الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

ماذا يخفى عليكم

17 أكتوبر 2019 الساعة 12 و03 دقيقة
ماذا يخفى عليكم
سيدي علي بلعمش
طباعة

وتيرة الحياة لم تعد تسمح بأي شكل من التراخي في الأمور الوطنية.
هناك اليوم دولتان فقط : دولة لا تقبل أي تساهل في الأخطاء و لا أي نوع من التجاوزات و تصر على الصعود و دخول العالم من بابه الواسع و دولة فاشلة تقوم فلسفة سلطاتها على الأكاذيب و الترقيع و مبررات الفشل ، مآلها إلى مزيد من الاستعمار و نهب ثرواتها و الحروب الأهلية و البينية و كل مخلفات الفشل..
ليست القضية في الوسائل و لا في الظروف و لا في تعدد المشاكل و لا في تراكمها ؛ كل هذه مبررات واهية : القضية قضية اختيار، ليس إلا ؛ اختيار بين رفض الفشل و تبريره.
على شعبنا أن يُفهم هذه العصابة الحاكمة المبررة لكل شيء بما هو أقبح من أي ذنب، أننا لم نعد نقبل .. لم نعد نتحمل.. لم نعد نخدع بأكاذيبها و ترقيعاتها و تبريرات فشلها..
على ولد الغزواني أن يكنس هذه العصابات التي تحكمت في كل شيء من دون أي وجه حق : في الأعمال ، في الإدارة ، في القضاء، في الأمن ، في الجيش ، في السوق : من يحاول أن يقنعنا بأنه سيصلح بالمفسدين ، يقول لنا بكل وضوح أمسحوا دموع أي إصلاح تماما كما يقول لنا ولد الغزواني اليوم.
دولة يتحدث فيها ولد الطيب و يتوزر فيها ولد محم خونا و يكون فيها ولد صهيب نائبا و تكتب فيها المواقع بالخط العريض عن خلاف زيدان و قائد الحرس الرئاسي و يكون فيها افيل ولد اللهاه من أهم رجال الأعمال (....) لا يرجى لها شيء .. لا يمكن أن تكون دولة بأي معنى..
على ولد الغزواني أن يفهم أنه يمكن أن يكون رئيسا (في الحد الأدنى للتوصيف) إذا تخلص من كل عيوبه و عاقب كل سابقيه و تجاوز كل نقاط ضعفه ، أما أن يكون رئيسا بهذه البرودة و هذا الخلط بين العام و الخاص و هذا التردد في القرارات و هذه الإدارة المريضة و الشخصيات الفاسدة حتى النخاع و هذا القضاء الموبوء و الأمن المرتشي ، فهذا ضحك على الذقون و مضيعة لوقت لن ينتهي إلا بنهايته.
على ولد الغزواني أن يفهم أن حماية ولد عبد العزيز و عصابة مقربيه من المحاكمة و المحاسبة أمر لم يعد أصحابه أنفسهم يحلمون به لكن عليه أن يفهم أنه يتحمل المسؤولية الكاملة لتأخيره و ما يترتب عليه من تهريب ثرواتنا إلى الخارج و محو آثار جرائمهم ..
و عليه أن يفهم أن الرئاسة لم تعد تحمي من المحاسبة : لقد تغير العالم.
من يعين ولد أجاي على اسنيم تحت صراخ شعب كامل، لا يمكن أن يثبت حسن نيته .. لا يمكن أن ينفي تحكم عزيز في قراراته .. لا يمكن أن يكون غير غزواني عزيز الذي صنعه و رشحه و رأسه و جعله حارسا لجرائمه التي نفذ 90% منها بأيادي ولد أجاي القذرة.