لا أجد مبررا لتأريخ الأحداث الهامشية
لا أجد مبررا لتأريخ الأحداث الهامشية التي لا تفيد في المستقبل,وغير مؤثرة في التحول التاريخي بالماضي.
في شاهد على العصر -على ما اتذكر- روى السيد محمد حسنين هيكل سبب الجفاء الذي كان يقابله به الرئيس الغيني شيخو توري,ورفض مقابلته بالدار البيضاء خلال القمة الإفريقية 1963, وبعد أن سلك طرقا متعددة حتى يلتقي بالرئيس,وقبول الأخيراللقاء متأخرا,سأله هيكل عن سبب هذا الجفاء? فرد عليه بأنه ممتعض من خبر تم نشره في الأهرام,يفيد بأن سكان قرية افريقية يأكلون البشر! وان ليس كل ما يقال أو يحدث يكتب...
ومهما تكن أهمية الأحداث والتأريخ لها,فإن حيادية المؤرخ ومن يتناول التاريخ هي التي تضفي مصداقية على ما يكتب,فقد نجح ابن خلدون في التأسيس لعلم الاجتماع وفشل في التأريخ لتحامله على العرب -مع انه ينسب نفسه لهم- ومحاباة البربر ما افقد ما يكتب المصداقية حسب بعض النقاد.
اغلب كتابات السيد محمد محمود ولد ودادي تتناول الأمور المرتبطة بالقبيلة كفاعل في ذلك التاريخ,وإهمال كل العوامل الأخرى.
لقد شاهدت له لقاء تلفزيونيا يقول لمحاوره:بمنطقتنا لم نقترب فيها نحن الزوايا من المستعمر!,ولست هنا في وارد نقاش مدى صدقية ذلك,وإنما يؤكد أن الأستاذ المحترم صنف نفسه,ونزع صفة الحياد التي يجب أن تتوفر في المؤرخ أو المهتم بالتاريخ على الأقل.
وحتى لو كان الاستاذ المحترم يتوفر على جميع معايير المؤرخ, فعليه ان ينطلق من ان التاريخ يكتب لتعزيز الشّعور الوطني عند النّاس,وزرع المفاهيم الاخلاقية والمُثل العليا,واذا كانت هناك ضرورة في البحث عن معرفة أحوال النّاس الماضية,فذلك للاستفادة منها فقط من زاويتها الإيجابية,وليس لاستدعاء النعرات القبلية,والمساهمة في زرع الفتنة,ولو كان ذلك بدون نية مسبقة.
من صفحة Melainine Ahmed