الجمعة
2024/03/29
آخر تحديث
الجمعة 29 مارس 2024

قرار الوزير ولد سالم، هل يصح ما بُني على خطأ؟

17 أكتوبر 2019 الساعة 11 و59 دقيقة
قرار الوزير ولد سالم، هل يصح ما بُني على خطأ؟
محمد الأمين سيدي بوبكر
طباعة

قرارأت قصة تحديد سنين ولوج مؤسسات التعليم العالي في موريتانيا عام 2018 بعد إعلان توجيهات الطلاب الحاصلين على شهادة الباكلوريا في العام الدراسي 2017 – 2018 دون توجيه الطلبة الذين تجاوزت أعمارهم 25 سنة، والذين قدرت أعدادهم حينها بحوالي 1500 طالب، بموجب قرار صادر عن وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم يقضي بمنع من تجاوزت أعمارهم 25 سنة من ولوج مؤسسات التعليم العالي.

وقد واجه الطلاب الممنوعون من التسجيل قرار ولد سالم بالرفض الشديد والاحتجاج المتواصل أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمطالبة بالعدول عنه، فيما دافع ولد سالم من جهته عن قراره باستماتة.

لاحقا أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية في يوم 18/10/2018 أن الرئيس الموريتاني حينها محمد ولد عبد العزيز أعطى تعليماته بتسجيل جميع حملة البكالوريا في مؤسسات التعليم العالي، وبالفعل استجابت وزارة التعليم العالي لتعليمات الرئيس، تحت وقع اجتجات الطلاب، وفتحت لهم التسجيل في خطوة رآها البعض عقابية أكثر منها عملية، إذ قامت الوزارة حينها بتوجيه جماعي للطلبة الذين تجاوزت أعمارهم 25 سنة بغض النظر عن اختياراتهم التخصصية ومعدلاتهم التجويهية.

قرار ولد سالم ليس الوحيد..

ليس قرار وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم الوحيد في موريتانيا التي تقدر منظمات دولية ومحلية نسبة الأمية فيها بما يزيد على 40%، وتعاني التسرب المدرسي بسبب تراكم العوامل الاجتماعية والإقتصادية غير المساعدة على الدراسة، بل هناك قرار آخر لوزير التهذيب السابق إسلم ولد سيد المختار، وإن كان لم يدخل حيز التنفيذ بعد، فقد صادقت عليه الحكومة الموريتانية خلال اجتماعها يوم الخميس 07/12/2017، الذي انعقد تحت رئاسة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، وهو القرار الذي يحدد سن المترشحين لمسابقة الباكلوريا ب22 سنة، وأثناء المؤتمر الصحفي للتعليق على اجتماع الحكومة المذكور أعلن وزير التهذيب الوطني الموريتاني حينها إسلم ولد سيد المختار، عن الإجراءات والضوابط الجديدة للراغبين في الترشح لمسابقة الباكلوريا والاي من ضمنها أن تتجاوز سن المترشح 22 سنة، مضيفا أنه في حال رسوب من تجاوزوا 22 سنة فإنه لن يسمح لهم الترشح مرة أخرى لهذه المسابقة إن حصلوا على معدل أقل من 5/20، مؤكدا أن الضوابط الجديدة اتخذت عقب مراجعة أرقام المشاركين في البكالوريا عام 2017، وأن المراجعة التي قامت بها الوزارة أظهرت انخفاضا كبيرا في نسب النجاح، ما يؤثر سلبا على مستقبل التعليم في البلاد على حد وصف الوزير، كما أشار إلى أن 79% من المشاركين في مسابقة الباكلوريا فوق 22 عاما فشلوا في الحصول على معدل 5/20.

وبحسب المعطيات التي أعلنت الوزارة، فإن 50 في المائة من المرشحين لبكالوريا عام 2017، قد تجاوزت أعمارهم 22 عاما، وتقدر أعدادهم ب 24 ألف طالب من أصل 49 ألف تقدموا للمسابقة.

قرار الوزير بني على باطل..

قبل أسابيع من افتتاح السنة الدراسية الجديدة 2019 – 2020 عادت أزمة طلاب 25 سنة الممنوعين من ولوج مؤسسات التعليم العالي للواجهة من جديد، وعاد الطلاب للاحتجاج وعاد الوزير للتبرير، وفي رد له على تبرير ولد سالم لقراره بوجود معايير دولية معتمدة في مجال سن ولوج مؤسسات التعليم العالي، قال الأستاذ الجامعي والخبير الدولى زكريا اعمر “عكسا لما قال الوزير لا توجد معايير دولية في هذا المجال، لكن بعض الدول خاصة في العالم الثالث تستخدم معيار السن للحد من الولوج الي بعض الشعب التي تفوق الطلبات فيها بكثير عدد المقاعد الموجودة مثل الدراسات الطبية أو الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين”، وأضاف ولد اعمر “غير بعيد منا، هنالك المئات من الأطر في بلادنا، تحصلو علي شهادات جامعية، و هم في اعمار متقدمة من بينهم وزراء في حكومة ولد الشيخ سيديا، أساتذة جامعييون، ضباط سامون، إلخ”، ونشر زكرياء أعمر عدة روابط لإنارة الرأي العام تفند الأكاذيب و المغالطات والافتراءات التي أسس عليها الوزير قراره المثير للجدل على حد تعبيره.
من بين الروابط التي نشر ولد اعمر رابطا يستعرض مسار رجل خمسيني فرنسي أب لخمسة أطفال، يدخل كلية الطب بعد أن غادر التعليم في المستوي الإعدادي، و التحق بالتكوين المهني، ليحصل علي شهادة جزار، ثم مارس تلك المهنة لأكثر من عقدين ونصف!

http://www.reseauetudiant.com/forum-reprendre-etudes-ans-1169/reprise-etudes-medecine-ans-cap-123.php

ورابطا يحتوي علي جواب لوزير التهذيب الوطني الفرنسي لعضو في مجلس الشيوخ حول استحالة التسجيل عبر البوابة الموحدة للوزارة لحاملي شهادة البكلوريا الذين تزيد سنهم علي ٢٦ سنة.

وقال الوزير الفرنسي” إن هذا الإجراء يهدف الي تحسين الخدمات لتلك الفئة التي بامكانها التواصل المباشر مع مستشارين تربويين سيقيمون تجاربهم المهنية و يسهلون تسجيلهم في التخصصات الملائمة”:

https://www.senat.fr/questions/base/2011/qSEQ110417977.html
كما نشر رابطا آخر يثبت حصول سيدة كندية علي شهادة الباكالوريا في ال40 من عمرها:

هذا ويرى الطلاب المتضررون من قرار وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم أنه باطل لأنه بني على باطل على حد وصفهم، وأنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى يتم رفع الظلم عنهم.