الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

كواليس زيارة لافروف: هكذا انتهت زيارة وزير خارجية روسيا المهمة لموريتانيا

11 فبراير 2023 الساعة 08 و56 دقيقة
كواليس زيارة لافروف: هكذا انتهت زيارة وزير خارجية روسيا (…)
طباعة

أمضي لافروف ساعتان مع رئيس الجمهورية قدّم عرضا خلال 50 دقيقة اتسم بثلاث أمور :أولا الاحترام التام لموريتانيا ومواقفها وشخصيتها .ثانيا عرض عن الوضع الدولي بما فيذلك قضية أوكرانيا أساسا وشرح حيثياتها وقضية الساحل ودورها في أمن المنطقة ثالثا عرض التعاون مع موريتانيا في مجالات عديدة الصيد والزراعة والأمن بما في ذلك أيضا شرح القمة الروسية الافريقية وفرص التعاون على هامشها بين البلدين .
بعد انتهاء العرض أخذ الرئيس غزواني الكلام واتسم هو الآخر بثلاث أمور: أولا وهذا من عادته الاصغاء التام للضيف وتدوين ملاحظاته ثانيا قدم عرضا لنفس المدة تصمن التعبير الصريح عن شخصية موريتانيا المستقلة ورؤيتها للأحداث وبقائها ضمن حدود مقاربتها الدائمة المتمثلة في الحياد الإيجابي واحترامها لعلاقاتها القديمة والاستراتيجية واستعدادها للانفتاح على الآخرين والتعاون معهم وفق مصلحتها ودون المساس بمصلحة الغير واهتمامها بتطوير العلاقات بروسيا …وقد تفاجأ الوزير الروسي وجميع الحضور من قدرة الرئيس غزواني على الردود ومن درجة تنظيمها ومن وضوح الرؤية وسعة الإطلاع لدرجة أنهم لم يتوقعوا مثل هذا المستوى وعلى نحو خاص بالنسبة للأداء.
في نهاية عرض الرئيس نزع الوزير الروسي نظّاراته تعبيرا عن الاحترام والاعجاب بالردود وطلب بكل تواضع وانبهار الإذن بالتعقيب على نقطتين من ضمنهما استعداد بلده لدعم عودة مالي لقوة الساحل وباحترامه وتقديره لما جاء في كلمة الرئيس واتفاقه معه في احترام مواقف موريتانيا وشكره على موقفه من روسيا .
لقد غمر الوفد الروسي الاعجاب بهذا اللقاء المطول والأول من نوعه وخاصة باداء غزواني خاصة درجة اللياقة العالية في الحديث وفي السلوك ومستوى فهم الوضع الدولي .
كانت زيارة ناجحة وأعطت صورة عن شخصية موريتانيا الدولية المستقلة التي لا تنتظر الأوامر من أحد فقد كانت المواقف واضحة وصريحة وقاطعة وتتم عن خط استراتيجي ومقاربة واضحة …
كما من كواليس هذه الزيارة الاهتمام الكبير للغرب بها وبمحاولة الحصول على جدول أعمالها وعلى تفاصيلها غير المعلنة وهو طبيعة الاتفاقات أو التفاهمات وتأثير ذلك على العلاقة والدور الذي يريد الناتو والغرب وفرنسا لموريتانيا أن تلعبه بجانبهم ضد تغلغل روسيا في المنطقة .لكن من ظل عدم تسرب أي شيء من ذلك هو مظهر من مظاهر استقلالية موريتانيا والتغيَر الحاصل أيضا في إدارتها لشؤونها الخاصة والقدرة على السيطرة عليها .
هكذا انتهت زيارة لافروف المهمة لموريتانيا .
الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار