شكرا للشيوخ...

لا يفوت على أي أحد في موريتانيا أن التعديلات الدستورية كانت مهزلة في كل جوانيها, بدءً من فرضها بطريقة غير قانونية, مرورا بقمع وتنكيل كل من عارضوها بمن فيهم رموز المعارضة في أكثر فترات الرئيس السابق استبدادا وعنجهية, وانتهاء بالتزوير الفاحش الذي تم توثيقه في كل أنحاء الوطن, حيث ظلت مكاتب الاقتراع خاوية على عروشها, ومع ذلك وصلت نسبة المشاركة حسب الكثير من مكاتب الداخل إلى 100%, وهو مايُستبعد عادة أو يستحيل في المدن الكبيرة التي تشهد إقبالا أقوى, فكيف بالمناطق الريفية والأماكن النائية.

لو كان لي من الأمر شيء لقمت بحل المجالس الجهوية التي لم تُساهم إلا في تكريس البيروقراطية والتي لم تكن في الأصل إلا ذريعة استخدمها النظام في محاولاته لفرض التعديلات اللادستورية وتسويقها لضعفاء العقول ممن كان يُمكن أن تنطلي عليهم كذبة التعديلات, وعلى أي حال فإن تفعيل دور البلديات كان أولى, إذ أنها تقوم مقام المجالس الجهوية في كل أنحاء العالم.

لقد أصبحت ديمقراطيتنا عرجاء بفقدان الغرفة العليا (مجلس الشيوخ), الذي كان وجوده يفرض نوعا من التوازن في السلطة, وأتمنى من كل قلبي أن أرى إعادة لتأسيس هذه الغرفة من جديد.
#التوعية_أولا
#التعليم_أولا

من صفحة Saad Hamadi