الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

المشكلة ليست في استقبال عزيز.. المشكلة في العدالة

30 أكتوبر 2019 الساعة 07 و26 دقيقة
المشكلة ليست في استقبال عزيز.. المشكلة في العدالة
محمد محمود ولد بكار
طباعة

في كثير من بلدان العالم يتم إستقبال زعماء المافيا الأكثر خطورة ،لأنهم يبنون المستشفيات والمنازل، ويقسمون الصدقات ،وفي مناطق أخرى يتم إحترام زعماء العصابات وقطاع الطرق، لأنهم يحسنون على المساكين في الأرياف، وعندنا في موريتانيا يتم الإحتفاء وتمجيد مجموعات من الشباب تتحايل على أجانب بأنواع مختلفة ، وتأخذ منهم ملايين الدولارات بإسم الرقية، وتقسمها هنا في البلد في مناسبات ومن غير مناسبات وتبني المساجد وتتصدق على المساكين، وفي كثير من بلدان العالم الثالث يتم الإحتفال والإستقبالات بالحشود الكبيرة لرؤساء مجرمين ،وعند خروجهم من السلطة يتم ضربهم وسجنهم لأنهم لم يكونوا صالحين بل لأنهم كانوا مفروضين على الشعب بقوة الدولة ، لكن الحقيقة أن مكان كل هاؤلاء عندما تستيقظ العدالة وتأخذ مجراها، هو المنفى او السجن.إذن العبرة ليست في أي نوع من الحشود سيستقبل ولد عبد العزيز ،العلة عندما يجري تحقيق مستقل وصارم في فترة تسييره وتكون للعدالة كلمة في الملف ،فلن يكون مكانه في هذه البحبوحة من النعيم ،بل سيكون مكانه السجن أو المنفى ، سيكون مكانه الموقع الذي يدفع فيه ثمن كل عمائله في حق شعب فقير : مقسم بين قطاع واسع من الشباب يقبع تحت وطأة البطالة والفقر ،ورجال أعمال أُفسدت مؤسساتهم وأنشطتهم ليستولي عليها هو أو من بمثله ،موظفين تم ظلهم للتغطية على مجرمين يحظون بدعم أحد رموز القصر ،الكثير من البشر مات بسبب انعدام العناية التي يفرضها القانون على الدولة في المستشفيات في الطرقات ،في المدن أمام عصابات السرقة والنشل ،اوضاع طاحنة،بسبب إنعدام الدخل ،ضعف القوة الشرائية ، إرتفاع الأسعار ،فما سيكون تعبير هؤلاء عن مقدمِ الرجل الذي صيغ عشر سنوات من أعمارهم وأعمالهم وحريتهم .ليس سوى البيض الفاسد ،والحجارة المسومة بالعار ، والسخط على المنشأ ،والكلام الجارح وغيره بحجم المرارة والألم والحسرة والغبن .....