الجمعة
2024/03/29
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

الشعور المناهض لفرنسا يجتاح كل دول الساحل إلا موريتانيا!

12 دجمبر 2019 الساعة 15 و07 دقيقة
الشعور المناهض لفرنسا يجتاح كل دول الساحل إلا موريتانيا!
طباعة

ترجمة حصرية لجريدة "العلم"

قالت صحيفة "لا فانغارديا" الإسبانية، مثلها مثل العديد من الصحف الأوربية، إن موجة من الشعور المناهض لفرنسا اجتاحت، هذه الأيام، كل دول الساحل باستثناء موريتانيا التي لم تظهر نخبها السياسية والفكرية والإعلامية أي رد سلبي على الوجود الفرنسي في منطقة الساحل.

وقالت الصحيفة ان غياب الأمن في منطقة الساحل (أكثر من 70 قتيلا أمس في هجوم على ثكنة عسكرية بالنيجر) تـُرجم برفض شعبي متنام للحضور العسكري الفرنسي ومصالح الاستعمار السابق.

هذا الشعور ضد الوجود الفرنسي في منطقة الساحل جر الرئيس الفرنسي أمانييل ماكرون إلى استدعاء قمة لفرنسا ورؤساء دول الساحل (موريتانيا، مالي، النيجر، بوركينافاسو، واتشاد) تنعقد يوم الاثنين القادم قبل أن يؤجلها بسبب الهجوم الدموي على الجنود النيجيريين.

ويجدر التذكير بأن الشعور المناهض لفرنسا تعزز قبل أيام بتصريح لماكرون خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي يوم 4 دجمبر قال فيه: "لا يمكن ولا أريد أن أرى جنودا فرنسيين في الساحل ما دام هناك غموض حول الحراك المناهض لفرنسا". مهددا بأن "على قادة دول الساحل أن يتقدموا بتوضيحات بهذا الشأن خاصة أن الشعور المعادي لفرنسا امتد ليشمل سياسيين ومثقفين كبار". وأضاف ماكرون أن "القادة الأفارقة يطلبون حضور فرنسا ويتصاممون عن الشعور المناهض لوجودها"، موضحا أنه "ثمة تناقض يجب رفع اللبس بخصوصه".

وقالت الصحيفة ان فرنسا حاضرة في الساحل من خلال عملية برخان التي تضم 4500 عسكري فرنسي موزعين على ثكنات وقواعد في مالي والنيجر واتشاد بهدف محاربة المجموعات الجهادية وتكوين جيوش هذه الدول الثلاث إضافة إلى بوركينافاسو وموريتانيا.

وأردفت الصحيفة أنه باستثناء موريتانيا، فإن تصريحات ماكرون كانت كالهشيم في النار، وأنها أدت إلى موجة واسعة من الغضب داخل الرأي العام والمجتمع المدني والطبقة السياسية، فيما اختفى قادة الأنظمة في صمت محرج.

ففي مالي، حيث يصول ويجول الجهاديون وحيث تتقاتل الأعراق يوميا، تفاقم الشعور المناهض لفرنسا في كل أنحاء البلاد لدرجة المطالبة بخروج الجيش الفرنسي الذي "جاء فقط لرعاية المصالح الاستعمارية" حسب بعض المتظاهرين.

ففي هذا البلد لا يمر يوم إلا وهناك مظاهرات أو مسيرات أو برامج إذاعية أو بيانات تندد بوجود فرنسا في البلاد رغم أن الجيش الفرنسي استقبل بالورود سنة 2013 عندما حرر الشمال من قبضة الإسلاميين.

في هذا الصدد، دعا حزب التحالف الديمقراطي للشعب المالي، يوم الجمعة، إلى مسيرة "تشجب السياسة الفرنسية في مالي" التي يعتبرها "تهديدا للجيش المالي ولسيادة البلد". من جانبه اعتبر حراك منظمات المجتمع المدني المالي أن "وجود القوات الفرنسية في مالي، منذ أكثر من 10 سنوات، لم يأت بالنتائج المرجوة منه من قبل سكان الساحل".

ولا شك أن المطرب المالي الشهير على مستوى القارة الإفريقية، ساليف كيتا، كان هو من أشعل نار مناهضة فرنسا عندما طلب من الرئيس المالي، عبر تسجيل على الفيديو، أن يفك الارتباط بالمستعمرة القديمة، وأن يعمل على تعزيز عرى السيادة الوطنية.

أما في النيجر، فإن تصريحات ماكرون كانت وراء الكثير من الشعارات والبيانات المناهضة لوجود فرنسا في منطقة الساحل. وقد شكك الكثير من النيجيريين في نتائج الحضور العسكري الفرنسي في ظل ضربات سلفية تزداد حدة كل يوم. وفي هذا الصدد دعت رابطة مواطني المجال البديل إلى مسيرة تقام يوم الاثنين القادم في العاصمة انيامي للتنديد بـ"الموقف الأبوي" للرئيس ماكرون. وقال رئيس الرابطة، حمادو بولاما اتييرنو: "فرنسا موجودة هناك لحماية مصالحها فقط وليس للدفاع عن الساحل. فمنذ 2014 توجد بيننا قوات برخان، فماذا غيرت من الوضع الأمني بالساحل؟ فالهجمات الإرهابية تزداد حجما وحدة رغم الوجود الفرنسي القوي في المنطقة". وتساءل مايغا بوبكر، أحد رؤساء المنظمات غير الحكومية النيجيرية:" ما الفائدة من قواعد عسكرية أجنبية في بلادنا إذا كان بإمكان أفراد يعتلون دراجات نارية أن يهاجموا ويقتلوا ويسلبوا الشعب؟".

يذكر أن النقاش حول الحضور الفرنسي في النيجر يشعل الساحة السياسية منذ أيام، بحيث قال أحد السياسيين: "هناك قواعد عسكرية فرنسية في النيجر، وحتى أن هناك قواعد أمريكية وأخرى ألمانية.. كل هذه القواعد لا شرعية لها. فمن أعطاها الإذن للتمركز في بلادنا؟.. فالجمعية الوطنية لم تصادق على هذا التواجد العسكري الأجنبي، وإنما صادق عليه ورخصه الرئيس إسوفو محمدو شخصيا منتهكا بذلك روح الدستور".

أما بالنسبة لاتشاد، فإنها لم تسلم من الشعور المناهض لفرنسا الذي تتسع رقعته. تقول ماري لارليم، منسقة الرابطة اتشادية لترقية الحريات الأساسية: "ما عبر عنه الرئيس الفرنسي أمانييل ماكرون هو موقف وقح، كما أنه يعد عدم احترام من قبله للرؤساء الأفارقة". ومن جهته، دعا المناضل الحقوقي اتشادي جاك انغاراسال ساهام القادة الأفارقة إلى التفكير في قوتهم الخاصة لمحاربة التهديدات الإرهابية بأنفسهم ودون اللجوء إلى الأجنبي". مضيفا: "إننا لم نعد في العهد الاستعماري حيث يمكن للقادة الغربيين أن يخاطبوا الأفارقة كما لو أنهم رعاياهم".

وبالنسبة لبوركينافاسو، فإن الطبقة السياسية والمجتمع المدني أخذا بالتساؤل عن أهمية وفائدة الوجود العسكري الفرنسي في بلدان الساحل خاصة بعد تصريحات ماكرون التي أفاضت الكأس.

Le mercredi 11 décembre 2019 à 17:22:53 UTC, ould bacar mh mahmoud a écrit :

https://benin24tv.com/baisse-de-251-des-echanges-commerciaux-exterieurs-de-la-mauritanie/
Envoyé de mon iPhone