الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

هكذا تسبب هتلر في اندلاع حرب عالمية قتلت 60 مليونا

2 سبتمبر 2019 الساعة 09 و09 دقيقة
هكذا تسبب هتلر في اندلاع حرب عالمية قتلت 60 مليونا
طباعة

مع حصوله على مقاليد الحكم سنة 1933 واستلامه لمنصب المستشار، أولى القائد النازي أدولف هتلر جانباً كبيراً من اهتمامه لمسألة بولندا فاتجه خلال شهر يناير/كانون الثاني 1934 لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء معها سرعان ما أغضبت الشارع الألماني الذي ساند النازيين طيلة السنوات الماضية، واستاء لحصول بولندا على مناطق ألمانية سابقة بكل من بروسيا الشرقية وبوزنان وسيليزيا العليا، حسب بنود اتفاقية فرساي التي وقعت سنة 1919 عقب نهاية الحرب العالمية الأولى.

في المقابل، كان لأدولف هتلر وجهة نظر ثانية حيث سعى الأخير من خلال اتفاقية عدم الاعتداء لتحييد وإبطال مفعول التحالف العسكري الفرنسي البولندي أملا في الحصول على الوقت الكافي لإعادة تسليح ألمانيا.

وفي حدود الساعة الرابعة وخمسة وأربعين دقيقة صباح يوم 1 سبتمبر/أيلول 1939، عبر نحو 1.5 مليون جندي ألماني مدعومين بألفي طائرة و2500 دبابة الحدود البولندية الألمانية، معلنين بذلك بداية عملية اجتياح بولندا. وبينما تكفلت طائرات اللوفتفافه (سلاح الجو الألماني) بمهمة تدمير المطارات البولندية، وأطلقت الغواصات الألمانية طربيداتها مستهدفة القوات البحرية البولندية ببحر البلطيق.

وخلال نفس ذلك اليوم، وجّهت بريطانيا إنذارا أخيرا لهتلر دعته من خلاله لسحب قواته من بولندا ووقف العدوان. ومع تجاهل القائد النازي لهذا التحذير، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا يوم 3 سبتمبر/أيلول 1939 ليشهد العالم بداية توسع النزاع الذي سيستمر لست سنوات متسببا في مقتل ما لا يقل عن 60 مليون نسمة.

وقد جاء اجتياح ألمانيا لبولندا بهدف خلق ما سمّاه النازيون بالمجال الحيوي لألمانيا (Lebensraum)، حيث آمن هتلر وأتباعه بضرورة توسع ألمانيا شرق أوروبا لتوطينها بالعرق الألماني "الآري" واستعباد الشعوب السلافية واستغلال أراضيهم. ولبلوغ هذه الغاية، خرقت ألمانيا منذ منتصف الثلاثينيات عددا هاما من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فبدأت ما بين عامي 1935 و1937 بإعادة تسليح نفسها ضاربة بذلك عرض الحائط ما جاء بمعاهدة فرساي، وأعادت سنة 1936 تسليح منطقة راينلاند منزوعة السلاح، وضمت النمسا لممتلكاتها عقب عملية الأنشلوس (Anschluss) سنة 1938 كما عمدت أيضا للاستيلاء على تشيكوسلوفاكيا بعد مضي 6 أشهر فقط على اتفاقية ميونيخ لعام 1938.

ومنذ مطلع العام 1939، انتشرت الشائعات في أوروبا حول سعي أدولف هتلر لمهاجمة بولندا. وأمام هذا التهديد الجديد، قدمت بريطانيا وعدا، عقب حصولها على دعم وتأييد فرنسي، بالدفاع عن البولنديين في حال مهاجمتهم من قبل الألمان.

ويوم 4 سبتمبر/أيلول 1939، ألقى رئيس الوزراء البريطاني نيفل تشامبرلين، بعد يوم واحد من إعلان بلاده الحرب على ألمانيا، كلمة أذيعت على أجهزة الراديو قال خلالها "قدّم هتلر وعدا باحترام اتفاقية لوكيرنو ونكث بعهده وقدّم وعدا بعدم وجود نوايا لاجتياح النمسا ونكث بعهده ووعد بعدم ضم تشيكوسلوفاكيا وفعل ذلك، ووعد خلال مؤتمر ميونيخ بعدم التوسع على حساب دول أخرى ونهاية المطامع الألمانية بأوروبا ونكث بعهده، وأكد لسنوات أنه العدو اللدود للبلشفيين واليوم هو حليفهم".

ومع إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، أعلن الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت عن حفاظ بلاده على موقف الحياد قبل أن يضطر لدخول النزاع العالمي بشكل رسمي يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1941 عقب الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر بهاواي.

في الأثناء، اتجه الاتحاد السوفيتي بعد مضي نحو أسبوعين عن بداية الاجتياح الألماني لتفعيل اتفاقية مولوتوف ريبنتروب (Molotov–Ribbentrop Pact)، المعروفة أيضا باتفاقية عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية، التي أبرمها مع حكومة هتلر يوم 22 أغسطس/آب 1939.

ويوم 17 سبتمبر/أيلول 1939، أمر القائد السوفيتي جوزيف ستالين جيوشه باجتياح الجزء الشرقي لبولندا تنفيذا لبند تضمنته الاتفاقية السابقة، ويقضي بتقاسم بولندا بين الطرفين. وفي المقابل لم يدم مفعول الاتفاقية الألمانية السوفيتية كثيرا. فيوم 22 يونيو/حزيران 1941، تخلى هتلر عن هذه الاتفاقية ونكث بعهده ليأمر ببدء عملية اجتياح الاتحاد السوفيتي المعروفة بعملية بربروسا.