الثلاثاء
2024/05/14
آخر تحديث
الثلاثاء 14 مايو 2024

إنه بالفعل خطاب أمة!

28 نوفمبر 2023 الساعة 18 و30 دقيقة
إنه بالفعل خطاب أمة!
طباعة

كان خطاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هذه الليلة خطاب أمة بامتياز، يليق برئيس الجمهورية، ويستحقه الشعب الموريتاني العزيز في ذكرى انعتاقه المجيدة من نير الاحتلال.

ليس من عادتي أن أعلق على الخطابات الرسمية، لكن هذا الخطاب بالذات حرّك بداخلي شهية التعليق، لأنه -في نظري- أحد أقوى وأصدق الخطابات التي يوجهها أي رئيس موريتاني على الإطلاق لشعبه خلال ما عاصرناه من سياسة، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الوطني المجيد.

***

من حيث الشكل كان الخطاب جزل اللغة، متناسق الأفكار، مقنع الطرح، قوياً بأرقامه ومعطياته.

ومن حيث المضمون، كان خطاباً غنياً ومثالياً؛ إذ تحدث الرئيس بكل ما يجب أن يقول، مهنئاً للشعب، مشيداً بالمقاومة، داعماً للقوات المسلحة، ومبرزاً لما تحقق من إنجازات كثيرة على أرض الواقع ،خلال السنوات الأربع الماضية، دون مبالغة، ودون مغالطة، وبكثير من الموضوعية والإنصاف.

بدأ فخامة الرئيس حديثه بالثناء على أبطال المقاومة، واستلهام معاني التضحية والفداء والشرف التي تركها لنا شهداء الوطن، لتبقى ذخراً لا يفنى لأبناء هذا الشعب الأبي الكريم، منوهاً بقيم التحرر والاستقلال، ومشيداً بدور قواتنا المسلحة وقوات أمننا في حماية البلاد، وحفظ أمنها وضمان استقرارها.

ثم تحدث باستفاضة، بلغة الأرقام التي لا تقبل التشكيك، عن أبرز ما تحقق من إنجازات على جميع المستويات، وفي مختلف مناحي الحياة، وهي إنجازات مشهودة، ستؤسس لنهضة تنموية كبيرة في بلادنا.

قبل أن يختتم خطابه بالإشارة إلى الآفاق التنموية والاقتصادية الواعدة التي تنتظر موريتانيا في ظل اقتراب بدء استغلال ثروة الغاز، واكتمال المشاريع الكبرى قيد التشييد حالياً.

***

لقد كنت أقول لبعض أصدقائي خلال نقاشات عابرة إن بلادنا تشهد حالياً معالم نهضة تنموية واقتصادية حقيقية، أعم ما يميزها أنها تأتي بموازاة التركيز على "مؤسسية الدولة"، بعيداً عن الشخصنة والارتباط بالأفراد، لكن ضعف الحديث عن ذلك إعلامياً حجب رؤية هذه النهضة، وتلك الإصلاحات الجهورية في مختلف المجالات، عن الكثير من الناس، في ظل سيطرة لغة الغوغاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثر أغلب الناس بذلك في أيامنا هذه.

وإن مما أعجبني في خطاب الرئيس اليوم أنه لخص أهم معالم هذه النهضة الجارية، وأبان عن وعيه الكامل بالنواقص الحاصلة، والحاجات المتجددة، وتلك خصلة لا تكون في حاكم إلا أعانته على خدمة شعبه وسهلت له تجسيد وتنفيذ برامجه ومشاريعه.

وقبل أن أختم هذا التعليق، لا بد لي هنا من الإشادة -على وجه الخصوص- بتركيز فخامة الرئيس في كل محاور خطابه على ضرورة الاستثمار في المواطن نفسه، تعليماً وتكويناً وتربية، باعتبار الإنسان الصالح هو رأس المال، وحجر الزاوية، في تحقيق أي نهضة يُراد لها أن تنجح..

كامل الإعجاب، وعيداً سعيداً للجميع، وكل التوفيق إن شاء الله..

من صفحة الاعلامي محمد ولد اندح