حول السرطانات!

اليوم كنت في تعزية لأحد أقربائي وأصدقائي المقربين، فقدَ شقيقته أمس بعد إصابتها بسرطان الرحم، رحمها الله وغفر لها وأحسن عزاء ذويها فيها، وقبل أيام قليلة كنت في تعزية بعد رحيل رجل فاضل ربطتني به وبعائلته علاقات منذ فترة، وقد توفي في تونس بسبب السرطان، كما أني فقدت صديقا عزيزا ورجلا فاضلا قبل أكثر من شهر حين توفي في رحلة علاج إلى تركيا بسبب نفس المرض. هذا دون الكثير مما اعرفه من حالات الاصابات والوفيات بهذا الداء، نسأل الله الشفاء للمرضى والرحمة للموتى، والعافية والصحة لنا ولكم جميعا.
قبل يومين زرت مقر جمعية إيثار لعلاج ومساعدة مرضى السرطانات، واطلعني المعنيون بها والقائمون على شؤونها على عمل جبار يقومون به، ومنه صرف عشرات الملايين في اتفاقيات مع عيادات ومستشفيات لصالح المصابين، بالاضافة إلى خدمات جليلة مثل الفحوص التي يصل بعضها إلى مئات الالاف، ومعونات النقل والتغذية وغيرها، ودراسات ووثائق مفصلة وإحصائيات هامة الخ. كما زرت رفقة طاقم الجمعية مقرهم في طب الانكولوجيا، واطلعت مباشرة على عملهم، وزرت مكان تشييد المستشفى الذي انطلقت أشغاله رغم تكلفته الباهظة. ولا شك أن كل ذلك عمل يستحق الاشادة والدعم والمساعدة، وينقصه المزيد من النشر الإعلامي ليتبناه كثيرون.
خلال سنوات البرلمان تقدمت وزملائي النواب - أقلية معارضة ومستقلة _ بمقترحات عديدة في جميع المجالات كالتعليم والصحة والتشغيل والتأمين والزراعة والتنقيب والصيد البحري الخ، ومن هذه المقترحات ضرورة فتح صندوق لصالح مصابي السرطانات، خاصة مع زيادة الميزانية العامة زيادة تصل الضعف تقريبا، ولكن الأغلبية الموالية رفضت هذه المقترحات كما رفضت مقترحاتنا بخصوص زيادة رواتب التعليم وقطاعات الأمن والجيش وغير ذلك، وصوتت ضدها كل هذه السنوات وبمعدل يفوق 70% غالبا.
اليوم، أعود وأذكّر أن مرض السرطان ينتشر بسرعة كبيرة ويحصد الأرواح بشكل رهيب ومفزع ومفجع، ولا بد من جهودنا جميعا، وخاصة الدولة ورجال الأعمال، فلا بد من صندوق بمبالغ معتبرة يغطي الفحوص الغالية والوصفات الكبيرة، ولا بد من جهد انساني وخيري ضخم، ولا بد من حملات توعية وتحسيس للكشف المبكر، خاصة سرطان الثدي والرحم والبروستاتا الخ.
شفى الله المرضى، ورحم الموتى، وعافانا وإياكم.

النائب محمد الامين سيدي مولود