الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

صراع ورياح الغاز

22 نوفمبر 2019 الساعة 18 و56 دقيقة
صراع ورياح الغاز
طباعة

تشهد موريتانيا حاليا صراعا محموما بين اتجاهين، أحدهما اتجاه مؤيد للرئيس السابق ويسعى (طبقا لما يقال إنه اتفاق بين الرئيسين السابق والحالي) لعودة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز للساحة بحيث يكون هو رئيس الحزب الحاكم وهو المتحكم تبعا لذلك في الأغلبية البرلمانية، بينما يبقى الرئيس الغزواني (تحته سياسيا) رئيسا الدولة ورئيسا للحكومة. أما الاتجاه الآخر فيضم خصوم الرئيس السابق وهم معارضته التقليدية وعموم أنصار الرئيس الغزواني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة الذين أيدوه خارج جماعة الرئيس المنصرف.
ويسعى هذا الاتجاه لمنع الرئيس السابق وجماعته من أي دور سياسي مركزي في الدولة، وأن تكون مقاليد السلطة كلها بيد الرئيس غزواني.
وبينما يتصارع هذان الاتجاهان، يقف الرئيس محمد الغزواني متفرجا على المعركة المحتدمة من حوله، دون أن يميل لأي من الطرفين حتى الآن مع أن من أنصاره من يتهمه بالتمالؤ مع سلفه وصديقه.
ويرى محللون خبراء في الشأن الموريتاني، أن الرئيس الغزواني يوجد في موقف حرج لا يحسد عليه: فإن هو عارض سلفه الرئيس السابق في طموحاته إرضاء لأنصاره وتوطيدا لحكمه، فإن ذلك قد يقود الرئيس السابق الماهر في صراعات الحكم لتنفيذ الخطة “ب” المهيئة، ربما، لإنهاء حكم الرئيس غزواني إن هو اعترض، وإذا هو اصطف إلى جانب الرئيس السابق فإن ذلك سيفقده مصداقية شعبية يواصل بناءها بصعوبة بالغة.
وأيا كانت التطورات، فإن الآمال التي عقدها الكثيرون على استقرار موريتانيا بعد مغادرة الرئيس ولد عبد العزيز للسلطة وتولي الجنرال المتصوف الهادئ مقاليد السلطة، توجد على شفا التبخر والتلاشي، ليس بسبب الصراع الحالي بين الرئيس المنصرف وخصومه فحسب، بل بسبب رياح الغاز التي بدأت تهب على المشهد السياسي المضطرب، حاملة معها أتربة وغبار الاصطراع على الثروة.

(شبه منقول)
من صفحة عبد الله السيد