الثلاثاء
2024/04/23
آخر تحديث
الثلاثاء 23 أبريل 2024

نعم أنا معارض

24 أكتوبر 2019 الساعة 09 و25 دقيقة
نعم أنا معارض
عبدو سيدي محمد
طباعة

كنت أول من أنتقد خطاب ترشح السيد ولد الغزواني من حيث السياق و المضمون و الأسلوب و أعتبرت الجنرال على خطى الجنرال في خطوة واضحة لتوريث السلطة عسكريا و هو بلغة ( اهل التورية) مأمورية ثالثة على طريقة ( غوار الطوشة ) شخصيا كنت أحلم بتغيير مدني لكن الصناديق تحمل فقط ما يشتهيه العسكري
لا أعتقد ان السيد ولد الغزواني لديه قدرة سحرية أو معجزة خارقة لتحسين الأوضاع كما لا يملك خاتم سليمان و لا مصباح علي باب فهو جزء من المشكل و ليس بعضا من الحل و بالتالي يجب ان لا نحمل الرجل فوق طاقته فهو أستلم تركة ثقيلة و في لحظة وقفة مع ذات أكتشف هول الموقف و ادرك حجم الكارثة هو فقط يحاول السيطرة على الوضع و بالتالي لا وقت للأحلام فالإصلاح و محاربة الفساد و الادوية المزورة و تقريب الخدمات و التعليم و التشغيل و محاربة الفوارق الأجتماعية و تقليص البطالة ليست حاجات بيولوجية ملحة في الوقت الراهن فالأهم هو أستمرار خماسية صامتة
لا أنفي نية الرجل في التغيير و عادة يأتي هذا الأخير عبر الأحذية الخشنة أو الأصوات الناعمة لكن يبدو ان هناك اتفاق بين تكتل الأثنين في سمفونية تعزف منذ اربعين سنة السيد ولد الغزواني يواجه تحديات جمة و الجنرال استلم الكرسي على فوهة بركان و محاط بقنابل و زجاجات مولوتوف معرضة للإنفجار في اي لحظة و كما سبق سلفا فمهمة الرجل الحفاظ على التوازن حتى تتضح الرؤية فالترسانة الإعلامية و المالية و الإدارية و السياسية للنظام البائد لا زالت تنتشر و تنشط و كلما قطع (مبني للمجهول) رأس ظهرت عشرات التنانين ذوات الرؤوس العشرة
أثار أنتباهي تصريحات السيد بيجل فهو لاعب أساسي و لا يقبل اللعب في لائحة الأحتياط وبالتالي فتصريحاته بعيد تنحيه أو إقالته على الأرجح من منصبه البرلماني في غاية الأهمية و دليل قاطع على عمق الأزمة داخل ما بات يعرف بالأغلبية التي أنصهر فيها ( الوئام ) و صار رئيسه ملكا أكثر من الملك
الإحباط هو الصفة السائدة للأغلبية و المعارضة على حد سواء لكن يبدو ان السيد بيجل لم يعد بخفي حنين و لم يكتفي من الغنيمة بالإياب مثل الزعماء ولد داداه و ولد بلخير فهما على الأقل نجيا من عملية الأنصهار و الذوبان في بوتقة الأغلبية لكن لم يسلما من النزيف الشعبي و الخلافات و الأنسحابات الحزبية حتى باتا قاب قوسين أو أدنى من التلاشي و الأختفاء لكنهما حفاظا على رمزيتهما النضالية و الثورية رغم أختلاف المواقف و الوجهات
إذن الرئيس ولد غزواني بحاجة إلى مساعدة و بدوري أقدم له هذه الإقتراحات التي لا شك ستساهم بشكل مباشر في حل جزء من المشكل :
1/ فتح مركز تكوين العلماء و جامعة بن ياسين
2/ السماح للطلاب بالتسجيل فالتمدرس حق طبيعي و ليس منة من أحد فالوزير الذي يتبجح بأنه منتوج فرنسي ليكون في علمه ان سيدة فرنسية تجاوزت التسعين من العمر حصلت على إجازة جامعية
3/ إلغاء جميع الصفقات المشبوهة خاصة منجم افديرك و أتفاقية الصيد
4/ تشكيل هيئة أستشارية مستقلة مكونة من المثقفين و الاطر هدفها تقديم الدراسات و الاقتراحات للحكومة
5/ السماح بعودة رجال الاعمال ولد بوعماتو و ولد الشافعي إلى الوطن و إلغاء مذكرة التوقيف الجائرة و هذا من أجل المشاركة الفعالة في الإنماء الإقتصادي و الاجتماعي
6/ فتح العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة قطر
من صفحة الأستاذ و الباحث : عبدو سيدي محمد