الاثنين
2024/04/29
آخر تحديث
الاثنين 29 أبريل 2024

مع القرآن لفهم الحياة (الحلقة 1)

21 مارس 2024 الساعة 19 و03 دقيقة
مع القرآن لفهم الحياة (الحلقة 1)
طباعة

في شهر رمضان شهر القرآن يجدر بنا أن نعيد نشر سلسلة:
مع القرآن لفهم الحياة!! تزامنا مع حلقات كتاب تائه؛ يبحث مدخل علمي الى الايمان(1) الذي بدأنا نشره بحول الله فاتح الشهر الفضيل وهو تأليف مشترك مع شيخي العلامة حمدن ولد التاه رحمه الله...
الحلقة (الأولى)؛
لقد ابتعدنا كثيرا عن كلام الله القرآن العظيم وربما يصدق علينا قوله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا (2) اتّخذ كثير من المسلمين القرآن كتابًا للبركة في بيوتهم وعزاءاتهم ..، وكثير منهم لا يتناولون القرآن إلا من رمضانَ إلى رمَضان...!!. والتبرك والحصول على مزيد من الحسنات
لا كمعانٍ وفِكرٍ وكتاب للتدبّر قال تعالى: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"،(3)
والقرآن الكريم منهج ودستور حياة يضبطُ اعوجاج الإنسان،ويرشده الى وظيفته في الحياة كخليفة في الارض
وذلك بنظرتهِ الشموليَّة، التي تصلح لكلِّ زمانٍ ومكان.
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ)(4).
الفت في الاعجاز العلمي كتبا تحت عناوين: معرفة الله : دلائل الحقائق القرآنية والكونيية وكان لي رأي الخاص في هذا المجال محاولا ان اوفق بين آراء ’مفرطة وأخرى مفرطة مبينا قدرة الله في مخلوقاته على السنة الدلائل والسنة الخلائق...(5)
وجاء الثاني بعنوان: دين الفطرة حاولت من خلاله ان اجد دينا يوافق (الفطرة) منذ وجود الانسان الى يوم الناس هذا بأدلة: لغوية فيزيائية ورياضية وفلسفية وعلمية ودينية..
هذه الكتب والمقالات والبحوث ارشدتني الى اعداد سلسلة بعنوان: مع القرآن لفهم الحياة !!
وهو بالواقع ليس تفسيرًا ولا محاولة للتفسير؛ فهذا الميدان له رجاله من العلماء الاجلاء رحمهم الله.
لكنها محاولة لتبسيط الافكار والاراء التي تقدمت في الكتب والبحوث السابقة..لتكون في متناول الجميع قد يجد فيها الطالب المحظري والنظامي وحتى القاريء العادي جوابا عن الحياة والكون والانسان.. ارجوا من الله ان يعينني عليه وان ينفع به آمبن والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ثم نفخ فيه من روحه، وخصه بقسمات وطبائع خاصة به، وسوى بنانه وأفرده ببصمة لا يشاركه فيها أحد لتكون بمثابة توقيعه، ووهبه العقل ميزه به عن سائر مخلوقاته، وأمره بإعماله في الكشف عن قوانين الكون المسخر له، وهداه النجدين وخيره أن يسلك أحدهما بمحض اختياره، وحمله المسؤولية أمانة أبت السماوات والأرض أن يحملنها وأشفقن منها, وحملها الإنسان شفقة واعتدادا. فأسجد الله له ملائكته تقديرا وإكبارا وحسن ظن به، في أنه سوف يحسن اختيار طريق الخير بكدحه وجهده ومعاناته رغم قدرته على اختيار طريق الشر. ثم جعل منه الذكر والأنثى، وسيلة لحفظ نسله ونمائه، وجعل من آياته فيه اختلاف ألسنته وألوانه، وجعل منه شعوبا وقبائل وأمما وحضارات، تتدافع وتتخاصم ثم تتناحر وتتعارف وتتفاهم، وعد ذلك الاختلاف ضرورة لتطور الإنسانية ونموها وتلاقح الثقافات وارتقائها.(6)
والإنسان بفطرته طلعة لا يقتنع من الحياة بمظاهر أشكالها وألوانها كما تنقلها إليه حواسه أو كما ينفعل بها شعوره، بل يتناولها بعقله، وينفذ إليها ببصيرته ليعرف حقيقة كل شيء؟! من اين جاء؟ والى اين المصير؟
وهو في إشباع رغبته تلك لا يدخر وسعا من ذكاء أو جهاد حتى يبلغ من ذلك ما يطمئن إليه عقله وتستريح به نفسه(7)
ولهذا كان دائم التطلع إلى خالقه...متسائلا:
هذه السماء ما هي؟ وهذه النجوم ما أعدادها؟ وما أبعادها ؟.. وما شروق لها وما غروب؟ وما نسق وأنساق تجري عليها، ومواعيد تضربها فلا تخلف أبدا؟
ويأخذ يمعن النظر رافعا بصره، وهو إذ يملأ بالذي يراه عينا، يملأ به فكرا، ويملأ به قلبا. وعندئذ يرى تلك الصور وهي تجري في أزمة يجمعها آخر الأمر زمام واحد، ويرد تلك المعاني، وهي مختلفة كاختلاف ألوان الطيف من أحمر وأصفر وأزرق، ثم تجتمع كما يجتمع الطيف فيكون منه لون أبيض واحد، ويرد كل هذه المعاني، ويرد كل هذه الصور، وكل هذه المباني, إلى قدرة الخالق...يتواصل....

عن سلسلة مع القرآن لفهم الحياة!!
القرآن الكريم هو مصدر الهداية والتوجيه في حياة المسلمين، وللأسف بعض الناس يغفلون عن تدبره وتطبيقه في حياتهم اليومية.
فقد اتّخذ كثير من المسلمين القرآن كتابًا للبركة في بيوتهم وعزاءاتهم ..، وكثير منهم لا يتناولون القرآن إلا من رمضانَ إلى رمَضان...!!. والتبرك والحصول على مزيد من الحسنات
لا كمعانٍ وفِكرٍ وكتاب للتدبّر !!
القرآن الكريم يشكل منهجًا ودستورًا يوجِّه الإنسان إلى وظيفته في هذه الحياة ويصوِّر له صورة شاملة للكون ومكانته فيه.
ان هذه السلسة تحاول فهم القرآن وتطبيقه في الحياة، وهذا يعكس السعي لتحقيق الفهم والاستفادة من تعاليمه في كل جانب من جوانب الحياة...
الاستماع إلى كلام الله، وتشجيع الناس على التفكّر في آياته والتأمل في معانيها العميقة، هو أمر مهم وضروري لتوجيه الإنسان في حياته وتحقيق الهدف الذي خُلِقَ لأجله.
وقد حاولنا تبسيط المفاهيم والأفكار العلمية وعلاقتها بالقرآن الكريم لتوصيل الفهم والعلم بطريقة مفهومة وميسّرة للجميع.
لا شك أن التفكر في آيات الله وآثاره في الكون يعزز الإيمان ويوسّع الفهم، ويحقق الاتّزان بين العقل والإيمان.
ولهذا جاءت السلسلة مع القرآن لفهم الحياة!!

يتواصل

لمرابط ولد لخديم