الجمعة
2024/04/19
آخر تحديث
الخميس 18 أبريل 2024

وداعا بيرام

11 يوليو 2019 الساعة 13 و40 دقيقة
وداعا بيرام
طباعة

سيدي علي بلعمش

كنّا نعتقد أن بيرام سيكون آخر من يقبل نتائج الانتخابات المزورة و آخر من يقبل تشريع رئاسة خليفة عزيز و مأموريته الثالثة الحولاء و آخر من سيقبل الحوار مع العصابة المزورة.
و حين فاجأنا بلقائه الغريب و غير المبرر مع تيس العصابة و الناطق الرسمي باسمها، تذكرنا من زكوا ترشحه و من أهدوه توقيع 4 عمد من دون علمهم و من أهدوه المرتبة الثانية في انتخابات ما كان يمكن أن يحصل فيها على المرتبة الرابعة و من أشاعوا سخافة محاولة اغتياله ليضفوا عليه بعض الأهمية و رمي بعض الغبار على حقيقته .
لقد رتبت العصابة ضربة قوية و ذكية أيضا للمعارضة الموريتانية الحقيقية عن طريق بيرام ، لكنها نسيت أهم ما تعنيه النتيجة : لقد أدرك الشعب الموريتاني اليوم و بما لا يدع مجالا للشك، من هي المعارضة الحقيقية الثابتة و الدائمة و الملتزمة بمقارعة النظام العصاباتي حتى آخر قطرة من دمها . و هذه هي أسوأ نتيجة يمكن أن يحصدها النظام و أفضل نتيجة يمكن أن تحصدها المعارضة ، أجزم أنها لم تكن تحلم بها: حين يتضح كل شيء تصبح القضية مجرد عملية حسابية سهلة بعد أن كانت عملية رياضية معقدة بأكثر من مجهول ..
و يعتقد بيرام اليوم أن بإهدائه المرتبة الثانية من قبل العصابة سيحصل على زعامة المعارضة و ينسى بأنه بمثل هذه الخطوة يخرج نهائيا من عباءتها ليصبح مثل مسعود و بيجل و ولد أمين ..
 نسي بيرام اليوم أن أي حوار يتم بين المعارضة و العصابة سيكون فيه من الطرف الآخر ..
 نسي أن ولد عبد العزيز لم يف يوما بوعد لأي جهة
 نسي أن لكل كذبة نهاية
 نسي أن الشعب الموريتاني تغير
 و نسي بيرام أنه قدم أكبر هدية لزعامات لحراطين التي خرجت إيرا بسبب عمله تحت الطاولة و انفراده بالقرار .
نعم، يمكننا الان أن نقول انتهى بيرام :
 فقدت رفاقك من نخبة لحراطين المثقفين الأوفياء لقضيتهم بسبب الجشع ..
 فقدت أصدقاءك في المعارضة بسبب عدم النضج و الوفاء
 و نسيت أن لا حاجة للعصابة في ورقة محترقة : إن عمل النظام هو حرق أوراق المعارضة لا تقوية ضعافها.