الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

خطتنا "ب"

16 دجمبر 2019 الساعة 16 و36 دقيقة
خطتنا
طباعة

استرجاع الحقوق يتطلب معرفتها و معرفة المنوطة به أو بهم و المطالبة بها و الإصرار على انتزاعها.
و هي عناصر مكتملة لدى شعبنا اليوم لم تعد تنتظر غير رد صريح ، من الواضح أنه لن يكون.
"القضاء" الموريتاني ليس حلا إذا لم يلازمه القدر..
و "النظام" الموريتاني ليس حلا إذا لم تلازمه الفوضى.
هذه هي النتيجة التي توصلنا لها اليوم و التي نؤكد أنها أصبحت الحل الوحيد، الذي كنا نتفادى اللجوء إليه.
كنا نعرف جيدا أن ولد الغزواني ضالع في الفساد حتى الثمالة و لا يمكن أن يحاربه إلا و أضر بأخ هنا و أخت هناك و عم في مكان آخر و خال في رابع و صهر في أكثر من مكان و ابن عم .. و ابن عمة .. و شراكة في أكثر من مؤسسة و امتيازات و عقود و صفقات و آثار فساد أينما اتجهنا ..
كنا نعتقده ذكيا حين تغافلنا عن كل هذا و وصفناه بالرجل الطيب ذي الأخلاق الراقية و التربية الفاضلة ، تشجيعا له على تجاوز ماضيه المرير بطريقته الخاصة. .
كانت قراءتنا عميقة و رؤيتنا واضحة ؛ بلادنا في ورطة حقيقية : فساد مستشري و أزمة حكم .
كانت الاولوية الضاغطة، في أن نوقف نزيف الفساد ونخلق نوعا من الثقة لتسهيل حلحلة أزمة الحكم.
و يتيح هذا المسلسل مساحة رحبة لإمكانية تصحيح العديد من الأوضاع غير السوية و بإمكانه كرئيس بصفة خاصة و أكثر من الجميع أن ينتهز هذه الفرصة لتصحيح وضعه و ترتيب أوراقه ، ليتحول من مفسد تشهد عليه أياديه و أرجله و سمع و بصره إلى رئيس منقذ و ابن بار لوطنه و شعبه : حينها كان بإمكاننا أن نقول من كل قلوبنا "عفا الله عن ما سلف"
كانت آفاق الرجل أضيق من هذا بكثير و حال جبنه و ضعف شخصيته دون مواجهة ذويه : فهل من يعجز عن مواجهة ذويه (من مخلصين و محبين) سيستطيع مواجهة شعب جائع ، لم يعد لديه ما يخسره، يلهث خلف حقوقه المغتصبة؟
نحن نعاملهم كأطفال و هم يعاملوننا كأغبياء . و اليوم سنظهر لهم أنهم أطفال و سنعاملهم بأعلى درجات الغباء : لن يجدوا بعد اليوم طريقة لحل و لا أخرى لتفاهم ، لأنهم فعلا لا يفهمون و لا يستحقون إلا هذا الغباء الأعمى . كان باستطاعة غزواني أن يأخذ العبرة من حال الغبي عزيز لكن يبدو واضحا أن الله أعمى بصائرهم بما ما ارتكبت أياديهم الآثمة ؛ فليكن ما يكون.
سيدي علي بلعمش