الثلاثاء
2024/04/23
آخر تحديث
الثلاثاء 23 أبريل 2024

أسباب توسيع ماكرون للعلاقات الفرنسية – العربية في 2022

25 دجمبر 2022 الساعة 09 و45 دقيقة
أسباب توسيع ماكرون للعلاقات الفرنسية – العربية في 2022
طباعة

كثف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال عام 2022 الجاري، زياراته ولقاءاته مع زعماء الدول العربية بشكل غير مسبوق، إذ زار 6 دول واستقبل في باريس عددا من القادة العرب، ما يعكس اهتمام فرنسا بالمنطقة العربية في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتفاقم أزمة الطاقة.

ومن الملاحظ أن زيارات ولقاءات الرئيس الفرنسي، جرت بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية في 24 نيسان / أبريل الماضي، حيث أصبح أكثر تحررا من ضغوط اليمين المتطرف المعادي للعرب والمسلمين.

وحملت زيارات ولقاءات ماكرون مع القادة العرب عناوين مختلفة، تصدرها أزمة الطاقة العالمية بعد الحرب الأوكرانية.

وبدأ ماكرون زياراته إلى الدول العربية من العاصمة الإماراتية أبو ظبي في 15 أيار / مايو الماضي، لحضور جنازة رئيس الإمارات الراحل خليفة بن زايد، لكن الزيارة لم تخل من “دبلوماسية الجنائز”، حيث التقى ماكرون، رئيس الإمارات الجديد محمد بن زايد.

وخلال وجوده في أبو ظبي، التقى ماكرون مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، لبحث الأوضاع في منطقة الساحل، خاصة أن نواكشوط تعد أحد الأعمدة لمجموعة الساحل الخمسة، التي أسستها فرنسا لمكافحة الإرهاب في المنطقة.

وتعتبر زيارة ماكرون إلى الجزائر أول زيارة رسمية إلى البلاد العربية، بين 25 – 28 آب / أغسطس الماضي، التي نجح فيها ماكرون في طي صفحة الخلاف الدبلوماسي و”التاريخي” والأمني والطاقوي بين البلدين.

ورغم بقاء العديد من الملفات بين البلدين عالقة ومؤجلة، لكن زيارة ماكرون إلى الجزائر حيث التقى بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، نجحت في عقد أول اجتماع للقادة العسكريين والأمنيين في البلدين منذ استقلال الجزائر في 1962.

وحضر ماكرون قمة المناخ “كوب 27” التي عقدت في شرم الشيخ بمصر في 6 تشرين الثاني / نوفمبر، والتقى على هامش القمة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

ومن بوابة الفرنكفونية، دخل ماكرون تونس، التي احتضنت قمتها ما بين 19 – 20 تشرين الثاني/نوفمبر، بجزيرة جربة (جنوب شرق) والتقى على هامشها بالرئيس التونسي قيس سعيد.

وخلال فعالية كأس العام في قطر 2022، حضر الرئيس الفرنسي مباراتي نصف النهائي والنهائي لمنتخب بلاده في 14 و18 من كانون الأول / ديسمبر، حيث كانت فرصة للقاء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

ولقاءات الدوحة بين ماكرون وتميم ليست الأولى من نوعها خلال 2022، إذ سبق للرئيس الفرنسي أن استقبل أمير قطر في باريس، نهاية أيار / مايو الماضي.

وفي 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري، شارك الرئيس الفرنسي في “قمة بغداد 2″، بمنطقة البحر الميت بالأردن، بمشاركة عشر دول، وكان على رأس المشاركين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري، ورئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني.

وكانت القمة مناسبة للقاء بين الملك عبد الله وماكرون، على هامش “قمة بغداد”، وبحث الطرفان “التحديات في العراق وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية”.

استقبال الزعماء

وخلال الصيف الماضي، استقبل ماكرون عددا من الزعماء العرب في فرنسا، من بينهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الإمارات، وأمير قطر، والرئيس المصري، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ورأت وكالة “الأناضول”، أن ماكرون يحاول تعويض فشل سياسته في أفريقيا، وبالأخص في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، بتكثيف حضوره في المنطقة العربية.

ففي 2022، التقى ماكرون معظم الزعماء العرب، ولم يستثن منهم سوى قادة سوريا وليبيا والسودان والكويت وسلطنة عمان والمغرب ولبنان، رغم أنه يسعى لتثبيت حضور فرنسا في مختلف القضايا والأزمات العربية.

وبعد أن لجأ إلى خيارات صدامية مع دول مغاربية (الجزائر والمغرب وبدرجة أقل تونس)، على خلفية الحملة الانتخابية في بلاده، أعلنت باريس إنهاء أزمة التأشيرة مع الجزائر والمغرب، في زيارة قادت كلا من وزير الداخلية الفرنسي إلى الجزائر ووزيرة الخارجية الفرنسية إلى المغرب في كانون الأول/ديسمبر الجاري.

ومن المتوقع أن تعزز فرنسا علاقاتها مع دول الخليج والجزائر في ملف الطاقة، وبالأخص الغاز؛ لتعويض الغاز الروسي.

أما بالنسبة للمغرب، فإنه من المقرر أن يزورها الرئيس الفرنسي في الربع الأول من العام المقبل، وفق وسائل إعلام مغربية، وهو ما من شأنه طي الأزمة الصامتة بين البلدين، التي أدت إلى تأجيل الزيارة التي كانت مقررة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومن خلال هذا الحضور الفرنسي المكثف بالمنطقة العربية، يسعى ماكرون لإثبات أن بلاده مازالت قوة عظمى، رغم تراجع دورها في أفريقيا، وأن بإمكانها أن تكون فاعلة في مختلف الأزمات الساخنة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما يحاول ماكرون قطع الطريق أمام تزايد النفوذ الروسي والصيني في منطقة قريبة جغرافيا إلى بلاده، التي تسعى أيضا لتوفير موارد الطاقة لصناعتها، والأسواق لسلعها.

المصدر