الاثنين
2024/04/29
آخر تحديث
الاثنين 29 أبريل 2024

كتاب: تائه يبحث؟! (الحلقة: 9)

23 مارس 2024 الساعة 17 و59 دقيقة
كتاب: تائه يبحث؟! (الحلقة: 9)
لمرابط ولد لخديم
طباعة

فقد سيطرت المادة على كل شيء التجارة على الثقافة رجل الأعمال في مواجهة العالم.
وبما أن الرأسمالية المتوحشة هي السائدة اليوم فإنها هي التي تصوغ عقولنا ولم تعد ثوابتنا وقيمنا التي توارثناها قادرة على مجاراتها..
في بحث له حول هذا الموضوع يحاول الكاتب الطيب بوعزة(72) أن يبني دلالة الإنسان في النسق الحضاري الغربي مع استحضار أصوله الفلسفية القديمة ومقارنته بالنسق الحضاري الإسلامي وفي سياق المقارنة بين النسقين الحضاريين الغربي والإسلامي يتناول الكاتب بالتحليل والمقارنة نموذجين سرديين هامين هما قصتا (روبنسون كروزو) لدانيال ديفوا و حي ابن يقظان (لابن الطفيل).
مستنتجا التمايز بين العقلين الغربي والشرقي، عقل يغوص في المادة ويغرق فيها فينسى ذاته وينسى سؤاله الكينونة، وعقل يتشوق إلى ما وراء وينزع نحو تأمله.
لقد قام العقل الغربي الحداثي بقلب دلالي لمعنى ماهية الإنسان من الماهية العاقلة إلى الماهية المالكة، بالمدلول الاقتصادي المادي للتملك.
إذ تعد مقولة الإنسان كائن اقتصادي (Homo Economicus) مرتكزا نظريا أساسيا للنمط الثقافي الحداثي بدءا من لحظة استوائه في نمط الاجتماع الرأسمالي.
فهذه المقولة ليست مجرد محدد نظري لمفهوم الإنسان من حيث بعده الاقتصادي المادي، ولا هي مجرد مبدأ لتأسيس النظرية الاقتصادية الرأسمالية، بل إن تلك المقولة هي نقطة الانطلاق لبناء رؤية فلسفية عامة تتعلق بنوع النظرة إلى ماهية الكينونة الإنسانية ككل، وهي تعبير عن قلب دلالي جذري للمقولة القديمة المحددة للإنسان بوصفه كائنا عاقلا تتحدد ماهيته في التفكير (Homo Sapiens).
كما أنها في أبعادها الغائية.....يتواصل...
ملخص الحلقة:
تتناول تأثير الرأسمالية المتطرفة على الثقافة والتفكير الإنساني.
كما تستعرض الفروق بين النمطين الحضاريين الغربي والإسلامي، والتحول في تصوّر الإنسان من كائن عاقل إلى كائن اقتصادي.
وهذا مايفرض على المجتمعات الحاجة لإعادة تقييم قيمها وثوابتها في مواجهة تأثير الرأسمالية المتطرفة على التفكير والحضارة الإنسانية عامة والاسلامية خاصة.

يتواصل

لمرابط ولد لخديم