الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

نعم، يومكم يقترب كل يوم

19 أكتوبر 2019 الساعة 00 و17 دقيقة
نعم، يومكم يقترب كل يوم
سيدي علي بلعمش
طباعة

مخطئ من يعتقد أن الثورة في مصر تم إخمادها ؛ الانفجار القادم في مصر لن تستطيع أي قوة مواجهته و لن يستطيع أي أمن قمعه..
يتجاوز الكثيرون تفاصيل أسرار ما يحدث في العراق و مصر و السودان و الجزائر و لبنان ؛ إنها الصورة الأخيرة المحسنة من الربيع العربي الذي "فشل" في نسخته الأولى في تونس ومصر وليبيا و سوريا و موريتانيا لأسباب فنية تم حصرها و تقديم الحلول الناجعة لها..
سر نجاح النسخة الأخيرة من الربيع العربي كما نراها في الجزائر و مصر و السودان و العراق و أخيرا في لبنان ، لا يمكن إفشالها و لا مواجهة إعصار غضب أصحابها ؛ لأنها غصة تمرد مغمورة بلا قيادة و لا فرامل ، لا تتحكم فيها أي جهة و لا تحمل مطالب قابلة للتفاوض "نريد سقوط أنظمة الرشوة و الفساد و الفشل و الطغيان ..."
مع من فاوضت في النهاية يا حسن البشير؟
مع من تفاوض يا حريري؟
مع من و حول ماذا ستفاوض يا سيسي؟
مع من ستفاوض يا نظام العسكر في الجزائر ؟
مع من و حول ماذا ستفاوض يا نظام الفساد و الخيانة في العراق ؟
كانت الأحزاب السياسية هي سبب فشل ثورات الربيع العربي و حرف أهدافها ؛ أما صورتها المحسنة فقد عملت على تعطيل كل الأساليب القمعية و نسف فعاليتها و قطعت الطريق أمام أي اتفاق بتلخيص مطالبها في نقطة واحدة غير قابلة للتفاوض هي رحيل أنظمة الفساد..
حتى الآن عبرت تونس العظيمة وحدها إلى بر الأمان بأقل ثمن نتيجة خصوصيتها الثقافية و وعي نخبها السياسية و وفاء نخبها الأمنية ..
الحالة الجزائرية واعدة ، لم تعد سوى مسألة وقت ..
الحالة السودانية أذهلت الجميع و رست على أعتاب نجاحها الأكيد..
الحالة العراقية كسرت حاجز الخوف في وقت قياسي و عسكرت في ظل وعيدها لا وعود الحكومة ..
الحالة اللبنانية أربكت كل الحلول و حولت عقدين و نصف من الفساد إلى 72 ساعة من الرعب، بلن تفضي إلى غير استقالة الحكومة..
و كل المؤشرات تؤكد أن الانفجار القادم في مصر سيكون إعصار غضب يجرف كل من يعترض طريقه..
و من بين الدول العربية التي يضعها الفساد اليوم على رأس القائمة القادمة هي بلا شك موريتانيا المستباحة بما تعيش من نهب و فوضى و فساد و شعور جميع مواطنيها بالغبن و التهميش و انسداد الأفق أمام الشباب و فشل النخب السياسية ..
نعم، لقاءات غزواني بقادة الأحزاب هي محاولة غبية لامتصاص غضب شعب لم يعد لديه ما يخسره و هذا ما يحتاجه الشارع بالضبط لتجاوز الجميع .. لن تكون الحالة الموريتانية دون أخواتها العربية و لن يكون الأمن الموريتاني أقدر على المواجهة من الأمن الجزائري و المصري و السوداني و العراقي...
نعم ، يومكم يقترب كل يوم