الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

عام على كرسي الحكم أدخل محمد مرسي التاريخ(نبذة عن الرئيس المصري الراحل مرسي)

18 يونيو 2019 الساعة 09 و08 دقيقة
عام على كرسي الحكم أدخل محمد مرسي التاريخ(نبذة عن الرئيس (…)
طباعة

عندما خرج محمد مرسي، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، من السجن في الأيام الأخيرة من رئاسة حسني مبارك في عام 2011، لم يكن يتخيل أنه في العام التالي سيكون رئيسا للبلاد وبعد عام آخر خلف القضبان مرة أخرى.

وبعد مرور ثلاث سنوات، تم عزل أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر ومثل للمحاكمة مرة أخرى تحت الحكم المدعوم من الجيش بتهمة ارتكاب جرائم متعددة بما في ذلك التحريض على العنف وهي تهم كافية ليقضي ما تبقى من عمره خلف القضبان إلى أن سقط مغشيا عليه في المحكمة اليوم الاثنين وتوفي عن 67 عاما.

وبعد عقود من القمع في ظل الحكم الشمولي في مصر، فازت جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات بعد انتفاضة شعبية أطاحت بمبارك في عام 2011، وجاء مرسي إلى السلطة في نهاية المطاف عام 2012.

كان فوز المهندس الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر يمثل انفصالا جذريا عن العسكريين الذين جاء منهم كل زعماء مصر منذ الإطاحة بالنظام الملكي في عام 1952.

لكن نشوة نهاية عهد الرؤساء الذين حكموا مثل الفراعنة لم تدم طويلا.

تعهد مرسي ببرنامج إسلامي معتدل يقود مصر إلى عهد ديمقراطي جديد يستبدل الحكم الشمولي بحكومة تتسم بالشفافية وتحترم حقوق الإنسان وتعيد أمجاد دولة عربية قوية تشهد أفولا منذ فترة طويلة.

وقال الرجل، الذي كان يرتدي نظارة طبية والذي وُلد في عام 1951 إبان أفول النظام الملكي، للمصريين إنه سيحقق نهضة مصرية على أساس إسلامي.

وبدلا من ذلك، استعدى مرسي الملايين الذين اتهموه باغتصاب سلطات مطلقة وفرض النهج الإخواني وسوء إدارة الاقتصاد، وهو ما نفاه.

جاء مرسي الذي ينتمي لأسرة ريفية تعمل بالزراعة إلى الرئاسة بالمصادفة بعد الدفع به إلى سباق الرئاسة في اللحظة الأخيرة بسبب عدم أهلية رجل الأعمال المليونير خيرت الشاطر الذي كان الاختيار المفضل للجماعة.

استعداء الجيش
كان مرسي مهندسا مدنيا حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا. تحدث مرسي عن طفولة بسيطة في قرية العدوة في محافظة الشرقية بدلتا النيل، وحكى كيف علمته والدته الصلاة والقرآن.

وعلى رأس السلطة ارتكب مرسي الخطأ الجوهري في السياسة المصرية إذ استعدى الجيش. وفي نهاية المطاف انقلب عليه قائد الجيش آنذاك عبد الفتاح السيسي الذي عينه مرسي لأنه كان معروفا بورعه.

وسط حالة من السخط الجماعي في الشوارع، دعا السيسي مرسي للتواصل مع خصومه السياسيين. رفض مرسي وتواصل مع الإسلاميين الآخرين فحسب.

بدأت حركة شبابية تسمى "تمرد" في جمع توقيعات تطالب مرسي بالتنحي. وفي النهاية، خرج الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيله.

السيسي، الذي كان رئيس المخابرات الحربية في عهد مبارك، ظهر على شاشة التلفزيون في الثالث من يوليو تموز 2013، للإعلان عن نهاية رئاسة مرسي المضطربة التي استمرت عاما واحدا وخطط إجراء انتخابات.

وتفككت أوصال جماعة الإخوان المسلمين عقب حملة أمنية صارمة عليها. وقامت شرطة مكافحة الشغب المدعومة من القناصة في الجيش بسحق مخيمي احتجاج في القاهرة كانا يطالبان بإعادته للسلطة، مما أسفر عن مقتل المئات.

كان مرسي قد استند لخوفه من يوم الحساب كأحد أسباب سعيه لمنصب الرئيس. وقال إنه يخشى أن يسأله الله يوم القيامة عما فعله عندما كانت الأمة في حاجة للتضحية والعطاء.

جرى القبض على معظم قادة الإخوان وزجت بهم السلطات في السجون. وفي ظل تحييد الأحزاب الإسلامية إلى حد كبير واستمرار تهاوي الاقتصاد، عزز السيسي سلطته وقمع المعارضة وأعاد مصر إلى نظام الحكم المدعوم من الجيش والذي كان يأمل مرسي أن ينهيه بلا رجعة.

نبذة عن الرئيس المصري الراحل مرسي
تولى الرئيس المصري الراحل محمد مرسي سدة الرئاسة عام 2012 بعد أول انتخابات شهدتها مصر عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك، ليكون الرئيس الأول بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، والرئيس الخامس الذي يتولى سدة الحكم في مصر.

