الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

لن يستقيل الوزير

16 نوفمبر 2019 الساعة 09 و07 دقيقة
لن يستقيل الوزير
سيدي علي بلعمش
طباعة

كان يدرك صعوبة المهمة أم لا؟
سؤال تجاوزته الحسابات..
كان صادقا في معركته و وعوده أم لا؟
الله حسيبه ..
لكن ما لا نشك فيه قيد أنملة، في هذه اللحظة ، هو أن الصورة الآن أصبحت في منتهى الوضوح أمام وزير الصحة :
ـ بارونات تزوير الأدوية و غشها و تغيير تاريخ صنعها و تهريبها ، أصبحت لائحتهم واضحة للجميع ، بأسماء الأشخاص (بحصاناتهم و هالات نفوذهم و مخابئهم المحكمة خلف أسوار الحقيقة) و المؤسسات ، التابعة للدولة منها و الخاصة و عصابات التهريب و تجارة الشنطة القادمين يوميا من تركيا و الصين و مالي و السنغال و المعروفين جميعا من قبل شرطة المطار و مخافر الحدود و المعروفين أكثر لدى فرق تفتيش وزارة الصحة المرتشية أكثر من شرطة المطار و معابر الحدود ..
ـ لوبيات التغطية و التواطؤ و بيع الرخص و الأذونات في وزارة الصحة ، تفضحهم تواقيعهم و مواقعهم..
ـ الجهات المعطلة لقوانين و إرادة محاربة غش و تزوير الأدوية، على مستوى الرئاسة و البرلمان و الوزارة و القضاء و أصحاب النفوذ في العيادات و الصيدليات ، معروفة بالأسماء و الصفات و الروائح و المظاهر ..
ما يجب القيام به الآن واضح :
1 توقيف كل هذه البارونات و توزيع أسمائها على نقاط العبور
2 فتح التحقيق معها من قبل لجنة مختلطة من الوزارة و الأمن و المجتمع المدني (هذه قضية رأي عام)
4 توقيف كل أنشطتهم و وضع اليد على ممتلكاتهم حتى انتهاء محاكمتهم
3 تقديمهم للعدالة بإشراف مباشر من وزير الصحة و دعم معلن من الرئاسة
أما ما بدأ وزير الصحة يتجه إليه بوضوح فهو مؤسف كما توقع الكثيرون ، مع الأسف:
أن يتوب إبليس ، سيظل أقرب عندي من أن تنجح أي مهمة في بلدنا إذا كان قضاة موريتانيا طرفا فيها، كما حدث في الأيام الماضية مع من تمت إحالتهم إلى المحكمة..
لهذا ، أقول إن وزير الصحة متهم بخطف ثورة المدونين و تضليلها: لن يتم أي إصلاح في موريتانيا مهما كانت ضآلته ، ما لم يتم تظهير الجهاز القضائي بكل أنواع المبيدات الحشرية و السموم القاتلة : القضاء في موريتانيا موبوء، مقزز ، مخجل، منتن ، تأبى الكلمات عن تلطيخ سمعتها بالمساهمة في وصفه؛ نسور قذرة، تعيش على الجيف ، بلا ضمائر و لا أعراض و لا أخلاق و لا كرامة ؛ و إحالة القضايا إليها بهذه البرودة و من دون تحقيق شامل و بإبعاد الرأي العام عن موضوع من صلب اختصاصه و عدم ظهور أي اهتمام من الرئاسة بضرورة كشف الحقيقة ، أمور مؤسفة تنضاف إلى استهداف الضعفاء و جعلهم كبش فداء للتغطية على بارونات القضية الحقيقيين من ولد عبد العزيز إلى مستشاريك المكلفين بكشف حقيقت"هم" ...
ـ نكران وجود الأدوية المغشوشة (بتلك الطريقة المؤسفة) تغطية واضحة يا سعادة الوزير على الموردين الرسميين للأدوية الذين أغرقوا السوق بها..
ـ عدم الحديث عن الأدوية المزورة يذكرنا باختفاء ملفات الألوية الحمراء تحت التهديد باختطاف أفراد الأسرة ..
و القفز على "المسافة" و صالونات و دكاكين التجميل كبوة حمار أذهلت جمهورا كان ينتظر طلة حصانك!!
لم يبق لمعالي وزير الصحة سوى أن يحول ثورته إلى حملة توعية لغسل اليدين قبل و بعد الأكل..
صدقوني ، ما بدأ يظهر على السطح يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن الوزير عاجز عن تنفيذ وعوده و ما يجركم إليه الآن ـ لتبرير عجزه ـ هو التنكيل بالضعفاء و تفادي الاصطدام بالأقوياء؛ فلا تشاركوا في هذه الجريمة.
لم يبق لمعالي الوزير سوى أن يقدم استقالته لكن تبريره لعجزه يتم بطرق ضعيفة و متحايلة لا توحي بصدق وعوده: لن يستقيل الوزير.