الثلاثاء
2024/04/23
آخر تحديث
الثلاثاء 23 أبريل 2024

نصيحة لله

1 دجمبر 2019 الساعة 11 و39 دقيقة
نصيحة لله
أحمد صمب عبد الله
طباعة

كان قبلك رئيسا وكانوا يتهافتون حوله من كل حدب وصوب، وكنت حينها موجودا، لكنك لم تكن مرئيا لديهم مع أنك كنت بنفس الحجم الذي أنت عليه الآن بل كنت أضخم. كانوا لا يرونه إلا هو، فكان يسد الأفق عليهم فلا يرون غيره.
طالبوه أن يكون ملكا وأن يكون ولي عهده بدرا
طالبوه، بل ألحوا عليه، وكنت منهم، بمأمورية ثالثة
وصفوه بصفاة خص الله بها نفسه، فقالوا أنه أطعم من جوع وآمن من خوف، وهو اليوم لا يكاد يؤمن نفسه ولا عياله.
بجلوه أكثر من ما بجلوك وخافوا منه وخضعوا له أكثر مما خافواك وأكثر مما خضعوا لك.

اليوم انفضوا من حوله وتنكروا له وسلقوه بألسنة حداد، ولو أنك أشرت لهم بالبنان لقدموه لك جثة هامدة، قربان لتسليتك. ولو لم تكن من يردهم اليوم عنه لأكلته الأرض يوم جلست مكانه على الكرسي الذي "يعبدونه".

لست أفضل منه عندهم في شيء، إلا أنك جلسك مكانه. وغدا عند ما يجلس غيرك على الكرسي المعبود، لقدموك لسيد هم الجديد قربانا تأكله النار، إلا أن لا يرغب في ذلك ’عزيزهم" الجديد.

إن "العزيز القديم"، اليوم في أشد الندامة والفزع، والدمى التي كانت تسبح بحمده تكاد تنفذ فيه السموم. هو اليوم في أشد الحيرة وهو يشاهد المهرجين يلعبون فوق جثته ويساقونك أفيون اللمسرح الذي أناموا به بصيرته حتى خيل له أنهم يصدقونه.

لا تنخدع بحديث المرجعية. لست مرجعيتهم ولن تكن يوما كما لم يكنها سلفك، بل مرجعيتهم "العجل" الذي تجلس اليوم فوق ظهره والذي جلس عليه قبلك المختار وهيدالة ومعاوية واعل وسيدي وامباره وهو واليوم تجلس عليه أنت فاستفق إنك محاط بالأفاعي وحتى لو كنت تحسن الرقص فوق رؤوسها فإنك ملدوغ ولوبعد حين.

فاحكم بما أنزل الله تسلم، فلا تكن من الظالمين ولا تكن من الفاسقين ولا تكنن من الكافرين.

فلو عاد العزيز القديم بعد ما شاهد، فلن يشطط، فلا تنتظر ولات حين مناص!