الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

إذا ما حصل هذا الحدث سينفس الموريتانيون الصعداء

23 دجمبر 2019 الساعة 18 و55 دقيقة
إذا ما حصل هذا الحدث سينفس الموريتانيون الصعداء
طباعة

تدوينة
إذا ما حصل هذا الحدث (سقوط ولد عبد العزيز) سينفس الموريتانيون الصعداء بصفة مبررة تماما. وعندها سيتذكرون أن نظام الجنرال عزيز كان من أكثر الأنظمة الإفريقية ظلما وأنانية. وسيتذكرون أنه لم يكن رجل دولة بل رجل أعمال، لم يكن رمز دولة بل رمز فساد.
وسيتذكرون أن شعاره ظل ما حك جلدك مثل ظفرك وبالفعل فقد حسم الأمر مسبقا إذ شفطته الصكمرة البارعة في النهب.
وإذا ما أراد المؤرخون كتابة سيرته الذاتية سيقولون بإيجاز أن هذا الرجل كان مغرما بحب المال وخلق ثراء فاحشا من العدم وفي وقت وجيز.
ولسرد قصة النجاح هذه المأساوية لشعبنا بشكل أكثر تفصيلا سيسجلون:
أنه كان من أمراء المال الحقيقيين بل من دون شك "آخر أمير مال". وشيد إمبراطورية مالية هائلة كما فعل ضباط رؤساء أفارقة آخرين منقضين على السلطة من قبله.
تعود أولى عملياته المثمرة حين كان قائدا لكتيبة أمن الرئاسة، عندها اغتنم الفرصة كاملة حيث كان يمنح إجازة لبعض الجنود لكي يستحوذ على المبالغ المخصصة لنفقاتهم ويقوم بتجويع باقي الجنود مقدما لهم وجبات زهيدة صباحا ومساء. وفي السياق ذاته سجلت كتيبته أكبر نسبة فرار من الخدمة مقارنة مع باقي وحدات الجيش الوطني.
وخلال الفترة الانتقالية 2005-2007 ولج عالم المليارديرات بفضل الشركة الموريتانية للكهرباء حيث ورد اسمه في تقرير تفتيش صادر عن المفتشية العامة للدولة.
وفي عهد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله تضاعفت فرص الإثراء غير الشرعي بالنسبة له. وبوصفه قائد الأركان الخاصة لرئيس الدولة وصلت ميزانيته إلى مليارين من الأوقية مجبرا بكل تأكيد الرئيس على ذلك.
معظم هذه المبالغ ومبالغ أخرى وضعت تحت تصرفه ذهبت دخانا قاتما شبيها بالدخان الذي ترسله في سماء نواكشوط، "مدينة الأعمال".
وفي نفس الفترة جاءت "فضيحة أكرا" فانقلب السحر على الساحر وفوق كل غالب غالب كما يقال: استطاع نصاب عراقي أن يحتال على أكبر الضباط رتبة في الجيش الموريتاني ويسلب منه نصف مليون دولار.
وعندما أصبح رئيسا للدولة تشابهت عليه الأملاك العامة وملكيته الخاصة ولم يعد المال العام عموميا بل أصبح مجرد غنيمة استأثر بها لنفسه.
وفضلا عن هذه الصورة المقتضبة فمن الجدير بالذكر الإشارة إلى قضيتين اثنتين الأولى 50 مليون دولار منحها المملكة العربية السعودية الشقيقة لتجهيز جنودنا وأنفقت في ظروف غامضة وخارج المسطرة المعهودة والثانية هي الكنوز التي أراد القذافي تأمينها في البلد حيث لم يعرف لها إلى حد الآن أي مصير.

اعل ولد اصنيبه
نواكشوط, 15 نوفمبر 2014.