تجربتي مع الخطوط الجوية الموريتانية
– كانت رحلتنا انطلاقا من انواكشوط مرورا بدكار ثم إلى أبيدجان حيث تنتهي رحلتي لكن الطائرة ستواصل طريقها إلى الكونغو برازفيل، وفي كل محطة سينزل ركاب ويصعد آخرون، وقد أضحكني أحد الركاب الموريتانيين مسافر إلى الكونغو برازافيل حين علم بكثرة تَوقفات الطائرة، قال لي: ذي عادت تاكسي.
لكنني اكتشفت أنه يسافر لأول مرة عبر الطائرة وليست له خبرة مع طبيعة رحلات الطيران لأن كل خطوط العالم تقوم بالتوقف في عدة محطات (ترانزيت) فمثلا من سيسافر من الإمارات إلى موريتانيا عبر الخطوط التركية سيتوقف عدة ساعات في اسطنبول ثم بعدها في دكار ثم سيصل إلى انواكشوط، ومرة سافرت من الرياض إلى انواكشوط عبر الخطوط المغربية فكان خط سير الرحلة: الرياض - جدة - القاهرة - الدار البيضاء - انواكشوط.
– استغرقت رحلتنا من انواكشوط إلى أبيدجان مرورا بدكار حوالي 5 ساعات و 40 دقيقة وهو الوقت المكتوب في التذكرة وقد انطلقت الطائرة في التوقيت المحدد ووصلت في التوقيت المحدد وكان توقفنا في دكار حوالي نصف ساعة، وقد استغربت مدى التزام خطوطنا الوطنية بالوقت المكتوب لأن لدي تجربة سيئة مع الخطوط التونسية والمغربية في عدم الالتزام بالوقت.
هي خطوطنا الوطنية ذو اللي يسيروها النصارى والل؟ ذا غريب.. يا رب يستمرو على ذا النمط في احترام الوقت والمواعيد.
– طاقم الضيافة كان لطيفا في تعاملات وخدماته.. ولفت انتباهي وجود بيظانيات ضمن الطاقم.
– ساءني عدم وجود منتجاتنا الوطنية ضمن المشروبات والمنتجات.. كل المشروبات والمنتجات المقدمة مغربية الصنع.
– الوجبات المقدمة عادية، ليست سيئة وليست فخمة.. ماهي متباعدة مع وجبات الخطوط التونسية، الوجبات الحقيقية الا ذيك اللي اتقدم الخطوط القطرية والل الإماراتية وأحيانا التركية.
– المضيفة التي تشرح إجراءات السلامة باللغة العربية تحتاج إلى دورة في اللغة العربية.. لأنها تغمغم الحروف وتتمتمها وتقولها بسرعة.. بينما الين تتكلم بالفرنسية ذا اللي اتكول واضح ومسموع مع اني ما نفهمو.
– معظم الركاب في رحلتنا من انواكشوط الي أبيدجان على الخطوط الموريتانية كانوا أجانب من أوربا وإفريقيا، وهذا أمر محير، فساحل العاج توجد فيه أكبر جالية موريتانية في العالم، وقد اكتشفت لاحقا أن جاليتنا هنا في ابيدجان لم يتعودوا على السفر جوا فمعظمهم يسافر عن طريق البر من خلال شركة سونف.
أما سبب كثرة المسافرين الأجانب على خطوطنا فقد فسره لي أحد الركاب الأتراك، قال لي إن الخطوط الموريتانية تمتاز بتذاكرها الرخيصة وقال إنها تغطي معظم دول غرب إفريقيا وخدماتها جيدة، قلت له: هذا أمر إيجابي وسأكتب عنه، وقد عرَّفته على نفسي بأنني مدون مشهور في بلادي ولدي متابعون كثر، فطلب مني عدم الكتابة، لأنه سبق أن سافر من المغرب الى نواكشوط وكان جل الركاب موريتانيين فتأخر انطلاق الطائرة لفوضى الموريتانيين وكثرة متاعهم وعدم التزامهم بالأرقام المكتوبة للمقاعد، وأردف قائلا: انظر.. هذه الطائرة أكثرية ركابها أجانب.. لاحظْ الهدوء وعدم الفوضى وكل راكب في مكانه المحدد وصناديق الأمتعة العلوية في الطائرة غير ممتلئة لا شك أنها ستكون رحلة سعيدة وأنت يا عبد الرحمن لو كتبت عن الموضوع ربما في الرحلة القادمة يكون كل الركاب موريتانيين وتحدث الفوضى وربما يتبولون في ممر الطائرة كما يتبولون في الشوارع، ثم ضحك مقهقها. لم تضحكني نكتته السخيفة وقلت له: شي فينا ما يلهينا.
– سعر التذكرة ذهابا وإيابا على الدرجة السياحية من انواكشوط إلى أبيدجان هو 175 ألف قديمة أما سعر التذكرة ذهابا فقط فهو 120 ألف قديمة، وتسمح لك الخطوط بـ 46 كيلو مقسمة على قطعتين.. وطبعا ذا هو النظام العالمي.
– السفر برا من انواكشوط إلى أبيدجان يستغرق ثلاثة أيام بلياليهن وهو طريق طويل وشاق ومتعب ومرهق وتتخله الوقفات الكثيرة وابتزازات الشرطة المالية وأحيانا يتعرض اللصوص للمسافرين أثناء نومهم ليلا.. السفر برا ما تلوح فيه ماه اثلت اشياء:
1- الضرورة
3- سكان الحوضين قد يكون الطريق البري بالنسبة لهم أقصر من الذهاب إلى انواكشوط جوا (هنا نجدد مطالبتنا بأن يكون مطار النعمة من ضمن محطات التوقف للرحلات الموريتانية)
3- الاكتشاف والمغامرة وشغف الحالات البرية ومشاهدة الغابات في كوت دي فوار ومالي.
عدا هذه الأمور الثلاثة فإن من يبحث عن الراحة ويريد أن يربح الوقت والجهد فإنني أنصحه بالسفر جوا.
– مستاء جدا لما كنت أصدقه من الإشاعات الكاذبة عن الخطوط الموريتانية.. لكن بعد المؤامرة التي تعرضت لها شركة الوطنية للألبان التي حوربت بفيديو مفبرك كلكم تعرفونه لا أستبعد أن تكون هناك شركات منافسة قد تعتمد أسلوب محاربة شركاتنا الوطنية بالفبركات والافتراءات والأكاذيب.
اقتراح: على الخطوط الموريتانية أن تتعاقد مع شركة الوطنية للألبان لتقديم مشروباتها لركاب الموريتانية بدل تقديم المشروبات المغربية لأن نوعية المشروبات المغربية موجودة بنفس الجودة وأفضل عند شركة الوطنية للألبان.
منقول من صفحة المدون عبدالرحمن محمد
