الأربعاء
2024/05/1
آخر تحديث
الأربعاء 1 مايو 2024

موريتانيا : "التعليمات السامية" تدمر الزراعة

31 أكتوبر 2019 الساعة 18 و00 دقيقة
موريتانيا :
يحي بن بيبه
طباعة

الزراعة ب " التعليمات السامية " بدل الدراسات الفنية هي ما اوصلتنا إلى الكارثة التنموية التي تسحقنا.
والدراسات الفنية عندنا تأتي بعد التعليمات هذه وليس قبلها.
ومهمتها في هذه الحالة تبرير التعليمات وتحصينها من اللوم.
فالتعليمات السامية هي التي جعلت أول محاور ري تشتريها الحكومة الموريتانية لزراعة الأعلاف الخضراء توضع في انبيكت لحواش لتستنفد مياهنا الجوفية المحدودة هنالك ,ولتكون في بيئة بدوية لا أحد فيها مهيأ لتقليد هذا المستوي من أنظمة الري الزراعي المتطور.
هذا بدل وضعها على ضفة النهر في اترارزة أو لبراكنه حيث نهدر سنويا مليارات الأمتار المكعبة من مياه النهر التي تصب في المحيط المالح,وحيث ستشكل المحاور مثالا يحتذى في هذه البيئة الأكثر وعيا زراعيا.
والتعليمات السامية هي التي جعلت مركز تهجين الأغنام في ينشاب حيث لا أغنام بدل ولايات كثافة الأغنام العالية.وهي التي جعلت مركز نقل أجندة الإبل وتجهيزها في انواكشوط بدل ولايات الجنوب حيث كثافة الإبل العالية.
والتعليمات السامية هي التي جعلت مركز تهجين الأبقار في إديني حيث لا أبقار ولا زراعة ولا مرعى.
والتعليمات السامية هي التي أمرت بإنشاء مصنع لتقشير الأرز في النعمة حيث لا تزرع حبة أرز واحدة في الولاية كلها ولا في الولايات المجاورة.
ويظهر أن أصحاب التعليمات الحمقى أدركوا استحالة تطبيق الفكرة فتوقف التطبيل للمصنع.
فهل سنسمع عن تعليمات سامية بإقامة مصنع في بوسطيله لمعالجة حديد ازويرات ليتم تصديره عبر ميناء انواكشوط ?
ألم يسمع حكامنا بالآية الكريمة "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ?".
نسأل الله أن يقي البلاد والعباد عواقب "التعليمات السامية ",إنه ولي ذلك والقادر عليه.