الخميس
2024/04/18
آخر تحديث
الخميس 18 أبريل 2024

ماذا بعد رفع القيود عن عزيز هل نتوقع ساحة ساخنة؟

12 سبتمبر 2022 الساعة 12 و05 دقيقة
ماذا بعد رفع القيود عن عزيز هل نتوقع ساحة ساخنة؟
طباعة

تم الليلة البارحة رفع القيود المشددة عن محمد ولد عيد العزيز، وتم إجلاء مجموعة من الأمن كانت ترابض أمام منزله تنفيذا لإجراءات قضائية مشددة ،وكان من دواعي ذلك أن ولد عبد العزيز حوّل قضيته من ملف قضاء لقضية سياسية وحوّل منزله لساحة مهرجانات أو ساحة حزب: لقاءات سياسية ولقاءات صحفية ومحاولة الضغط على القضاء في مسألة ذات طابع جزائي بحت ،إلا أن ولد عيد العزيز يريدها قضية سياسية لتظل الأحكام والإجراءات في حقه بلا مصداقية خوفا من أن يواجه أي كوابح سياسية .
يواجه ولد عيد العزيز تهما خطيرة وفاضحة في حق رئيس ظل يرفع فوق رأسه شعار محاربة الفساد، وكان عنيفا في الإجراءات حتى أنه كان يتدخل شخصيا لإنزال العقوبات بتبني قرارات بدل القضاء أو باسم القضاء في حق حالات يعتبرها فسادا رغم أن الكيل بالمكيالين والمزاجية وتصفية الحسابات الشخصية والسياسية وعدم وضوح الإجراءات والمساطر والقوانين وعدم استقلالية القضاء كانت السمة البارزة لذلك التوجه ، الأمر الذي تم بواسطته ظلم الكثيرين والتعدي على آخرين وحماية فساد كبير كان سقفه السفلي 43 مليار أوقية …وهكذا لم يقبل عزيز ولم يتقبل أن يكون واحد من ضحايا هذا الشعار. والحقيقة أن حالة ولد عبد العزيز تظل خاصة بالنسبة للبلد وبالنسبة للعالمين العربي والإفريقي كرئيس يتهم بشكل علني وتقوم عليه الأدلة على قضايا هو من حاربها بشدة ووظف جميع وسائل الدولة من الناحية الإعلامية في محاربتها، وكان ذلك من أجل حماية قناة وحيدة للفساد تصب وتنتهي به.
ولد عبد العزيز يطالب ويضغط من خلال محاميه ومحيطه بالمحاكمة وكأنه يجترح حلا ذكيا يطالب بمحاكمة صورية ويلوح باليد الأخرى بوضعه الصحي، وكأنه يسعى لأن يتخلص من هذا الكابوس من أجل أن يحدد مصيره الشخصي والسياسي بصفة نهائية ومن أجل أن يضع مخططه السياسي ضد هذا النظام، وهو يرى أنه ما زال يملك موطئ قدم وإن كان قد انتهى سياسيا إلا أنه لم يمت تماما.
صحيح أن بعض الحالات لا يكون الدواء فيها إلاّ بالكي. لكن حالة عزيز تتضمن مجموعة من العوامل ليظل عضالا.
الوضع السياسي مختلط والساحة مطبوعة في الغالب بالجمود، والاتجاهات الخطابية ترمي للتمايز الكبير، وهناك غياب في الدينامكية السياسية في الاتجاهين: المعارضة والنظام، وهناك غياب في آليات الجذب وعدم مقبولية الخطاب مما يجعل سياق التوتر السياسي وقبول تعدد الأقطاب كبيرا جدا .
اللاعبون الذين عبروا عن أنفسهم اليوم في الساحة السياسية في صف المعارضة المقاطعة أو الراديكالية واللاعبون الخلفيون الأقوياء سيحددون موقفهم في نهاية المطاف ك"ضربة قاضية" في حين لم تعد تفصلنا عن الانتخابات سوى فترة قصيرة تتطلب حكومة وفريق عمل رئاسي متجانس ونشط وقوي، وتتطلب لاعبين ماهرين ومحببين على الناس. الأمر الذي لم يحققه التعديل الوزاري الأخير في الغالب ولا اللجنة الحزبية ولا تشكيلة لجنة الشباب .
الوضع اليوم في مصلحة أي جهة أو شخص يُظهر الجدية والصلابة والقوة. والواقع أن النظام يملك دائما آداة دفع أكبر وأقوى، لكن عندما تكون تعمل. إنها اليوم متعطلة بثلاثة أرباع وبحاجة لقوة دفع نظيفة وحيوية .كما أن بريق المعارضة قد خبت لبعض الوقت لكن ضعف اداء الأغلبية قد يشكل عطية سياسية له في هذا الظرف بالذات .
إن المتتبع المحايد البعيد عن ضغط الأحداث يملك بكل تأكيد صورة وتحليلا واقعيا عن الساحة يجعل جميع الخيارات مفتوحة ……

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار