الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

حل "بازب " مطلب قديم عند المعارضة الوطنية

4 دجمبر 2019 الساعة 10 و51 دقيقة
حل
طباعة

الحرس الرئاسي المعروف شعبيا ب "بازب" هي كتيبة تضم قرابة 400 شخصا من خيرة المؤسسة العسكرية، حسب معايير إختيار أفرادها من وحدات الجيش الوطني، مدربة بشكل جيد، وظلت تملك أسلحة خاصة متطورة وسريعة الطلقات ،ومعدات جديدة ، وقد مرت عليها فترة من الزمن هي الأفضل والأكثر تأهيلا ، مما أعطاه القوة والأبهة داخل المؤسسة العسكرية ،رغم أنها لم تشارك في أي عملية عسكرية ،ولا علاقة لها بالمهمات العسكرية خارجا عن تأمين القصر الرئاسي ومرافقة الرئيس ،وقد تمت تقويتها على حساب الجيش وصممت ضد الإنقلابات فتحولت إلى قوة إنقلابية ،وهكذا قامت بالإنقلابين الأخرين الناجحين 2005 على معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطائع و2008 على سيدي ولد الشيخ عبد اللهِ ،وقد أصبحت هذه الوحدة العسكرية قوة مستقلة عن الجيش الموريتاني ودعامة لحكم الفرد والديكتاتورية في البلد، حيث تمكنت من عزل الرئيس وتأمينه وحمايته، وصارت تمده بالقوة المعنوية التي تدعم التسلط ،في حين لا يوجد لها أي دور آخر ،وبهذا تكون جيش في جيش بأعباء كبيرة على خزينة الدولة وبما تمثله من رعب للموطنين والمغالاة في حراسة الرئيس ،في حين أن البلد أصبح بلدا ديمقراطيا وتم سن قوانين تجرم الإنقلابات وصار التخلص من هذه القوة مطلبا عند الطبقة الساسية في البلد من أجل إزالة شبح الإنقلابات ومن أجل إضفاء صفة المدنية على الرئيس ومن أجل تخفيف الأعباء المالية على خزينة الدولة ،لكن ولد عبد العزيز الذي يستمد كل قوته من هذه الوحدة لم يرد على المطالب المعارضة وصورها بالعبثية ،وقام بترتيبها مجددا قبل مغادرة الحكم لمي تؤمن له العودة ،حسب ما ظهر أخيرا من خلال مخططه الذي لم تكشف السلطات عنها في عملية تجاهل للرأي العام، وإستضعافه ،فخلال عيد الأستقلال الأخير ظهر أن المعارضة كانت محقة عندما عاد شبح الإنقلابات للبلد بواسطة هذه القوة وعلى خلفية كشف إتصالات مشبوهة لقائدها بولد عبد العزيز "الشخص شبه المؤسس لها والذي قاد بواسطتها الإنقلابين الأخرين ،ودعم للنجاح من خلال التدخل القوي والصريح في الإنتخابات 2006 الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله،لكن مع عودته الأخيرة وطموحه لممارسة السياسية والتأثير على قرار البلد جعل مؤسسة الرئاسة في خطر،وجعل بازب هي بالذات ذلك الخطر ، وصار لزاما حل هذه الكتيبة وإعادة أفرادها إلى كتائبهم الأولى من اجل وقف خطر الأنقلابات ولأجل تأسيس نظام جمهوري ،وإبعاد هذه القوة التي إرتبطت بالإنقلابات وبالأحكام العسكرية الديكتاتورية .