الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

ولد الغزواني: الغاز سيتم توزيعه بعدالة.. فهل يعني ذلك وضع آلية جديدة وهل سيبدأ غزواني بالمقاول والناقل الموريتاني بعد أن تم إقصاؤهم لسبب تآمري؟

20 نوفمبر 2019 الساعة 16 و30 دقيقة
ولد الغزواني: الغاز سيتم توزيعه بعدالة.. فهل يعني ذلك (...)
طباعة

في مقابلته له مع جريدة (لسوليْ ) الرسمية السينغالية على هامش مشاركته كضيف شرف على فعاليات النسخة السادسة من منتدى دكار الدولي حول الأمن والاستقرار في أفريقيا، وفي رده على سؤال عن إستغلال الغاز الموريتاني قال ولد الغزواني" إن الغاز سيتم توزيعه بعدالة ،وأن عائدات الغاز ستكون في خدمة الاقتصاد الوطني».
وحسب مصحراء مديا التي نقلت الخبر وترجمت جزءًا من المقابلة أن ولد الغزواني قال "إن أولوية حكومته تتمثل في «تقوية مستوى الحكامة الرشيدة فيما يتعلق باستغلال الموارد بشكل عام، والاستخراجية على وجه الخصوص».
وأضاف «أأكد لكم أن استغلالنا لموارد الطاقة سيكون شفافاً، ومعلناً، وتفاصيله معروفة لدى الجميع، المواطنون الموريتانيون إلى جانب شركائنا في التنمية».
وبخصوص العلاقات مع السنغال فيما يتعلق باستغلال حقل آحميم المشترك، قال الرئيس الموريتاني: «في المستقبل القريب ستدخل موريتانيا والسنغال نادي الدول المنتجة للغاز، وبالتالي فإنني أعتقد أن آفاقاً اقتصادية واعدة تنتظر بلدينا».
ولكن الرئيس الموريتاني استدرك قائلاً: «يتوجب علينا أن نكون حذرين، وألا يغيب عن ناظرينا أن المحروقات تشكل موارد غير متجددة»، على حد تعبيره.
وأوضح أن على البلدين «من أجل استغلال عقلاني لهذه الموارد، زيادة مستوى تبادل الخبرات والتشاور من أجل مضاعفة الآثار الاقتصادية لاستغلال هذه الثروة، وتقليص الآثار السلبية التي يمكن أن تخلفها عملية الاستغلال، خاصة فيما يتعلق بالأثر البيئي».
وقال ولد الغزواني إنه مقتنع بأن استغلال موارد الغاز المشتركة بين البلدين والجسر المستقبلي في مدينة روصو ستكون «أقطاباً تنموية» ستمكن البلدين من قطع خطوة نحو ما سماه «تكامل اقتصادي لا رجعة فيه».
ومع ان أي آلية عادلة لتوزيع الثروة لم يعرفها البلد في الماضي، فإن ولد الغزواني خارجا عن هذه الكلمات الموجهة للإعلام وللإستهلاك الخارجي لم يكشف فيما سبق ،كما لم يتضمن ذلك برنامج حكومته، أي معلومات ولا خطة حول آلية حديدة لتوزيع عادل للثروة ،بل لم يحصل الرأي العام على أي معلومات إضافية بعد ذهاب ولد عبد العزيز ،بينما ظلت نفس المعلومات غير الرسمية والشحيحة هي المتداولة عن الغاز وإستخراجه في البلد ،لكن المواطن السينغالي حصل على معلومات ووعود صريحة تتعلق بكمية وطريقة إستغلال موارد الغاز ،وأكثر من ذلك تم تدريب وتأهيل قطاع عريض من حملة الشهادات لمواكبة تسير هذا المورد الحيوي والجديد بالنسبة للدولة السينغالية ،من أجل تثمين فرص إستغلاله والحصول على أكثر