لن يستقيل الوزير
كان يدرك صعوبة المهمة أم لا؟
سؤال تجاوزته الحسابات..
كان صادقا في معركته و وعوده أم لا؟
الله حسيبه ..
لكن ما لا نشك فيه قيد أنملة، في هذه اللحظة ، هو أن الصورة الآن أصبحت في منتهى الوضوح أمام وزير الصحة :
ـ بارونات تزوير الأدوية و غشها و تغيير تاريخ صنعها و تهريبها ، أصبحت لائحتهم واضحة للجميع ، بأسماء الأشخاص (بحصاناتهم و هالات نفوذهم و مخابئهم المحكمة خلف أسوار الحقيقة) و المؤسسات ، التابعة للدولة منها و الخاصة و عصابات التهريب و تجارة الشنطة القادمين يوميا من تركيا و الصين و مالي و السنغال و المعروفين جميعا من قبل شرطة المطار و مخافر الحدود و المعروفين أكثر لدى فرق تفتيش وزارة الصحة المرتشية أكثر من شرطة المطار و معابر الحدود ..
ـ لوبيات التغطية و التواطؤ و بيع الرخص و الأذونات في وزارة الصحة ، تفضحهم تواقيعهم و مواقعهم..
ـ الجهات المعطلة لقوانين و إرادة محاربة غش و تزوير الأدوية، على مستوى الرئاسة و البرلمان و الوزارة و القضاء و أصحاب النفوذ في العيادات و الصيدليات ، معروفة بالأسماء و الصفات و الروائح و المظاهر ..
ما يجب القيام به الآن واضح :
1 توقيف كل هذه البارونات و توزيع أسمائها على نقاط العبور
2 فتح التحقيق معها من قبل لجنة مختلطة من الوزارة و الأمن و المجتمع المدني (هذه قضية رأي عام)
4 توقيف كل أنشطتهم و وضع اليد على ممتلكاتهم حتى انتهاء محاكمتهم
3 تقديمهم للعدالة بإشراف مباشر من وزير الصحة و دعم معلن من الرئاسة
أما ما بدأ وزير الصحة يتجه إليه بوضوح فهو مؤسف كما توقع الكثيرون ، مع الأسف:
أن يتوب إبليس ، سيظل أقرب عندي من أن تنجح أي مهمة في بلدنا إذا كان قضاة موريتانيا طرفا فيها، كما حدث في الأيام الماضية مع من تمت إحالتهم إلى المحكمة..
لهذا ، أقول إن وزير الصحة متهم بخطف ثورة المدونين و تضليلها: لن يتم أي إصلاح في موريتانيا مهما كانت ضآلته ، ما لم يتم تظهير الجهاز القضائي بكل أنواع المبيدات الحشرية و السموم القاتلة : القضاء في موريتانيا موبوء، مقزز ، مخجل، منتن ، تأبى الكلمات عن تلطيخ سمعتها بالمساهمة في وصفه؛ نسور قذرة، تعيش على الجيف ، بلا ضمائر و لا أعراض و لا أخلاق و لا كرامة ؛ و إحالة القضايا إليها بهذه البرودة و من دون تحقيق شامل و بإبعاد الرأي العام عن موضوع من صلب اختصاصه و عدم ظهور أي اهتمام من الرئاسة بضرورة كشف الحقيقة ، أمور مؤسفة تنضاف إلى استهداف الضعفاء و جعلهم كبش فداء للتغطية على بارونات القضية الحقيقيين من ولد عبد العزيز إلى مستشاريك المكلفين بكشف حقيقت"هم" ...
ـ نكران وجود الأدوية المغشوشة (بتلك الطريقة المؤسفة) تغطية واضحة يا سعادة الوزير على الموردين الرسميين للأدوية الذين أغرقوا السوق بها..
ـ عدم الحديث عن الأدوية المزورة يذكرنا باختفاء ملفات الألوية الحمراء تحت التهديد باختطاف أفراد الأسرة ..
و القفز على "المسافة" و صالونات و دكاكين التجميل كبوة حمار أذهلت جمهورا كان ينتظر طلة حصانك!!
لم يبق لمعالي وزير الصحة سوى أن يحول ثورته إلى حملة توعية لغسل اليدين قبل و بعد الأكل..
صدقوني ، ما بدأ يظهر على السطح يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن الوزير عاجز عن تنفيذ وعوده و ما يجركم إليه الآن ـ لتبرير عجزه ـ هو التنكيل بالضعفاء و تفادي الاصطدام بالأقوياء؛ فلا تشاركوا في هذه الجريمة.
لم يبق لمعالي الوزير سوى أن يقدم استقالته لكن تبريره لعجزه يتم بطرق ضعيفة و متحايلة لا توحي بصدق وعوده: لن يستقيل الوزير.