السبت
2024/05/18
آخر تحديث
السبت 18 مايو 2024

بمناسبة اليوم العالمي للرياضيات 14 مارس

14 مارس 2024 الساعة 18 و23 دقيقة
بمناسبة اليوم العالمي للرياضيات 14 مارس
طباعة

بمناسبة اليوم العالمي للرياضيات 14مارس؛
أتذكر صديقي لبروفيسور يحي ولد حامدون رحمه الله..
وأعيد نشر مقال كنت قد كتبته عن الراحل بعنوان: هل قدر للمبدع الموريتاني أن لايذكر في بلده الابعد رحيله؟!
نص المقال:
كتب الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله :
(كنتُ دائما أتساءل : لماذا لا نذكر محاسن الناس وإنجازاتهم، ولا نشيد بعبقريتهم وأخلاقهم إلا عندما يغادرون الحياة؟..
لماذا لا نكرمهم ولا نحتفي بهم ولا نذكر مناقبهم إلا بعد موتهم؟..
من المستفيد من كل هذا؟ طبعا ليس الميت ..
لماذا نبخل عليه في حياته أن نقول له : أنت عظيم، أنت مبدع، أنت مثال في مكارم الأخلاق؟..
طبعا هذه كلمات ستسعده في حياته فلماذا نحرمه منها وننتظر حتى يغادر عالمنا لنبدأ في كيل المديح له وأحيانا نغالي في ذلك..
شخصيا أرى أن ظاهرة الغبط (حتى لا أقول الحسد) ظاهرة منتشرة في المجتمع العربي من شرقه إلى غربه وهي ليست جديدة، وقد عبرت عنها أدبيات الثقافة العربية بجمل لافتة :
– القرب حجاب
– زامر الحي لا يطرب
– المعاصرة تمنع المناصرة..
أليست هذه الأقوال معبرة عن أحد أمراض القلوب ؟…
مرة صادفني قول للجاحظ لخّص معضلة (النفس العربية) تلخيصا دقيقا، فقد قال ما معناه :
( كان بعض مؤلفي الكتب إذا أراد لكتابه أن يشيع ويشتهر ، ينسبه لميتٍ، فينفد الكتاب بسرعة وتزدهر سوق نساخه)..
إن هذه النفس لا تطيق نجاحا لمن يعايشها، ظنا منها أنه منافس لها في الرزق والسمعة..
أما إذا مات فلا بأس من الثناء عليه والبكاء المدرار على رحيله .. ونسبة كل المحاسن له ..
إنها للأسف ظاهرة لا تنكرها عين ولا أذن حتى في مجتمعنا الموريتاني….)
تناولت هذه الظاهرة الخطيرة في تدوينات ومقالات…
للأسف هذا هو واقع عالمنا العربي عامة وموريتاتيا وقد لاحظت هذا عند ما رحل عنا عالم الرياضيات لبروفيسور يحي ولد حامد وقد عاش في ترحال بين فرنسا وموريتانيا على حسابه الخاص كما قال لي.
بدون ذكر له أو الاستفادة منه!!
من بين المقالات التي كتبتها عن الموضوع : هل قدر للباحث الموريتاني أن لايذكر في بلده الا بعد رحيله؟!
واضاءات على مقال الدكتور محمد عالى ولد سيد محمد الموسوم ب: أربع وقفات مع المرحوم الأستاذ يحيى ولد حامد:

https://rimnow.net/w/?q=node%2F1314...

