الثلاثاء
2024/04/23
آخر تحديث
الثلاثاء 23 أبريل 2024

صدقنا شائعات وشائعاتهم صدق رسمي!!

2 دجمبر 2019 الساعة 09 و14 دقيقة
صدقنا شائعات وشائعاتهم صدق رسمي!!
سيدي علي بلعمش
طباعة

ـ سحب مبالغ ضخمة من النقود من أحد البنوك "الوطنية" و تقديمها لعزيز قبل يومين من تفجير الوضع و إقالة قائد "بازيب" ، سيظل لغزا حقيقيا و يظل عدم التحقيق مع مقدميه لغزا أكبر..!
ـ و في هجمة مضادة تزامنا مع تصاعد وتيرة التوتر في البلد، استطاع جمال ولد الطالب تحريك صحيفة جون آفريك ذات الارتباط الوثيق بالمخابرات الفرنسية لتصدر أخبارا كاذبة عن البلد في تحليلات سقيمة و مبتذلة ، كما قام بتحريك "لجنة الصداقة مع موريتانيا" (الفرنسية) . و مع أن الأخيرة لا وزن لها في السياسة الفرنسية ؛ لا من خلال مكانتها و لا من خلال أهمية الأشخاص المنتسبين إليها ، رغم أن توقيف أنشطة الجهتين التين تعملان الآن على إقناع النظام الفرنسي بأن عودة عزيز إلى الحكم ما زالت ممكنة و يجب الترشيد في تصريحات المسؤولين الفرنسيين اتجاهه تحسبا لانقلاب الوضع، لا يتطلب أكثر من إعلان السلطات الموريتانية قطع أي صلة بالجهتين ما دامتا تنصبان العداء للبلد لصالح عصابة أشرار ينبذها العالم أجمع و يطاردها الشعب الموريتاني في كل مكان لاسترداد أمواله المنهوبة: لماذا تهمل السلطة الموريتانية كل هذه الأمور يا معالي وزير الدفاع ، إذا لم تكن الشائعات الكاذبة هي مصدر كل هذا التهويل؟
حين يقول لنا السيد وزير الدفاع إن كل ما نقوله مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة و أن الوضع تحت السيطرة ، نقول له فقط ، لقد قمت بواجبك على أحسن وجه، فاسمح لنا أن نقوم بواجبنا..
و على النظام الموريتاني اليوم أن يفهم أن تجميد و استرجاع ممتلكات ولد عبد العزيز الضخمة ، في البنوك الخارجية و الأوروبية منها على وجه الخصوص و مراجعة العقود الخارجية (بولي هوندونغ ، الشركات الهندية، صفقة المطار، صفقات الموانئ ، صفقات الغاز...) لا يمكن أن يتم من دون إصدار أحكام قضائية ضده و ضد الأشخاص المسجلة بأسمائهم من حوله بمن فيهم ابنه المتوفي الذي عادت ثروته الهائلة من المنهوبات الموريتانية إلى أم ابنه الأجنبية. و الأمر هنا لا يحتمل التأجيل نظرا لتطور وسائل الاتصال و سهولة التحويلات عن طريقها من أي مكان في العالم . كما أن مصادرة سيارات هنا و توقيف أعمال شركة لـ"أفيل" هناك و تدمير مصنع سيراميك لبدر و غيرها ، تظل أعمالا خارج القانون ، مدانة و ظالمة و مرفوضة ما لم تصدر عن أحكام قضائية واضحة و عادلة.
ثم لماذا يتم تدمير مصنع بدل مصادرته ؟
لماذا يتم تدمير عشرات البيوت في (Poche 10) بدل مصادرتها بأحكام قضائية؟
و ما الفرق بين نهب المجرمين لثروة البلد و تدميركم أنتم لها؟
من أين حصل شاب مبذر ، غير متعلم، مصدره الوحيد نفوذ والده ، على كل هذه الثروة ؟
من اين حصلت امرأة عادية ، لا تملك أي صفة غير الانتماء لمغارة علي بابا (UPR)، على 900 قطعة أرضية في مكان واحد ؟
كيف تجرم هذه المرأة و يتم غض النظر عن المسؤول الذي باعها كل هذه المدينة؟
كل آثار الفساد تصرخ بأسماء أبطالها لكنه يظل من المستحيل محاربة الفساد بأيادي نفس المفسدين.
من يريد أن يقنعنا بأنه سيحارب الفساد بمثل هذه الإدارة الضالعة في كل الجرائم المالية ، يستخف بعقولنا ، ليس إلا ..
إن التحجج بـ"بذريعة الوقت" لا يراعي احتراف المفسدين في تهريب و إخفاء أموالهم و طمس آثار جرائمهم .
