الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

"حذار من تأييدنا أن يخدعك": ذكرى لا تموت في أرضنا

10 نوفمبر 2019 الساعة 14 و15 دقيقة
طباعة

عندما اعتلى المرحوم اعلي ولد محمد فال السلطة بعد انقلاب عسكري على العقيد معاويه ولد الطايع، خرج الآلاف محتفلين، مؤيدين، مصفقين، شاتمين من كانوا بالأمس يمدحون، ومادحين من لو أنه عزل اليوم بانقلاب لشتموه.
منذ الانقلاب الأول على الرئيس المختار ولد داداه، إلى الانقلاب الأخير على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، دأبت الجموع على التزلف لكل رئيس جديد والتنكر لكل رئيس سابق، وهجاء كل رئيس معزول وامتداح كل رئيس متغلب.
هذه الثقافة الخسيسة تفطن إليها الشاعر سعد بوه ولد الشيخ سيدي فخاطب الرئيس الفقيد اعلي ولد محمد فال برائعة خالدة في سجل الأدب الملتزم كانت، حين نشرت لأول مرة في جريدة "العلم"، حديث الصالونات وشغل السياسيين وسلوان النخبة لعظيم فحواها وباع مبتغاها وجميل سبكها وجزالة ما بين سطورها من قيم نبيلة.
كانت قصيدة "حذار من تأييدنا أن يخدعك" مرآة صقيلة تعكس الواقع المر للجماهير والطبقة المثقفة الموريتانية.. كانت "مطرية" بكل المقاييس، تذرف دموع الحقيقة المؤلمة لكل الأزمنة السياسية الموريتانية.. لذلك ترى "العلم" اليوم، كما رأت حين أشادت بها، ذات يوم عصيب، أن إعادة نشرها على صفحاتها بعد قرابة عقدين، تمثل تذكيرا بواقع جماهيري ونخبوي موريتاني معيق لتقدم وتنمية وترقية الساحة السياسية والفكرية في بلادنا..لم يمت المرحوم إعل حتى شاهد كلام الشاعر على أرض الواقع حيث حصل فقط على 4% عندما ترشح من خارج السلطة ،ورغم أنها نتيجة مصنوعة لكن في الحقيقة لم يحصل على عِشر من أيده في الإنقلاب وظل يهرول خلفه أثناء فترة حكمه القصيرة ، وهاهم اليوم في طريقهم للتنصل من ولد عبد العزيز ، وإن كان وجه المقارنة معدوم .فترة إعل قصيرة وفيها إصلاحات جوهرية ،وفترة عزيز طويلة وفيها فساد جوهري .وها هي القصيدة ننشرها لكم

حذار من تأييدنا أن يخدعــكْ ...
فمعه كنّا وها نحن معــــكْ
وخلفه سرنا كقطعان الدمى ...
ولم نفكر لحظة أن نتبعـــك
بل أنت من كان يســـوقنا له ...
تهز سوطك لنا ومــــدفعكْ
وحين حدتَ أنت عــن وداده ...
وصار مربع الملال مربــــعك
حدنا فنحـن لا يــــــدوم ودنا ...
عسى الذي أذله أن يرفعك
فنعتلي بك جماجـــم الورى ...
ونحتمي بك إلى أن ندفعك
ْكما دفعناه إلى هــــــــلاكه ...
ثم نعود قبل أن نودعــــــكْ
أرض النفاق هذه ما سلـمت ...
لك المقاليد سوى لتصـرعك
ْلا تأمنِ الكفّ التي قد صفقت ...
فحري بها غدا أن تصفعـكْ
وجنبِ النفس الهوى من قبل أن...
تقضّ ثورة الجموع مضجعك
فلك فــــي زوال ملــــــــكه إذا ...
فهمته ما ينبغي أن يردعك
ْوقل له وقل لنفســـــــــــك إذا ...
أراد ربك به أن يجـــمــعك
ْبعدا لشـــعب أنت لا تدري به ...
من كان ضدك ومن كان معكْ

الشاعر سعد بوه ولد الشيخ سيدي