الاثنين
2024/03/18
آخر تحديث
الاثنين 18 مارس 2024

لاعذر بعد مونديال قطر 2022م !!

1 دجمبر 2022 الساعة 20 و19 دقيقة
لاعذر بعد مونديال قطر 2022م !!
طباعة

لست من هواة الرياضة ولامن متابعبها ولكن مونديال قطر هذه السنة فتح عيني على كثير من الامور التي تحققت بسرعة وقد تحتاج الى سنوات وأموال طائلة لتحقيقها وقد لا تتحقق!!
عند ما بدأ المونديال كتبت مقالا بعنوان: قطر تكسب الرهان!!
https://alakhbar.info/?q=node/44209
حاولت فيه رصد ماكتب في الاعلام الغربي الذي تفاجأ بهذا المستوى الرفيع الغير مسبوق والذي يأخذ بالألباب شكلا ومضمونا على أرض الواقع، جرى بيع جميع تذاكر مباريات كأس العالم، حيث بيعت 3 ملايين تذكرة، في حين تم تسجيل نحو 40 مليون طلب لشراء التذاكر.!!
غير أن الصحف الغربية التي تغرد خارج السرب وعلى رأسها الصحف الاسرائلية التي وصفته (بمونديال العار ) بائت كل محاولاتها بالفشل الذريع!!
عندما يجيش الكيان الصهيوني ابواغه طيلة 12سنة ضد قطر ولم يحصل له ما أراد فإن كلامه اليوم بعد النجاح الباهر لمونديال قطر بشهادة الجميع مردود عليه على حد قول الشاعر:
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ.
واسرائيل تعرف جيدا تأثير الاعلام وأن العالم تعاطف معها لسبب المحرقة المزعومة( الهوليكوست). وقد كان أساس هذه الرسالة هو الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب وقد أبدع في إخراجها للعالم مؤلفون مبدعون ومثقفون محنكون. حتى ليحس المرء بعد مطالعته لقصة أو مشاهدته لفيلم عن هذه المحرقة بحاجة إلى أن ينزوي نفسيا من هول ما شاهد وطالع. تشيء الاقدار أن يكتوي هذا الاعلام الاسرائيلي في مونديال قطر باستهزاء من طرف الجمهور حتى اصبح تسمية (اسرائيل) عار في نظر الجمهور !!
الكلمات المؤلمة والجارحة تكون مؤثرة و تؤدي إلى الانكسار وفقدان الثقة بالنفس. قد لاتندمل بسرعة حيث أنها باقية في حيز اللاشعور ويكون عادة هذا التأثير سيئا حيث يظهر في سلوك الإنسان وعلى مجريات حياته في أغلب الأحيان...
ونستطيع القول: إن تلك الكلمات قد يكون لها أثر واضح على مجريات الحياة الاجتماعية للضحية إضافة إلى الآثار النفسية.مثل:الشذوذ الجنسي ابن الزنا أو الابن غير الشرعي
كانت مؤثرة إلى حد قريب واستبدلت بكلمات أخرى للحد من تأثيرها فاستبدلت كلمة الشذوذ الجنسي بمصطلح مثلي الجنس وكلمة ابن الزنا أو السفاح بابن خارج الزواج والخمور بالمشروبات الروحية وهكذا..
واذا كانت قطر حرمتها فإنما امتثالا لدينها الحنيف وسبعرف هؤلاء الزوار لماذ الاسلام يحذر هذه الأشياء المجافية للفطرة وخاصة الشواذ وقد تناولت هذه الظاهرة في مقال بعنوان:
الشرع يصحح رغبة الانسان!!
https://avaghfikria.info/archives/1400
باستضافتها للمونديال حققت قطر ما لم تحققه العرب مجتمعة.حيث نقل المونديال بوسائط الصوت الصورة سماحة الاسلام وضيافة العرب وابداعاتهم. وبينت على مرأى ومسمع من الجميع زيف ماكان يقال عن الاسلام وتعاليمه والمجتمع العربي وابداعاته..
الإعلام منتج طبيعي لواقع المجتمع والمجتمعات المتقدمة هي التي تنتج إعلاما متقدما ولا يوجد إعلام حر مطلق، كما لا يوجد إعلام حيادي بالمطلق حتى الإعلام الغربي الذي يتبجح بالحرية وحقوق الانسان واحترام الغير!!
الغرب مصالح ولاشيء غير المصالح , وكل حوار معه أو تفكير ضده لا ينطلق من هذه الحقيقة, إنما هو انزلاق وسقوط في شباك الخطاب المغالطى التمويهي السائد في الغرب والهادف إلى صرف الأنظار عن (المصالح) وتوجيهها إلى الانشغال بما يخفيها ويقوم مقامها في تعبئة الرأي العام مثل الحريات,الثقافة, الديمقراطية... الخ...
عندما فازت قطر باستضافة المونديال كان الزاما على الدول الأخرى احترام ثقافة البلاد وقيمها الاسلامية التي تحرم المثلية والخمور ولحم الخنزير والدعارة في داخل الملاعب...
