لا أمل في الإصلاح في موريتانيا قبل اقتلاع منظومة الفساد
ينبغي على الجميع أن يعرف؛ أن الفساد المنتشر حاليا في موريتانيا؛ ليس فسادا عاديا؛ بل هو فسادا بنيويا يخترق كل البنى الاجتماعية؛ أفقيا وعموديا؛ وينخر كل مؤسسات الدولة كبيرها وصغيرها.
وبالتالي مواجهته لا تتم بالتمني والقضاء عليه لا ينجز بالشعارات وتجاوز مخلفاته لا يتحقق بالتفاؤل؛ وإنما يتم اقتلاع الفساد من جذوره في موريتانيا بتفكيك بناه؛ بسياسات واعية ووفقا لإستراتيجيات محكمة معدة مسبقا؛ تنفذها أجهزة إدارية متطورة؛ تقودها كفاءات وطنية مشهود لها بالنزاهة والاستقامة؛ قادرة على الاستفادة من الخبرة الأجنبية في مجال مكافحة الفساد؛ على أن تكون تلك الأجهزة الإدارية المكلفة بمحاربة الفساد مدعومة بإرادة سياسية حقيقة.
غير ذلك يكون نوعا من التمني أو سياسية الشعارات؛ التي أهلكت الحرث والنسل في موريتانيا خلال العقود الماضية؛ أو يكون من باب محاربة الفساد بتعميم الفساد؛ كما حصل في ظل نظام عشرية " النهب والتدمير" المنصرمة.
فهل يعقل أن نتحدث عن الإصلاح في ظل إدارة تسيير الفساد القائمة الآن من بقايا العشرية الماضية؟
أو يعقل أن نتحدث عن الإصلاح في ظل بقاء نفس رجالات الفساد؛ الذين افلسوا أغلبية مؤسسات الدولة الموريتانية وباعوا ثرواتها للشركات الأجنبية مقابل " عمولات "
ودمروا مستقبل الأجيال برهن اقتصادنا الوطني بالمديونية الخارجية؛ التي تجاوزت نسبتها الناتج الوطني الخام؟
من صفحة Didi Ould Saleck