الجمعة
2024/05/17
آخر تحديث
الجمعة 17 مايو 2024

عودة الحياة للمطبعة الوطنية بعد فشل تصفيتها من طرف ولد عبد العزيز

5 أكتوبر 2019 الساعة 14 و39 دقيقة
عودة الحياة للمطبعة الوطنية بعد فشل تصفيتها من طرف ولد (…)
طباعة

ضاق الوقت على تصفية المطبعة الوطنية التي كان ينوي ولدعبد العزيز القيام به كعادته، كلما كان يسعى لردم خندق فساد مثل: ما وقع مع سونمكس ،وشركة صيانة الطرقات، وكالة النفاذ الشامل، وشركة الأشغال العمومية وغيرها .أو عندما يريد تأسيس مؤسسة أو التحكم في مورد أوقطاع معين مثل ما فعل في الزراعة والصيد والمعادن وغيرها، وهكذا حاول تصفية المطبعة الوطنية عندما أخذت مطبعة جديدة لأحد أصفيائه وشركائه الرئيسيين تظهر للعيان وتستولي على كل صفقات الدولة في الشأن، والتي كانت في الغالب موجهة للمطبعة الوطنية منذ تأسيسها ، وهكذا تم تحويل طباعة الجرائد في خطوة إستباقية إلى مطبعة خصوصية أخرى قبل الإنتهاء من تشييد المطبعة" الموعودة " وبدلا من طباعة الجرائد عند المطبعة الوطنية ب 18000 أوقية قديمة عن كل نسخة من الجريدة أي 36000 عن النسختين العربية والفرنسية ، تم التعاقد مع المطبعة الخصوصية بمبلغ 500000 أوقية عن النسختين ،وقد ذكرت مصادر من داخل الوكالة أنه تم تقليص الجريدة من 12صفحة إلى 8صفحات وأن الجريدة كانت تطبع عند مطبعة مزايا قبل قرار يوم أمس بوقف الجريدة لمدة عشرة أيام تمهيدا للعودة بطباعتها إلى المطبعة الوطنية .
القرار الجديد للسلطات فتح الأمل أمام موظفي الوكالة الذين اعتبروه بداية انفراج أزمة انهيار مؤسستهم.
والتي كادت أن تتوقف خدماتها الإعلامية بعد شهر على توقف بث برقيات الشريط الدولي والوطني ، وتوقف الرسائل السريعة ، وعجز المؤسسة عن تسديد مستحقات المتعاونين ، وكذلك مستحقات العمال من ملبس وصحة وتعويض عن المداومة و التأثيث و توقف الإنتاج والتكوين لمدة عام ونصف ، كما وصف مدونون المؤسسة بالمناوبة بسوء الحكامة ، وأنه خلال سنة 2018 وحدها بلغت مداخيل الوكالة 340 مليونا منساءلين أين ذهب هذا المبلغ خاصة أن رواتب أغلب المتعاونين تتكفل بهم الخزانة العامة للدولة .كما كان مفرحا لعمال المطبعة الوطنية التي كانت في عداد الأموات حيث تقلصت أعمالها ونشاطاتها وتضاعف العجز وظل عمالها أشهراً بدون رواتب ،وظل شبح التصفية يخيم علبهم . هذا وكانت المطبعة الوطنية والوكالة الموريتانية للأنباء مثل التوأم منذ نشأتيهما ،وهكذا أدى قرار فصلهما ، أي وقف التعامل بينهما ،ضررا كبيرا عليهما إقتصاديا ومعنويا ،ويعد قرار يوم أمس تصحيحا مهما لمسار طويل من التكامل والتنسيق والترشيد الإقتصادي ،وفتح فرصة للوكالة خاصة في توزيع دخلها أو توظيفه في نفقات أخرى غير الطباعة ،كما أنه يعيد حيوية للمطبعة وعمل يومي وروتين يبدأ من الثانية عشر ليلا إلى ساعات الصبح الأولى . إنه صيانة لتاريخ طويل بالنسبة لأجيال من الصحافة الوطنية ومن مهندسين المطبعة الوطنية، من التكامل والجد والعمل بوسائل متواضعة ويدوية لايمكنها أن تتأخر عن موعدها يكثر في تحضيرها المثير من الهرج والمرج والخطأ والترقيع والتوتر والضحك والغضب والمسامحة، إنه تراث جميل تكرسه المطبعة الوطنية وعمالها وعلاقتهم بالصحافة المكتوبة وتجربتهم مع الصحافة المستقلة إسألوا جرائد الرعيل الأول والموزعين الذين يريدون توزيع الجراىد في ساعات الصباح الأولى ووزارة الداخلية التي القراءة المسبقة والصحفيين الذين ينتظرون تعويضاتهم من بيع الجريدة ،والمدير الناشر الذي يتحمل كل تلك المخاوف ، و "با يوسف" الذي يتحمل ضغط الجميع بما هو المسؤول المباشر عن الطباعة ،والقطاع التجاري "السيد المختار " الذي كان يتولى فتح الإعتمادات للطباعة وكان يواجه تراكم الديون على الجرائد المسكينة.إنه تراث جميل حقا كان سيتم ردمه خلف الجشع وسوء التدبير ،وعدم إحترام أي شيء، سوى زيادة الدخل الشخصي، وتوسيع إمبراطورية المال المأخوذ من دم الفقراء، الذي ظل ولد عبد العزيز يمتصه طيلة عشر سنوات .