الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

أمين عام حركة تحرير أزواد: لقاؤنا مع الرئيس تبون فتح الأمل أمامنا.. لكن لن نقبل بالوعود إلى الأبد

2 مارس 2023 الساعة 14 و08 دقيقة
أمين عام حركة تحرير أزواد: لقاؤنا مع الرئيس تبون فتح (…)
طباعة

قال بلال آغ شريف، الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، “إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ‏أكد لقادة الحركات الأزوادية، خلال لقائه بهم، الأحد الماضي، التزامه الشخصي، والتزام الجزائر الشقيقة بتحقيق السلام والاستقرار في مالي، من خلال التطبيق الكامل لاتفاقية الجزائر الموقعة منذ 2015”.

وأوضح، في تصريحات أدلى بها لـ “القدس العربي”، الأربعاء، “أن قادة الحركات الأزوادية يرون، من خلال ما لمسوه لدى الرئيس الجزائري ووزير خارجيته، أن المجهود الحالي للجزائر يهدف إلى إعطاء طاقة جديدة، ودفع جديد لتطبيق اتفاقية الجزائر، التي مضت عليها ثماني سنوات، دون أن تشهد أي تنفيذ له قيمة”.

وقال: “لقد استمعنا إلى الأشقاء الجزائريين وهم يؤكدون بأنه ستكون هناك آلية جديدة في المستقبل للتعامل مع الملف الأزوادي، ونحن سنقابل كل ذلك بروح إيجابية، مع أنه لا يمكن اعتماد الوعود إلى الأبد”، وذلك في إشارة منه لما قال إنه “تسويفات ومماطلات النظام الحاكم في باماكو”.

وأضاف “أن الخيار الوحيد المتاح للوساطة الدولية هو أن تتحدث الجزائر مع الحكومة الانتقالية بشكل جدي، يعكس خطورة استمرار الوضع القائم”.

وقال: “الفترة المنقضية على توقيع اتفاقية الجزائر، وهي ثماني سنوات، تؤكد بوضوح عدم جدية الحكومة في باماكو في تطبيق الاتفاق بغض النظر عن كونها حكومة منتخبة أو منقلبة”.

يضيف بلال شريف: “كانت مهمتنا في الجزائر هي الاطلاع على ما استجد لدى الجزائر بخصوص الوساطة الدولية لنقدم للأزواديين دليلاً جديداً على حدوث تغيرات ملموسة من طرف الحكومة في باماكو، ومن طرف الوساطة الدولية نفسها، والهدف النهائي للحركات الأزوادية هو إرساء سلام حقيقي، وإقامة أمن فعلي دائم للسكان، وتحقيق ما تضمنه الاتفاق من إقامة نظام حكم جديد في إقليم أزواد”.

بلال شريف: اندماج الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية الأزوادية، يعتبر سابقة تاريخية في القضية الأزوادية التي كانت دائماً ضحية الانقسام الداخلي.

وتوقف بلال آغ شريف أمام الوحدة بين الحركات الأزوادية، التي وقعت يوم الثامن فبراير المنصرم، فأكد “أن اندماج الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية الأزوادية، يعتبر سابقة تاريخية في القضية الأزوادية التي كانت دائماً ضحية الانقسام الداخلي”.

وقال: “سيكون لهذا الاندماج أثر مباشر على الروح المعنوية للمناضلين الأزواديين، وعلى كافة أبناء الشعب الأزوادي، إضافة لانعكاسه الإيجابي على الأمن والاستقرار، وعلى مواجهة الإرهاب الذي يضرب المنطقة بشكل غير مسبوق”، مبرزاً “أن أهمية الاندماج تتجلى في أنه سيقطع الطريق أمام من يتذرع بانقسام الحركات الأزوادية من أجل تعطيل الاتفاق”.

وعن سيطرة الحركات الجهادية وتمكّنها من توسيع نشاطها في الساحل، قال بلال آغ شريف: “إن سيطرة الإرهابيين على المنطقة دليل على فشل المقاربات السابقة التي تجاهلت الأزواديين، وذلك من جهتين: أولاهما من جهة محاولة القفز على حل المشكلة السياسية الموجودة تاريخياً في أزواد، والتي يستفيد الإرهاب منها في خطابه، حيث يستغلها كظلم قائم، والثانية من خلال إقصاء الحركات الأزوادية من الحل عبر إضعافها بعدة عوامل”.

يضيف بلال آغ شريف: “لكن هذا الوضع، المقتصر حالياً على ما يعرف بمنطقة الحدود الثلاثة، سيتوسع إلى جميع مناطق الساحل، إذا لم يتم التعامل معه بجدية وبسياسة جديدة واقعية”.

وتأتي تصريحات الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد والرجل القوي في المنطقة الساحلية، بعد أيام من بدء الحركة اتصالات بأطراف المصالحة الدولية، وفي مقدمتها الجزائر، كما تأتي بعد فترة وجيزة من توقيع جميع الفصائل الأزوادية لاتفاق اندماجي بينها في كيان سياسي واحد”.

وذكر الاتفاق أنه: “إدراكًا لتدهور الوضع الأمني في أزواد، ارتأى السكان توحيد جهودهم وتصوراتهم لمواجهة كافة التحديات في سبيل تحقيق الرفاه الاجتماعي والسياسي”، في خطوة تحمل في طياتها العديد من الرسائل والقراءات، في ظل تشكّل وضعيات وسياقات جديدة في منطقة الساحل، أبرزها انسحاب القوات الفرنسية من شمال مالي وتنامي الرفض المحلي لها في عدة بلدان مجاورة، إلى جانب دخول روسيا وحركة فاغنر المحسوبة عليها في عمق الأحداث.

وأكد القادة الأزواديون في اتفاقهم “أنه سيتم في إطار هذا المسار إنشاء لجنة فنية مسؤولة عن الإجراءات العملية للاندماج تمهيداً لتنظيم مؤتمر في أقرب وقت ممكن يحدد المبادئ التوجيهية ويضع أجهزة المنظمة الجديدة”.

القدس العربي