الأربعاء
2024/05/8
آخر تحديث
الأربعاء 8 مايو 2024

الخطوات الموالية تفرض التخلص من رموز ولد عبد العزيز والموالين له وجره للعدالة

29 نوفمبر 2019 الساعة 11 و15 دقيقة
الخطوات الموالية تفرض التخلص من رموز ولد عبد العزيز (…)
طباعة

خلال تواجده في الخارج نظم ولد عبد العزيز اجتمعات في باريس ولندن مع بعض الأشخاص المقربين منه خلال فترته في الحكم، وقد انبثق عن هذه الإجتماع فكرة عودته للبلد لممارسة السياسة، من خلال ترأسه لحزب الإتحاد بوصفه المؤسس له، وعند عودته حضر اجتماع اللجنة المكلفة بتسيير الحزب وفرض نفسه عليها وترأس الاجتماع، وقام بتسيره على طريقته المعهودة فارضا نفسه كزعيم أوحد لهذا الحزب، وقد تجاوبت معه اللجنة ظنا منها أن ذلك وقع بالتنسيق مع ولد الغزواني، بينما كان عزله لقيادة الحزب، واختياره لهم منذ البداية على أساس تبعيتهم له، وأنهم سينفذون كل ما سيطلب منهم.
وقد كان هذا فيما يبدو هو تخطيطه عندما دخل الحملة الرئاسية بإندفاع وحماس أكثر من المطلوب ، لكي يظل ممسكا بمرجعية النظام من جهة والفضل والمنة على ولد الغزواني بعد فوزه في الإنتخابات من جهة ثانية ، ويدعم هذا الطموح التصور الغامض الذي يشوب العلاقة الحميمية بين الرجلين حيث سمح ذلك بتفسير مختلف لها بالنسبة لكل منهما، ففي حين يعتمد ولد الغزواني النظر إلى تلك العلاقة بمستوى الشراكة، على نحو يتطلب المجاراة والإحتواء للحافظ عليها ، ظل ولد عبد العزيز يستهين بصاحبه وينظر له دائما بأنه خلفه وليس ندا له ، ولا في مرحلته ولا مستواه ،بل يعتبره نائبه أومساعده في أحسن الحالات ،وأنه كان تابع له وسيظل كذلك ، وإنطلاقا من ذلك سيبقى مرجعية للنظام عن طريق الحزب ،وأن ولد الغزواني سيفسح له المجال، ويظل في نفس التبعية له،لكن يبدوا أن حسابته كانت خاطئة،وغير واردة، وهكذا قام بخطوة أحادية غير منسقة مع ولد الغزواني وكانت متهورة إستفزازية في طريقتها خاصة بالنسبة لمصداقية الرئيس الجديد، وضد ما يقوم عليه العرف في السياسة الموريتانية، حيث ظل الرئيس دائما هو مرجعية الحزب الحاكم وبالتالي لا مجال لتقاسم النفوذ،وهكذا تفاجأ ولد الغزواني مثله مثل بقية الناس في البلد،من سلوك ولد عبد العزيز ، وقد أرغمه أسلوبه على تغيير موقفه الأدبي منه حيث أطلق العنان لمناصريه في الحزب الحاكم الذين كان يكبح جماحهم للقيام بأنشطتهم الساسية المناوئة لممارسة ولد عبد العزيز للسياسة مجددا ،لكن الأخير عندما صار فاقد لأي مصداقية ومعزول سياسيا ، حاول التدخل من جهة المؤسسة العسكرية التي يملك في مواقع مهمة منها عناصر من الأهل ومن الأقارب موالين له،في محاولة لإسترداد السلطة او للتأثير على الأوضاع على الأرض ،وهكذا جعل من نفسه هدفا مكشوفا للسلطة ورفع عن صاحبه الكلفة وكل الحرج إزاء إحترام أواصر الصداقة التي كانت تحتم عليه حمايته بأكبر ما يمكن . وقد خلقت هذه الوضعية التي عزل فيها ولد عبد العزيز نفسه بنفسه،وتحول بقدرة قادر من صديق إلى عدو ، مرحلة جديدة من التعامل معه، خاصة الإبتعاد عن نهجه ومعالجة إرثه وتصفية رموز نظامه السابقين، وبشكل رئيسي المجموعة التي كانت أدواته في التسيير في جميع مراحل الفساد ، كما ترتب على هذا الموقف الجديد حتمية إجراء تعديلات في التنظيم العسكري أو إحداث تغييرات كبيرة في المواقع ،كما تعين إعادة بناء الأغلبية السياسية وتغيير الواجهة السياسية المألوفة خاصة أثناء حكمه، الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة من التقارب والتعاطي مع بقية الطيف خاصة المعارضة التي عرفت مرحلة جفاء وشد مع ولد عبد العزيز ،كما سيحدد سلوك ولدعبد العزيز النهائي وضعه في البلد ومدى تقبله لوضعه الحديد طريقة التعامل معه هذا إذا لم تفرض جهود جره للعدالة التي أخذت المطالبة بها شكل أكثر جدية عندما تبنى بعض النواب بمبادرة من نائب إمبود ورئيس الفريق البرلماني للأغلبية الرئاسية في إسترداد أموال الشعب المنهوبة ،نفسها على الدولة .