المزايا منها ،بينما مازال الموضوع حكرا على سخصيات قليلة في الدولة ويخضع للتعتيم بالنسبة للرأي العام ،ويثير بعض المتابعين للشأن الوطني الشكوك حول قدرة ولد غزواني على الإلتزام بوعوده بشأن الشفافية حيث أن صفقة المنصة العائمة تولتها شركة أخرى لها علاقة بولد عبد العزيز حسب ما أثير حول الموضوع عندما تم منع الناقلون الوطنيون من المشاركة في نقل الحجارة بسبب شروط معدة لمصلحة تلك الشركة،كما أثارت الصحافة موضوع 100 مليون دولار قد منحتها شركة الغاز في إطار صفقة خدمية مع شركة لولد عبد العزيز عبر محمد عبد الله ولد ياه الذي تقول نفس المصادر أن الشركة بدلا من إطالة مدة العقد حسب ما ألحّ ولد عبد العزيز أعطته عند توقيع العقد 5 مليون دولار عربون توقيع وأن ولد إياه إحتفظ بها كنصيبه ،لكن ولد عبد العزيز أرسل إليه مجموعة من حرسه الخاص لتقتاده إلى مقرها حتى يدفع المبلغ حسب الروايات المتداولة ،كل هذه الروايات والمعلومات المسربة حول موضوع الغاز لم يتم نفيها ،الأمر الذي يعطي الإنطباع بأن جزءً من ريع هذا المورد تم إستهلاكه قبل بدء الإستغلال وعلى نفس نهج الإقصاء والإستحواذ ،إذن ماهي الآلية التي يملك ولد الغزواني لكي يعيد التقسيم العادل لهذه الثروة .فكيف كان تعاطيه مع الناقلين الوطنيين الذين طرحوا مشكلة الإقصاء المتعمدة من شركة (إيفاج ) الفرنسية التي حصلت على صفقة بناء المنصة العائمة التي تطلب جلب 3 مليون طن من الحجارة ، ووضعت شروطا إقصائية لجميع الناقلين الوطنيين ،لكي تحصل عيه شركة واحدة بمنشآت جديدة ،أي كأنها شركة أنشئت لهذه الصفقة أو أن الصفقة تستهدف طبقة أوشركة من غير الموجود في السوق ، وإلا فما هو السبب إذن في وضع الشرطين المجحفين : سيارات بسعة 8x4 أوسيارات لا يتجاوز عمرها 5 سنوات فما أهمية هذه الشروط مادامت المهمة هي توصيل حمولة من الحجارة لميناء نواكشوط لكي يتم نقلها إلى مكان المنصة العائمة في عرض البحر ، كيف يتم حرمان الناقلين الذين يستفيدوا من حالات نادرة كهذه ، والتي يجب أن تظل فرصة وطنية وليست خصوصية ،لقد سبق وأن شاركوا في ميناء تأنيت وميناء الصداقة وميناء إنجاگو ،وحدهم الصينيين إستثمروا ما بين 3 إلى 4 مليار أوقية في النقل وقد أنعشت القطاع الذي ظل أصحابه ينتظرون هذه الفرصة حيث إستثمروا في الإستعداد لها ، وقد جاء على لسان الناطق بإسم الناقلين محمد ولد عبدو أنهم لن يقبلوا بهذا الظلم وأن هذا الإقصاء ليس في حقهم وحدهم ،لكنه في الواقع في حق قطاع كامل من سائقين وعمال. فهل سيعيد ولد الغزواني الأمور إلى نصابها ويفرض أن تكون الفرصة وطنية ومفتوحة للجميع ،وهل سيحقق في المعلومات التي تم نداولها بشأن 100 مليون دولار ،وإلا فإن الحديث يبقى حديثا فقط ويبقى الغاز كما الصيد والذهب من نصيب ولد عبد العزيز وشركاته ولا تحصل موريتانيا إلا كما تحصل على نصيبها من الذهب والنحاس وغيرها من المعادن .