الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

من تاريخ الانتخابات في موريتانيا (الحلقة 2)

16 دجمبر 2019 الساعة 18 و33 دقيقة
من تاريخ الانتخابات في موريتانيا (الحلقة 2)
طباعة

أصدرت جريدة "التاريخ الموريتاني" نصف الشهرية في عددها الثامن الصادر بتاريخ 15 يونيو 1949 خبرا حول الانتخابات الجزئية المحلية للمجلس الاستشاري العام لموريتانيا الخاص بدائرة "تگانت العصابة"، والتي جرى شوطها الثاني في 29 مايو 1949. وقد كان التنافس بين مرشح حزب الوئام العام الموريتاني: محمدِي ولد دحود، وبين مرشح الاتحاد التقدمي الموريتاني سيدَّه محمان كما ذكرت ذلك في تدوينة سابقة عن الموضوع. وقد أوردت الجريدة تعريفا هاما للمرشح الفائز سيدَّه محمان جاء فيه:
السيد سيدَّه محمان، بيطري من الدرجة الأولى، مولود في 16 أبريل 1919 في بوروم بدائرة غاو بالسودان الفرنسي (جمهورية مالي).
ومحمان أحد أحفاد الأسكيا داود الذي كان آخر سلاطين امبراطورية السونغاي قبل أن يطيح به سلطان المغرب (المنصور الذهبي السعدي).
درس سيدَّه محمان دراسة مكثفة في الابتدائية مما سمح له سنة 1936 بالتقدم لامتحان دخول المدرسة العليا "وليام بونتي"، حيث كان ترتيبُه الرابعَ عشر من بين اثنين وسبعين ناجحا.
كان أبوه مزارعا، ينحدر من منطقة يشكل الرعي مصدرها الوحيد، وقد اختار محمان فرع البيطرة ضمن شعبة الطب.
كما نجح محتلا الرقم الثاني في مدرسة البيطرة ببامكو في يوليو 1938، واستفاد سنة 1941 من تدريب بالمدرسة البيطرية ملحقِ داكار، ليتم تحويله في أكتوبر من نفس السنة إلى مدينة كيفه التي ستصبح بعد ثلاث سنوات من نقله إليها مركز الدائرة الثالثة للتنمية الحيوانية بموريتانيا.
وبتحفيز من السلطة العليا للسيد لارَّا رئيس مصلحة التنمية الحيوانية في موريتانيا، ونظرا لتفاني محمان ووعيه المهني صارت مدينة كيفه اليوم مركز التلقيح الحيواني الثاني في المستعمرة. وقد صار محمان مثابة جميع الرعاة في تگانت والعصابة، وجسدوا ذلك التقدير في اقتراع التاسع والعشرين من مايو 2949 حيث انتخبوا شخصا ظل يحرص طيلة ثماني سنوات دون ملل على مصالح قطعانهم.
انتهي الخبر الوارد في جريدة تاريخ موريتانيا نصف الشهرية.
للإشارة فإنه في زمن الاستعمار الفرنسي كان يحق لجميع رعايا مستعمرات إفريقيا الغربية الفرنسية (AOF) الترشح لأي منصب في المستعمرة التي يعملون فيها، ومن هذا الباب ترشح السيد محمان لمنصب مستشار عام بدائرة تگانت/العصابة مع أنه من رعايا مالي. ومن المعلوم أن الإدارة الفرنسية بعد استقلال دول إفريقيا الغربية عن فرنسا قررت أنه يصبح على أولئك المواطنين المنتمين لأي دولة أن يختاروا الجنسية التي سيحملونها هل هي جنسية دولة المنشأ أم دولة العمل.

من صفحة سيدي أحمد ولد الأمير