أيها الناخب لا تضيع الفرصة التي لن تتكرر إلا بعد خمس سنوات..
في يوم السبت 22 يونيو 2019 سيصوت الناخب الموريتاني لاختيار رئيسه، وهو بذلك سيكون مسؤولا و شريكا في كل ما سيحدث في السنوات الخمس القادمة. فإن عرفت البلاد تنمية فسيكون الفضل في ذلك راجعا إلي الناخب الذي كان جادا في اختياره، وإن عرفت البلاد مزيدا من البؤس والتخلف والضياع فلا يلومن الشعب الموريتاني إلا نفسه لأنه كان هو السبب في ذلك، نظرا لعدم تحمله لمسؤوليته ونظرا لعدم التزامه بواجبه الوطني.
فإذا كانت تلك اللحظة القصيرة التي سيقضيها الناخب خلف الستار سيؤثر فيها المال أو القبيلة أو الجهة أو الايدولوجيا أو العاطفة أو المجاملة فذلك يعني أننا مقبلون على سنوات خمس عجاف، سنوات من التيه والضياع سيكون الخاسر الأكبر فيها هو الشعب الموريتاني.
إن أصواتكم لن تضيع إذا ما كان خياركم نابعا من القناعة والضمير، لا يشوبه المال السياسي، ولا توجهه القبيلة ولا الجهة، ولا تتحكم فيه العاطفة، ولا يطبعه عدم الاكتراث فوقتها سيكون من حقنا أن نتفاءل كثيرا وأن ننظر إلى المستقبل بكل ثقة واطمئنان.
قد يكون من الطبيعي جدا أن يجتهد بعضنا ويخطئ في اختياره، لا مشكلة هناك، لكن المشكلة تكمن فيمن يمنح صوته ويعطي اختياره لمن يعلم مسبقا بأنه ليس أهلا لتلك الثقة، ذلكم هو الثقب الذي قد يغرق السفينة بكاملها.
وإذا كان يشرع للمواطن العادي ـ فيما مضي ـ أن يتنصل من كل مسؤولية، وأن يحمل الرؤساء كل الإخفاقات والانتكاسات التي شهدتها البلاد، فإنه اليوم لم يعد مقبولا من هذا المواطن أن يتهرب وبشكل كامل من تلك الإخفاقات، وذلك لأنه يتحمل جزءا كبيرا من حصولها.
لا يجوز للمواطن أن يلعن الديمقراطية لأنها لم تطعمه من جوع أو تؤمنه من خوف في الوقت الذي يتجاهل فيه أن الديمقراطية هي منظومة متكاملة لا تعمل بشكل طبيعي إلا إذا استغل فيها كل طرف الفرص التي تتيحها له تلك المنظومة.
لن تأتى الانتخابات غدا بشيء جديد إذا لم يستطع الناخب أن يستغل الفرصة الثمينة التي قد لا تتكرر قبل خمس سنوات.
يوم واحد سيحدد شكل وطبيعة 1825 يوما قادما، ولحظة قصيرة جدا سيقضيها الناخب خلف الستار ستؤثر وبشكل قوي على حياة أربعة ملايين من الموريتانيين ولمدة 43800 ساعة قادمة.
المخطئ حقا هو من سيضيع تلك اللحظة الفريدة والتي لا بد أن تترك بصمة ايجابية أو سلبية علي حياة الناخب نفسه، وعلي حياة أبنائه، بل وحياة الأجيال القادمة من أحفاده.
أيها الناخب لا تضيع هذه الفرصة التي لن تتكرر إلا بعد خمس سنوات قادمة..