبيرا في وجه احتمال بروز اقطاب جديدة مدعومة من بعض الفئات ومن رجال أعمال نافذين .كما على الرئيس خلق جسم حكومي واحد متجانس للقيام بهذه المهمة حيث تعاني حكومته من تصدعات قوية بسبب جهود الهيمنة القوية التي يقودها بعض الوزراء فتخلق منافسة قوية تأخذ شرعيتها بالعلاقة القريبة بالرئيس حيث يعتبر كل واحد نفسه الشخص الثاني أو الوريث الشرعي لأوامر وتصرفات الرئيس وأنه المسؤول عن تحديد مصلحة النظام والسهر عليها ،وبذلك يدخل في صلاحيات الآخرين أو في تقييمهم .
هذه الوضعية توشك أن تجعل الحكومة فسطاطين أو أقطاب في حين يحتاج الوضع اليوم لوزير أول قوي وقادر على تولي التسيير اليومي للدولة والسيطرة على التناقضات العامة داخلها وتوجيهها وفق برنامج الرئيس خاصة كسب الرهانات الملحة، و حيث يكون باستطاعة الرئيس أن يشرف على تسيير البرامج الكبيرة والطموحة من مشاريع عملاقة ومن توجهات عامة، ولكي يبقى لديه من الوقت ما يمكنه من تسيير ملفاته السياسية وتعهداته للسياسيين، من لقاء لشركائه السياسيين والناخبين الكبار والمسؤولين السياسيين وتسيير المصالح الكبرى المتعارضة في البلد .
كما يتعين عليه من جهة ثانية أن يفتح الباب لمشاركة الأطر المهنيين الأكفاء والمتحمسين انطلاقا من مراقبة وضع حسن النية والخطوات التي تم تبنيها في تسيير البلد من طرف الرئيس ، للمساهمة في بناء وطنهم لأنهم يحملون تجارب كبيرة وخبرات عالية من أجل خلق منافسة في جودة التسيير وخلق مزيج من الأجيال والأفكار والخبرات تساعده في خلق توازن داخل الوظائف والمسؤوليات والعمل الإداري والحكومي .كما يتطلع رجال الأعمال لتفكيك القوة المهيمنة على الصفقات العمومية والتي يرون بسببها أن الصفقات شبه محسومة سلفا لمصلحة شخص محدد بحيث يريدون تحقيق تكافؤ الفرص من أجل الحصول على نصيب من الأعمال والصفقات العمومية ،كما يتطلعون لتنشيط الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص تنفيذا للتعهد الذي أخذوه أمام رئيس الجمهورية في الاجتماع الذي خصهم به في مدريد حيث رافقته مجموعة كبيرة منهم في زيارته تلك والذي تم توسيعه وتأكيد مضامينه بشكل أدق في لقاء خصهم به بعد عودته لأرض الوطن .
الرئيس بعد عودته من الراحة بحاجة لخلق ديناميكية قوية مرتبطة بجهوده وتصوراته حول ما يصبو لتحقيقه بالنسبة لهذا الشعب سواء في هذه المأمورية أو تلك التي تليها.