إذا كانت الدولة جدية في حربها ضد الفساد فعليها تنظيف الحكومة أولا

ماذا عن كبار الفاسدين من المدنيين الوزراء والبرلمانيين ورجال الأعمال؟ سؤال من بين عشرات التساؤلات التي تطرح اليوم بشأن مدى وجود إرادة لدى السلطة في مكافحة الفساد، أو أن الأمر مجرد تصفية حسابات بين عصب السلطة ضمن إطار ترتيبات الانتقال الى نظام جديد؟

الرأي العام الوطني يتابع أطوار الحرب على الفساد التي بدأت قبل ايام باهتمام بالغ؛ خاصة بعد استقالة وزير مقرب من النظام وانشغاله بالدفاع عن حرمه وبعد ايضا استدعاء شخصيات قريبة من النظام …و وسط أنباء عن تأكيد الرئيس الذي يستعد للرحيل عدم التسامح مع الفاسدين مهما تكن رتبهم ومناصبهم، وأصداره تعليمات بعدم استثناء أي مسؤول من المتابعة القضائية، لكن بعض الأطراف تتخوَّف من تحوّل هذه الحملة إلى غطاء لتصفية الحسابات وصرف انظار المواطن عن تداعيات الانتخابات وحراك المعارضة الرافض لنتائج الانتخابات الاخيرة

فاذا كانت الدولة جدية في حربها ضد الفساد فعليها تنظيف الحكومة اولا لان من يحارب الفساد ينبغي ان يكون نظيفا وبالتالي من الضروري أن نحارب الفساد والمُفسدين، لكن كل الفساد وكل المفسدين دون استثناء وفي كل الأوقات وليس في المناسبات..