محاربة تراكمات الفساد في الإدارة الموريتانية الفاسدة من الوزير إلى الحارس ، تتطلب شجاعة لم نر بعد رجالها و لا كفاءاتها و لا إرادتها .
ما تجهله السلطات الغبية هو أن ما تصرفه على الدعاية الكاذبة و أحزاب النفاق و نخب التملق ، لو استثمرته في الإصلاح لأحبها العالم أجمع قبل شعوبها و أشاد بتجربتها و احترمها و استعد لكل أنواع التعامل معها، لكن العقول الصغيرة تظل صغيرة لأن صغرها مرض عضوي، لا يلام أصحابه على غير إصرارهم على تولي مهام لم تخلق لأمثالهم .
ـ فهمنا الآن أن عزيز يقول لهم حاكموني لكن لدي كل ملفات فسادكم : هذا هو التفسير الوحيد لما نراه الآن . و حين تحتكروا المعلومات عليكم أن لا تنزعجوا من الشائعات..!
ـ فهمنا الآن أن الصراع على مغارة علي بابا (UPR) ، صراع على الفساد و المفسدين : فما حاجة غزواني إلى هذا الجهاز الموبوء؟
و إذا كانت حاجته إلى منتسبيه من المفسدين الضالعين في كل جرائم النهب و التزوير ، فماذا يمكن أن ننتظر منه ؟
من الواضح الآن أننا نتخبط في جوف تسويات و تفاهمات فساد عشرية النهب.
و حين تصفى الحسابات و يأخذ كل واحد نصيبه و يغطي على آثار جرائمه، سيخرجون إلينا بسيناريوهات مفبركة مع رتوش إصلاح وهمية و مسرحية متقنة الفصول تهلل لها عصابة الفساد المتخصصة التي يتصارعون اليوم على ولائها في مغارة علي بابا.
لقد اتضحت الآن التوجهات العريضة لمشروع النظام الجديد (القديم)، المتمثلة في محاولة تجاوز زوبعة ما حصل في عشرية الشؤم بالتدريج و إلهاء الناس في معارك وهمية ستنتهي باسترداد جزء ضئيل من نهب ولد عبد العزيز ؛ هذا هو ما يسعى له ـ على الأقل ـ أحد جناحي النظام، تفاديا للغوص أبعد في فساد يشمل الجميع.
كل المؤشرات تؤكد الآن أننا أمام سيناريو تسويات ودية لا غبار عليها، يحتاج ظهورها ترتيبات مسرحية لم تكتمل بعد.
كل ما يحصل في البلد الآن مريب و متناقض و مثير للشكوك. و المؤسف "هنا" أن تاريخ الجميع ليس لصالح التفاؤل و المؤشرات السلبية في تصاعد غير مطمئن: لم يصل ولد عبد العزيز يوما في سطوته و غروره و جهله و غبائه إلى حد تحديد لنائب معارض ما يقوله كما فعل مدير التلفزة الوطنية (ذلك هو اسمها الذي نعترف به) مع النائب الشهم ولد ميني: و بعيدا عن قضية الموالاة و المعارضة ؛ نحن اليوم نستل مرحلة من أخرى تختلط مياههما في العمق حتى الثمالة ، فكيف نتكلم عن أي منهما من دون ربطها بالأخرى؛ حتى لا يتذرع مدير التلفزة بمهنية لم يتشبث بها يوما في غير التملق.
كل حكومة النظام الجديد مدعاة للقلق في دوني أوصافها : هذه أسوأ حكومة عرفتها موريتانيا منذ أصبحت دولة ؛ في تدني خبراتها ، في تاريخها الملطخ بالفساد ، في عدم انسجامها ، في سوء سمعة أصحابها، في بغض الشعب لها، في احتقار بعضها لبعضها ، في خبث طرق وصولها إلى القمة ...
فماذا قدمتم للشعب الموريتاني حتى الحين، بما يدعوه للتفاؤل؟
ماذا أظهرتم للشعب الموريتاني حتى الحين، ليثق في رجولتكم و صدقكم و قدرتكم على التحدي؟
ـ طريقة نهب سونمكس و إينير ليست قضيا فساد ؛ هذه جرائم حرابة لا غبار عليها...
ـ قضية الشيخ الرضا ليست عملية نصب ؛ هذه جريمة نظام بأعلى درجات الاستهتار و اللامسوؤلية...
ـ اتفاقيات الصيد مع الصين ليست فسادا عاديا ، هذه جرائم بيئية .. جرائم ضد الإنسانية ...
فما معنى هذا الصراع اليوم على مرجعية مغارة عصابة لم تؤمن يوما بمرجعية و لا بقيود و لا بأخلاق و لا بأي شكل من أشكال النظام و القانون، في بلد ينزف دما و عارا و فسادا؟