الأربعاء
2024/04/17
آخر تحديث
الأربعاء 17 أبريل 2024

الرسالة الحادية عشرة إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني

15 أكتوبر 2019 الساعة 10 و26 دقيقة
الرسالة الحادية عشرة إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ (…)
الحسين بن محنض
طباعة

خففوا من معاناة مرضى الفشل الكلوي..

فخامة الرئيس
وأيضا معالي وزير الصحة

بنيتم مستشفى خاصا بأمراض القلب فهلا بنيتم مستشفى خاصا بأمراض الكلى يستوعب ضحايا هذا المرض الذين أصبحت المستشفيات عاجزة عن استيعابهم..

سيدي الرئيس
صحيح أن أعدادا كبيرة من مرضى الفشل الكلوي تموت في كل يوم بسبب عوامل مختلفة (انتقال عدوى الأمراض الأخرى إليهم بسبب عدم احترام الفصل بين تصفية ذوي الأمراض المعدية في ما بينهم خاصة مرض الكبد الوبائي، تأخر الإسعافات بسبب الاكتظاظ وطول الانتظار أو بسبب الارتفاع المفاجئ للضغط أو الضيق المفاجئ للتنفس جراء تسرب نسبة كبيرة من الماء الذي في الجسم إلى الرئتين، الفقر الحاد في الدم بسبب نقص الحقن الخاصة بتعويض وظيفة الكلى المتعلقة بإنتاج هرمون الدم...)، في الوقت الذي كان بالإمكان فيه إنقاذ أرواح كثير منهم، مع أن كثرة الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي لم تخفف من وطأة تزايد المرضى والاكتظاظ (ابحثوا عن السبب الذي لا شك أن الأدوية المزورة أو المعطاة بجرعات عالية تمثل أحد أسبابه الرئيسة)، ففي كل يوم ينضاف مرضى جدد إلى قائمة المحتاجين للتصفية ثلاث مرات في الأسبوع دون أن تتوسع قاعات الغسيل الكلوي، بل على العكس زاد تزايد المرضى من الضغط على الأجهزة حتى أصبحت متعطلة في أغلبها..

فخامة الرئيس
معالي الوزير
لا يوجد أي مستشفى أو مصحة للغسيل الكلوي لا يعاني مرضاها معاناة قاسية سواء كانت عمومية أو خصوصية، وأنا شاهد عيان مداوم على تمريض مريضة تقوم بالتصفية منذ أربع سنوات بسبب خطأ طبي من أحد أطباء انواكشوط.. حيث أمضينا أكثر من ثلاث سنوات نقوم بالتصفية في إحدى العيادات الخاصة التي لم الاكتظاظ فيها يتزايد حتى صار علي أن آتي بمريضتي في أسرع وقت ممكن من الصباح كي يتسنى لها أن تنتهي قبل الليل بسبب طول الطابور وكثرة تعطل الأجهزة..

وعندما جئت بها في إحدى الليالي بعد الساعة الثانية فجرا وهي في حالة حرجة وجدت الممرض المداوم قد خلد إلى النوم ورفض بحجة أنه متعب استقبالها فاضطررنا للبقاء في السيارة حتى ينهض الممرض من نومته وسط معاناة لا تطاق..

وبسبب النقص شبه الدائم في حقن تروية الدم الذي يقال بأنه من تباطؤ إجراءات اكنام والخطر الذي أصبح يشكله على حياة مريضتنا بعدما اصبح دمها في حدود 5 غرامات فقط انتقلنا إلى مستشفى الشيخ زائد الذي أخبرنا بعض مرضاه أن حقن تروية الدم متوفرة لديه بانتظام، لكن لتبدأ معاناة جديدة بسبب أن هذا المستشفى الكبير لا يضم مع الأسف سوى قاعة واحدة صغيرة تحتوي على نحو 7 أجهزة تواجه اكتظاظا غير عاد مع تعطل شبه مستمر في بعضها.. وفي كل يوم من أيام حصصنا الثلاث أوصل مريضتي بعد الظهر إلى ما بعد منتصف الليل كي تأخذ مكانها في طابور المجموعة الرابعة، وأحيانا كما هو حالنا الليلة أخبرت بأنه علي الانتظار إلى حدود الساعة الرابعة فجرا لأنها حتى كتابة هذه الأسطر لم يصل إليها الطابور رغم مضي قرابة عشر ساعات عليها فيه.

سيدي الرئيس
معالي الوزير
إذا كانت ظروفكم لا تسمح الآن بافتتاح مستشفى خاص بأمراض الكلى فلا أقل من توفير قاعات وأجهزة كافية لها في المستشفيات الأخرى، وإذا كنتم أيضا لا تستطيعون فساعدوننا بالترخيص لأكبر عدد ممكن من العيادات الخاصة في هذا المجال لأنه لا يوجد فيه حتى الآن بحسب علمي إلا عيادتان أو ساعدونا بالترخيص في افتتاح عيادة خيرية للتصفية تتبناها إحدى الهيئات الخيرية الدولية.