الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

قراءة في خطاب السيد ولد غزواني لبرنامجه الأنتخابي

3 يونيو 2019 الساعة 13 و24 دقيقة
قراءة في خطاب السيد ولد غزواني لبرنامجه الأنتخابي
طباعة

حاولت جاهدا أستنتاج خلاصة أو زبدة خطاب البرنامج الأنتخابي لكن يبدو أن من قام بإعداد و تحضير الخطاب فضل العبارات الخشبية الفضفاضة و الأسلوب الإنشائي الممل و القفز بين فقرات الخطاب دون تسلسل منطقي أو أنسابية في الأفكار فجاءت (عجينة) من الجمل و المقترحات الهلامية و طموحات زئبقية لا يمكن لمسها أو إمساكها باليد لقد كنا نتوقع برنامجا سلسا مدروسا مضبوطا و مفصلا حسب المجالات الحيوية حيث يتم التطرق إلى برنامج كل قطاع على حدة مع الخطط و البدائل و الأستيراتيجات
لب الخطاب هو سرد واقعي لمشاكل و صعوبات حياة المواطن و هي أعتراف ضمني حسب العارفين بأغوار و كواليس السياسة بتقصير النظام في الوصول إلى حلول جذرية (تنتشل) البلاد من دوامة الفقر و الظلم و التهميش و تضخم الأنا و أنتشار ظاهرة الغنى الفاحش و الثراء الوظيفي مما سبب غور سحيق في ( الفوارق)
هذه ملاحظات حول خطاب البرنامج الأنتخابي :
1 / هناك فرق بين خطاب الترشح و البرنامج الأنتخابي و هنا يساورني شك حول الهيئة الأستشارية للمرشح التي تولت الإشراف على إعداد و إخراج النص و المضمون رغم ثقتي في فريق الحملة الذي بدون شك يحوي قدرات و كفاءات تستطيع إخراج خطاب برنامج أنتخابي عالي الجودة و الأسلوب و يلتزم بالمنهج المعتاد لمثل هذه المناسبات
2 / وجود مطبات و أضطرابات لغوية بين كلمة ( الترحيب) و المقدمة التي يفترض أنها مدخل لبداية الطريق نحو عرض نقاط الرزنامة الأنتخابية فكانت الجمل و العبارات غير متجانسة و تحمل الكثير من العموميات دون الغوص في صلب الموضوع فكان التكرار و الدوران و الإنزال مباشرة دون سابق إنذار إلى المحاور
3 / ستة محاور غير معنونة و بفقرات عامة لا تحمل أي مدلول أو رسالة قد تطمئن المواطن فهي تمييع واضح و لف و دوران في حلقة مفرغة و مصطلحات تحتاج إلى تعريف دقيق و محدد بينما العبارات تسبح في بحر الغموض و التمويه و التأويل
4 / لم يخلو افخطاب من عقدة (الجهود الجبارة) للعشرية الأخيرة لتأتي حقيقة التحديات و المخاطر المعيشية المحدقة و الفوارق و أشكال الغبن و الهشاشة
5 / خلاصة الخطاب هي طموحات و أحلام و سراب لمواعيد عرقوبية و برامج دعائية لأهداف انتخابية فالأمل في بناء و تنمية البلاد و تشغيل الشباب و القضاء على البطالة و الأهتمام بمعيلات الأسر و توفير المدارس و أعتراف المجتمع بدور المدرس ( المتميز) و العناية بالمحاظر و تحسين نوعية الخدمات و الاقتصاد وتنمية الزراعة و المواشي و الصيد البحري تلكم أهم الوعود الإنتخابية دون تعليق
6 / تطوير السياحة من خلال مزايا و ثراء و تنوع المواقع الطبيعية و انتهاج سياسة ( عصرنة السياحة)
لا ادري هل هو خطاب أم برنامج أنتخابي لكن الواضح هو عشوائية الأفكار و الأرتجالية في الأسلوب و ضعف مستوى اللغة الأكاديمية الأختصاصية و غياب المنهجية العلمية في الطرح و العرض و الأكتفاء بالحشو و التكرار و الأسلوب العام الذي يكتفي بالسرد الأدبي دون العناية بالخطوط العريضة و معالم خارطة الطريق التي يقدمها المرشح و الذي لم يكلف نفسه عناء العلمية و المنهجية في الطرح والعرض و الإشكال و أتباع الطرق العلمية المنهجية التي تقدم العروض بأساليب مدروسة و تقنيات بحثية لغوية في غاية الروعة و الدقة و هذا للأسف الشديد ما أفتقده خطاب البرنامج الأنتخابي لمرشح النظام الذي يقع للمرة الثالثة في كمين و فخ تبعية نهج استمرار النظام
من صفحة الأستاذ و الباحث: عبدو سيدي محمد