أسوا ما ستعاني منه الحكومة الجديدة هو...
حول الحكومة الجديدة
.................................
أسوا ما ستعاني منه الحكومة الجديدة هو علوّ السقف الذي كان مؤملا في تشكيلتها ثم السقف المؤمل من أدائها، خاصة إذا استصحبت وضعية البلد وإرث عزيز، وطبيعة المجتمع.
لقد جاءت التشكيلة دون المؤمل وفوق المحذور، فجمعت تجديدا في اغلبيتها الساحقة، وضمت عناصر "عزيزية" بعضها غير مرغوب فيه شعبيا وتجربته الماضية دون المستوى، كما انها ضمت شخصيات جديدة ذات كفاءة وامانة جيدة حسب العارفين بها في قطاعاتها، علاوة على كفاءات قادمة من الخارج بعضها ذو تجارب علمية وعملية جيدة بل مؤثرة (وزير التشغيل) قد يمنحها ذلك بعدا عن تأثير القوى المجتمعية السلبية لكنه قد يحسب نقصا في تجربتها الميدانية وادراك مقتضيات الواقع الصعب.
التوازن الاجتماعي في الحكومة كان أكثر إيجابية رغم بعض المآخذ من بينها نقص حصص النساء مثلا لا حصرا، كما كانت طبيعة الحكومة اجمالا اقرب إلى التكنوقراط منها إلى السياسيين _ اثنان او ثلاثة فقط يمكن ان يوصفوا بالسياسيين من ابرزهم ولد مرزوك ومنت مكناس _ وهذا ليس امرا سلبيا خاصة مع هشاشة الطبقة السياسية وزبونية اغلبها، وميوعة اهم قواها (حزب الحاكم)، وقد روعي في الحكومة من التوازن القبلي والجهوي ما قد يكون جاء على حساب كفاءات أعلى كانت محتملة
شخصيا أسجل ارتياحي لإفراد وزارة للتعليم الأساسي وإصلاح التهذيب، فالتعليم الأساسي هو المنطلق واللب، واتمنى وانتظر زيادة ملحوظة في ميزانيات التعليم عموما بما ينعكس على رواتب المعلمين والأساتذة وتحسين البنية التحتية وحل مشكل الاكتظاظ والاسلاك والبعد والتنقيط، بالإضافة إلى مشكل التفتيش والرقابة (لا تملك أغلب المفتشيات وسائل نقل مثلا)، كما انتظر حلا لمشكل العقدويين يزاوج بين الاستفادة من ذوي الكفاءات منهم بشروط حسنة، ويضمن مصلحة التمليذ.
مشكل الصحة يجب أن يمنح الأولوية ايضا، وقد يكون من الجيد تولي احد كوادرها قيادة القطاع، خاصة ما صدر من إشارات إيجابية تجاهه من العارفين به في القطاع نتمنى ان ينعكس ذلك على ادائه خاصة في حل مستعجلات القطاع مثل الاكتتاب ومشكل الأدوية المزورة وتدني الخدمات عموما. وينطبق الأمر بخصوص معرفة القطاع تقريبا على المالية (ولد الذهبي) والعدل (ولد رمظان) فكلهم عارف بقطاعه بشكل قد يساعد كثيرا، وقد جاء وزير الشؤون الاسلامية ايضا من أهل الشؤون الاسلامية.
تنتظر الحكومة ملفات كبيرة وشائكة وصعبة، ومن أولاها المشكل الاجتماعي، ومشكل التشغيل وتدني الرواتب عموما، ومشكل الفساد والطرق، ومشكل الامن خاصة في كبريات المدن وخصوصا نواكشوط، وهي ملفات بعضها لا يقبل التاجيل، وينتظرها شعب ملّ وعود السياسيين وفشل الحكومات وتعاقب الأنظمة دون فائدة، شعب يريد ويستحق أن يعيش بكرامة مثل كل شعوب الدول الجادة والمسؤولة.
بدات الحكومة تباشر مهامها وسنبدأ _ بل نواصل _ الرقابة والمتابعة والنقد والتقييم، مع تمنياتنا لها بالنجاح.