زيادة على الوقفات التي ذكرها الدكتور محمد عالي ولد سيد محمد عن المرحوم لبروفيسور يحي ولد حامدون في مقاله السابق كانت له معي وقفات تذكر فتشكر…!!
ولكن قبل الدخول في التفاصيل لابد من شهادة مستحقة في حق صاحب المقال فهو المؤسس لمجلس جائزة شنقيط مع رئيسه الراحل العلامة محمد المختار ولد اباه.
تقدم لها في نسختها الاولى سنة 2001م عشرات المترشحين وهاهي اليوم سنة 2020م تكسر حاجز 3000 عملا ولاشك انه الان هو ورئيسه المرحوم الاستاذ الدكتور محمد المختار ولد اباه والرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع يشعرون بالغبطة والسرور لما قدموه للامة من عناوين نوعية بلغت الالاف في حين كانت معدومة قبلهم…!!
في زمنه كان الذي ينال الجائزة يشعر بقيمتها المعنوية فيلتقي برئيس الجمهورية ويكرمه المجلس بحفل خاص غير حفلها التقليدي السنوي مع الضيوف والشخصيات العلمية الوطنية والعالمية…
بعودة مبرمحة الى الموضوع وبعد رحيل المغفور له باذن الله لبروفيسور يحي ولد حامد كتبت مقالا بعنوان: هل قدر للباحث الموريتاني ان لايذكر في بلده الابعد رحيله؟!
حاولت ان أشرح فيه طموح الرجل وحبه لوطنه حتى انه كان ينفق من حسابه الخاص في ترحاله العلمي الملايين!!
كان يشعر بمضايقته في وطنه فعندما اجرينا مقابلة باسم الجمعية الوطنية للتأليف والنشر التي كنت ارأسها في الاذاعة الوطنية تفاجئنا بحضور كبير لموظفي االاذاعة بشكل غير مسبوق كان هذا سنة 2007م.
اثناء الحوار قال لنا لبروفيسور ان ثانوية الامتياز قيد الدراسة يمكن لخريجيها ان يحصلوا على جائزة نوبل للعلوم. ان هو اشرف عليها!!
اهتم كثيرا بالاصدارات الوطنية الجديدة خاصة العلمية منها حيث كان يشجعني أثناء تأليفي لكتاب: دين الفطرة استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية.. وعندما استدعيته لمقابلة في قناة الجزيرة مباشر القطرية حول كتابي استجاب بسرعة رغم المشاغل وضيق الوقت..
في موقف آخر عندما شكلنا مرصدا وطنيا يدعى المرصد الموريتاني للعلوم.الهدف منه احياءالمنهج الشنقيطي القديم وضخ دماء جديدة فيه وتطويره بما يلاءم روح العصر و يثمن جهود السلف.. ويسد الفراغ الناجم عن عدم وجود أكاديميات علمية ومعاهد للدراسات الإستراتجية…
عمل معي على هذا المشروع حيث شكلنا مكتبا تنفيذيا من الحاصلين على جائزة شنقيط ضم الشخصيات التالبة:
أحمد ولد عبد القادر رئيسا.
نائب الرئيس الأول : لبروفسور يحي ولد حامد رحمه الله.
نائب الرئيس الثاني : المرابط ولد محمد لخديم
الأمين العام : الدكتور : الخليل ولد المهدي ولد أجيد
المسئول المالي : الدكتور سيد ولد أحمتي
أعضاء المكتب:
لبروفسور : سيد أحمد ولد مكيه
الدكتور : محمد لمين ولد مولاي إبراهيم
الدكتور : محمد أحمد ولد سيد أحمد رحمه الله
الأستاذ : محمد ولد أحظانا
الأستاذ : الأمانة ولد إبراهيم
ولا شك أن اقتراح مشروع إنشاء أكاديمية علمية بمنهجية حديثة هدفها تدريب الأجيال على الفكر المتجدد سينعكس إيجابا على المجتمع من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والثقافية، و يجعله ملما بمعطيات العصر ، مدركا للإمكانيات المتاحة للإصلاح والتطوير، خبيرا بأمراضه ،عالما بسبل علاجه، وإذهاب أدوائه).
هذا قليل من كثير حاولت به ان اتذكر المرحوم!!
ترك الراحل مايزيد على 605 بحثا في الرياضيات وعلومها…
للمركز الفرنسي الذي كان يعمل فيه وقد قال لي انه كان ينفق عشرات الملايين من حسابه الخاص في الذهاب إلى موريتانيا والعودة إلى مكان عمله بفرنسا…!!
والأخطر آن هذا العبقري وأمثاله لم يحصلوا إلا على نظرة الشفقة من الآخرين على العمر الضائع و الصحة المفقودة !!
مالم يقله الامين العام السابق لجائزة شنقيط الدكتور محمد عالي ان الاجتماعات الشاقة التي كان يحضر لها المرحوم مع معاوني وزير التهذيب الوطني لتدارس مشروع ثانوية الامتياز لم تكن موفقة حتى انه في آخر تلك الاجتماعات انتقل تفكيرهم من انشاء المؤسسة الى الحديث عن شراء سيارات رباعية الدفع من نوع هيلكس.Hilux…?!
وهذا ماجعله يصاب بالاحباط وينسحب من المشروع!!
استفادت فرنسا من خبرات الرجل وترك لها ثروة لاتقدر بثمن ورحل بعد ان وضع بصمته على آخر ماتوصلت اليه الرياضيات حول النظرية الجمعية للأعداد.
عانى من التهميش في بلده مثل غيره من العباقرة الذين مازالوا يعانون الى يوم الناس هذا وقد كتبت مقالا حول هذا الوضع المأساوي بعنوان: عباقرة موريتانيا يعيشون الاهمال قبل الدفن في التراب!!

https://rimnow.net/w/?q=node%2F1205...

لقَد أسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً @ولكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
رحم الله فقيد الاسرة العلمية والاكاديمية وادخله فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.
قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم
وعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ.
ارجوا ان تتغير هذه النظرة وان نذكر محاسن الناس وإنجازاتهم، ونشيد بعبقريتهم ونستفيد منها قبل ان يرحلوا عنا...
ويبقى الأمل معقود هذه المرة بعد تعين الأستاذ الدكتور اسلكوا ازيد بيه على رأس مجلس جائزة شنقيط...
عندما اتصلنا عليه تجاوب معنا مشكورا..ولمسنا منه جهودا جادة لإحياء المرصد الموريتاني للعلوم.
وهذه بادرة مهمة في تحقيق ماكان المرحوم يطمح اليه ونحن نتذكره في 14مارس اليوم العالمي للرياضيات.
يجب أن نحتفي بالعباقرة ونستفيد من خبراتهم ومساهماتهم في بناء مجتمعنا.
ويعتبر إحياء المرصد الموريتاني للعلوم خطوة إيجابية للاستمرار في إرث الراحل وتحقيق طموحاته.
لمرابط ولد لخديم