الجمعة
2024/04/19
آخر تحديث
الجمعة 19 أبريل 2024

تقاليد الفروسية في البلاد السائبة(موريتانيا)

17 يوليو 2019 الساعة 22 و23 دقيقة
تقاليد الفروسية في البلاد السائبة(موريتانيا)
طباعة

ذكر الرحالة الإنجليزي مونغو بارك في رحلته التي قادته إلى سلطنة أولاد امبارك في منطقة بالنعوم بباغنة أن أولاد امبارك من أمهر الخيالة فهم يركبون الخيل بلا خوف، وسروجُهم عالية من الأمام ومن الخلف مما يعطيهم مركبا آمنا. وتعرف خيالة أولاد امبارك بأنها قوة ضاربة وسريعة، وقد وصل جيشهم في ستينيات القرن الثامن عشر إلى سبعة آلاف وخمسمائة خيال ومثلها من المشاة، وهي أكبر قوة خيالة في تاريخ موريتانيا القديم، وهو ما جعل جيش أولاد امبارك أسطورة في منطقة الحوضين والعصابة، وفي باغنة وغيرها من مناطق مالي. وكان أولاد امبارك يولون عناية فائقة للخيل، ويتكرر إطعامها ثلاث أو أربع مرات في اليوم وفي المساء تسقى اللبن المحلى.

وكان السلطان اعْلِي بن أعمر بن هنونْ بن بهْدل الملقب بوسروال مقاتلا ماهرا وخيالا مداوما لركوب الخيل إلا إذا كان قاصدا الصلاة. وكان فرسه الأبيض ذو الذيل المصبوغة بالحناء جوادَ السلطنة، كما قال مونغو بارك حين زاره في مارس سنة 1796م.

وكانت لإمارة أولاد رزگ بمنطقة الترارزة والبراكنة وگورگول تقاليد فروسية مشهورة، فكان أميرهم القوي گدول ولد موسى يحمي منطقة شمامة مدة الخريف وأول الشتاء حتى تيبس أرضها لئلا يطأها إنسان أو حيوان خيفة أن تعثر خيله عند السباق بآثار الواطئين فيها.

وكان على الزوج عند قبائل التوكلور والولوف أن يحمل العروس على فرس ليلة الزفاف. وتعرف تلك العادة عند التوكلور بـ"دفتونغل" (Diftoungal)، وعند الولوف بـ"ورال جي" (Waral gi).

وصف الرحالة الفرنسي الضابط فينصان أمير آدرار أحمد ولد عيده نهاية أبريل سنة 1860م، فذكر من أوصافه أنه كان جسيما، عريض المنكبين، يناهز الستين سنة، لا يكِل عن العمل، كثير الركوب للخيل، مشهورا بالصيد والرماية والشجاعة.

وذكر سيدي بن الزين العلوي في كتاب النسب عند حديثه عن الأمير بكار ولد اسويد أحمد: "ومن سيادته أنه إلى موته لم ينتفع بثلاثة أشياء: لم ينتفع بآمْكُبُّلْ، ولم ينتفع بمهر بنت له، ولم ينتفع بالذكر من نسل خيله، إنما يجعل الثلاثة للفقراء والمساكين".

وكان الكويري ولد مُحَمدات الزعيم الرحالي الشهير، وهو من أهل امبارك وكان دَيِّنًا جوادا بطلا مجدودا وهو صاحب السبعيات الخيل المشهورات في الترارزة، وهو جد أمينُو ولد محمد العبد ولد الكويري رئيس الرحاحلة.

وذكر أحمدو بابه بن بودرباله في كتابه "تاريخ حياة أهل بارك الله: أخلاقهم وعاداتهم" أن محمد بن محمود بن عبد الله بن بارك الله كان من سادات عصره وفضلائهم وكانت له خيل مشهورة نذرها لإصلاح ذات البين، وقد نجح في ذلك حيث كان يعطيها للأمراء والوجهاء عندما يسعى لإصلاح ذات بينهم، خاصة ما كان يقع في الترارزة وإينشيري. وحسب بعض المصادر فإن مدرك محمد بن محمود الباركي يسمى: آزويغات
من صفحة موريتانيا الغد