الأربعاء
2024/05/8
آخر تحديث
الأربعاء 8 مايو 2024

نقاط على خارطة الصراع القائم

4 نوفمبر 2019 الساعة 09 و20 دقيقة
نقاط على خارطة الصراع القائم
سيدي علي بلعمش
طباعة

تعيش موريتانيا اليوم لحظة تاريخية من عمرها و تحولا خطيرا كان يحتاج سلطة قوية لضبط إيقاع تناغم الأطماع الداخلية قبل الخارجية و الابتزاز الشرائحي الانتهازي المتغذي على محاكمة التاريخ في زمن ضعف الدولة..
ـ أفلتت اللحظة من أيادي سيدي ولد الشيخ عبد الله لأنه كان ضعيفا أمام الجيش حين رفض أن يحول ولد عبد العزيز من اول يوم كما نصحه كل من أرادوا أن يكون حكمه حدثا تاريخيا يخرج موريتانيا من تخبطها . و لأنه كان ضعيفا أمام الشعب حين لم يستطع أن يفرق بين نزعته الشخصية (الطيبة) و شروط الحكم.
ـ رفض الرئيس سيد ي أن يعين وزراء و ولاة و حكام و مدراء جمهوريين أصحاب كفاءات و مواقف ، كانوا سيرفضون الغدر به..
ـ رفض أن يحل برلمان العسكر المشكل من المنافقين و أصحاب المهام الخاصة ..
ـ رفض أن يشكل جهاز أمن جمهوري يثق في رئيسه و ينفذ أوامره بقوة القانون و احتكار القوة..
و حين أطاحوا به في تلك المسرحية الهزيلة ، المخجلة، فهم (بعد فوات الأوان) أن لحظة التاريخ لا ترحم من لا يعرف القبض عليها.
كل الشعب الموريتاني بمناصريه و مغاضبيه و مواليه و معارضيه، كانوا على استعداد للوقوف مع ولد الغزواني ، ضد أي قوة في الكون و حتى آخر قطرة دم ، لو كان قبض على اللحظة التاريخية و حل برلمان شبيكو و أغلق مغارة علي بابا (اتحاد ولد محم خيرة، قائد الكتيبة البرلمانية) و اختار رجالا جمهوريين لا تخيفهم الانقلابات و لا تزعزهم التهديدات ..
كان كل شيء سيقف معه ؛ الإدارة و الشارع و المستضعفون و أصحاب المظالم و الجيش و الأمن و المعارضة و المغبونون في الموالاة و هم الأعم و الأكثر نقمة على نظام العصابة..
و بعبارة أخرى، كان سيحصل على شرعية لم تمنحها له صناديق الاقتراع و نتائج ولد بلال المبللة بدموع الوطن و خجل التاريخ ..
قوة ولد عبد العزيز في أنه مجرم غبي لا يتحرك إلا حين يكون بين خيار الموت و النجاة فيستجمع قواه و يضرب بلا رحمة.
عزيز إنسان منحرف يجري الإجرام في دمه لكن غباءه يظهر بوضوح من ردود فعله الطفولية . حين تأخذ منه زمام المبادرة تجعله في وضع صعب لا يعرف كيف يخرج منه و حين يأخذ المبادرة لا يستطيع رومل مجاراة ألاعيبه.
و لأنه جبان حد العجب ، لا يتحمل انتظار المجهول و لا يصدق غير عبقرية الهروب..
لقد اختار ولد عبد العزيز سيدي ولد الشيخ عبد الله و ولد الغزواني على نفس المعايير و سيتعامل معهما بنفس الأسلوب وهو أدرى بالأخير من الأول . و من المريح طبعا أن تختار عدوك و من المريح أكثر أن تضع خلية أحميده ولد أباه تحركاته و محادثاته على شاشتك.. !
ولد الغزواني اليوم يعادي نفسه بالابتعاد عن من كانوا وحدهم يستطيعون حمايته..
يعادي نفسه بإحياء الأمل في نفوس الانتهازيين بعودة من كان يحكمهم في المجتمع..
يعادي نفسه بترك زمام المبادرة في يد ولد عبد العزيز ..
يعرف ولد عبد العزيز جيدا و أكثر من الجميع أن صداقة غزواني كاذبة و أن نداءاته و ترحيبه المتكرر بـ"الأخت تكبر" نفاق ..
يعرف ولد الغزواني جيدا و أكثر من الجميع أن تكيبر و ولد عبد العزيز لا أمان لهما و لا صديق لهما..
الساحة الموريتانية مكشوفة و الصراع القائم مكشوف : ولد عبد العزيز يعزز مواقعه و يتسلل لاحتلال مسافات أكبر و ولد الغزواني يبتعد من مصادر قوته و ينكمش في مواقعه : فماذا يمكن ان ننتظر؟