الا ان الدول الغربية التي تتشدق بالحرية واحترام الآخر لم تتقيد بهذا كعادتها فبعد ان فشلت في الحملة الممنهجة على دولة قطر قبل المونديال حيث قالت صحف غربية أن نسبة مرتفعة من جمهور المشجعين في كأس العالم من المسلمين وغير المسلمين منزعجون من “الصور السلبية التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن قطر”.)
في مشهد مثير رصدت عدسات الكاميرا دخول وزيرة الداخلية الألمانية "بشارة المثلية" ليشاهدها ملايين المشاهدين عبر العالم في انتهاك صارخ لقوانبن الفيفا ودولة قطر التي الزمت الجميع بها والتي بموجبها تراجع قادة أندية أوروبية بارتدائها خوفا من العقوبات ا!!
وبعد ألمانيا تأتي ابريطانيا ممثلة بوزير الثقافة مثلي الجنس!!
إن الإعلام يحتضن الأجيال الناشئة ويؤثر فيهم تأثيراً مباشراً ويأخذهم نحو الأهداف التي من أجلها صيغت هذه البرامج، حيث أن برامج الإعلام لها أهداف وخطط تسعى لتحقيقها.
وإذا كان لإعلام يمثل سياسة موجهة تستخدم لصالح الدول الكبرى التي تتلاعب في مصير الأمم. فهل يمكننا أن نجارى هذه السياسات ونستخدمها لصالحنا!!
يكفينا من هذا الجديد في الوقت الحالي هذه السقطات من دول أوربية كبرى تدعي الديموقراطية واحترام ثقافة الآخر !!
وعلى الجانب الآخر:
شوارع قطرية كثيرة بجداريات مكتوبة بلغات عديدة عن شمائله (صلى الله عليه وسلم) : الرحمة والصدقة والعمل الصالح. بعد الرسوم المسيئة التى انتشرت في الغرب...!!
جماهير تتعرف على المسجد والإسلام يستقبلهم دعاة رجال ونساء يتحدثون لغات عديدة ضمن أنشطة دعوية ميدانية وإلكترونية..
وآلاف المشجعين والمشاهدين يسألون عن الاسلام من مصدره ويستمعون الى الآذان الرابط:
https://youtube.com/shorts/L4h3zDFpQQ4?feature=share
استغرب أحد المشجعين من كون الجماهير المسلمة تذهب الى الصلاة في مسجد الملعب والمبارات في أوجها!!
الأمور يستغربها غير المسلمين، لأن الكنيسة عندهم تمتلئ فقط يوم الأحد ونادرا ما تمتلئ، وعندما يجدون المسلمين يصلون طيلة الأسبوع ويذهبون الى الصلاة بعد الأذان مباشرة فإنهم يستغربون ذلك!!
تداولت منصات قطرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر مشجعين أجانب وهم يشهرون إسلامهم. وتطبيقات ذكية موضوعة في غرف الفنادق المستقبلة لجماهير المونديال وفيها تعريفات بالدين الإسلامي.باستخدام رمز الاستجابة السريع "QRCode"
قال الصحفي لبريطاني كارتر “فعاليات كأس العالم فرصة فريدة من نوعها لتمكين جمهور المونديال من الوقوف على حقيقة الإسلام، وكشف من يقف وراء السرديات الغربية المؤسسة للإسلاموفوبيا”.).
بالاضافة الى تذكير العالم بقضية العرب الاولى فلسطين المحتلة حيث رفرف علمها عاليا في مدرجات الملاعب القطرية.!!
وحشر الصحافة الاسرائيلية من قبل الجماهير العربية والاسلامية وعدم التعامل او اجراء حوارات معهم!!
أهمية هذا المكسب الجديد هو أن المجتمعات الغربية تثق باعلامها لأنه تأسس على الثقة.
وهنا يأتي دور الكتاب والمؤلفين والناشرين بتوظيف هذه المكاسب كما يجب عليهم أن يتساموا فوق الكثير من القضايا التي فرقتهم!! وان يظهروا للعالم أقوياء متحدو الصفوف بعد ان شوهتهم الصورة النمطية للضعف والتشتت!! صحيح أن إعلامنا فاقدا لثقة الجماهير وذالك لأن الوعي والثقافة سبقا الإعلام العربي بمراحل لكن هذا لا يمنعنا من استرجاع هذه الثقة..
ليس أمامنا من طريق لاستعادة الثقة بثقافتنا، والكف عن الاستجداء الثقافي سوى التوصل إلى طريقة ننهي بها التناقضات الداخلية في ثقافتنا الحاضرة، ونخلصها من الشوائب التي أقعدتها عن أداء وظيفتها في الريادة الحضارية.وهذا يمكن أن يتحقق بتوظيف مونديال قطر
ونظرة العالم للاسلام عن قرب كما قال الصحفي لبريطاني كلارك.يمكننا محاربة التضليل الإعلامي في جميع أنحاء العالم عبر الكلمة الصادقة ودحض الادعاءات المزيفة.
فلاعذر بعد مونديال قطر.

لمرابط ولد لخديم