ولم يستمر مرسي في الحكم إلا حوالي عام لتتم الإطاحة به بعد أحداث 30 يونيو/حزيران في مصر 2013.

حياته
ولد في 20 أغسطس/ آب 1951 في قرية العدوة بمحافظة الشرقية ونشأ وسط عائلة بسيطة إذ كان والده فلاحا فيما كانت أمه ربة منزل. تزوج عام 1978 وله خمسة أولاد وثلاثة من الأحفاد.

كان يسكن في التجمع الخامس في القاهرة. وكانت زوجته، التي لم تكمل الدراسة الجامعية، تنشط في العمل الدعوي والاجتماعي من خلال قسم التربية بجماعة الإخوان المسلمين.

حصل اثنان من أولاده على الجنسية الأمريكية بالولادة، وقالت مصادر حزب الحرية والعدالة إن مرسي عُرض عليه الحصول على الجنسية الأمريكية أثناء وجوده في الولايات المتحدة، لكنه رفض ذلك.

المؤهلات العلمية
انتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية بكلية الهندسة 1970-1975. وتخرج من الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وعين معيدا بها. وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1978 للعمل وإكمال الدراسة وحصل على الماجستير في الطاقة الشمسية عام 1978 ثم حصل على الدكتوراة عام 1982 في حماية محركات مركبات الفضاء.

وأثناء حملة الانتخابات الرئاسية نفت أوساطه أن يكون قد عمل في وكالة الفضاء الأمريكية-ناسا في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

تعرض محمد مرسي لمضايقات السلطات خلال حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. كما تعرض للمحاكمة عدة مرات مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

سُجن مرسي عام 2006، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، وعادت السلطات إلى اعتقاله في يناير/كانون الثاني عام 2011 قبيل اندلاع الثورة التي أطاحت بمبارك في فبراير/شباط من العام ذاته.

ترشحه للرئاسة
وشارك مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية عام 2012، مرشحاً عن حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر). وكان الحزب قد أعلن في 7 أبريل/نيسان 2012 عن ترشيحه لمرسي بشكل احتياطي بينما كان المرشح الفعلي للحزب خيرت الشاطر، الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية لاحقاً لأسباب قانونية، وبالتالي أصبح مرسي المرشح الرسمي للحزب والجماعة.

وخاض مرسي انتخابات الرئاسة ببرنامج "مشروع النهضة" الذي مثل برنامجه الانتخابي. وأكدت الجماعة في بيانها أن لديها "مشروعاً لنهضة الوطن في مختلف المجالات، وأن مرشحها يحمل هذا المشروع الذي يؤيده الشعب المصري، وتسعي الجماعة والحزب إلي تحقيقه لتعبر مصر إلي بر الأمان، وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب".

نفى مرسي خلال حملته الانتخابية شائعات حول إجرائه عملية جراحية بالمخ، وقال إنه أجرى جراحة بسيطة في لندن لإزالة ورم صغير أسفل الجمجمة، وقال إنه يعاني من مرض السكري ويتعاطى عقاقير لعلاجه.

وبعد فوزه ضد منافسه الفريق المتقاعد والوزير السابق أحمد شفيق أعلن مرسي أن حكومته ستمثل كل المصريين. لكن مرسي أخفق في الوفاء بأي من وعوده الانتخابية خلال السنة المضطربة التي أمضاها في الحكم. واتهمه معارضوه بافساح المجال أمام الإسلاميين للإستيلاء على الحياة السياسية وإقصاء الآخرين واحتكار السلطة من قبل جماعة الإخوان.

قتل المئات عند فض اعتصام رابعة
واندلعت الاحتجاجات ضد حكم مرسي عندما منح نفسه صلاحيات واسعة في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 بموجب مرسوم رئاسي وزادت حدة الاحتجاجات عندما أقرت الجمعية التأسيسية التي كان يسيطر عليها الإسلاميون على وجه السرعة دستوراً وسط مقاطعة الليبراليين والعلمانيين والكنيسة القبطية.

في شهر يناير/ كانون الثاني 2013 حذر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وقتها من أن الأزمة السياسية التي تمر بها مصر قد تؤدي إلى إنهيار الدولة.

وبحلول الذكرى الأولى لوصول مرسي إلى الحكم في 30 يونيو/حزيران نظمت حركة "تمرد" مظاهرات احتجاج ضخمة شارك فيها ملايين المصريين وبعدها بيوم أمهل الجيش مرسى 48 ساعة لتلبية مطالب المحتجين.

وعند انتهاء المهلة أعلن عن تعليق العمل بالدستور وتشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة لإعداد دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية جديدة.

وتم إعتقال مرسي وزجه في السجن وفرق الجيش بالقوة اعتصامين لأنصاره في رابعة والنهضة سقط فيها العديد من الضحايا في 14 اغسطس /آب 2013.

في شهر سبتمبر/ أيلول 2017 أيدت محكمة النقض المصرية حكما بالسجن المؤبد ضد مرسي بتهمة "التخابر مع قطر"، وهي القضية المعروفة إعلاميا بهذا الاسم. كما كان يحاكم في عدة قضايا أخرى.