الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

حزب الحاكم لا الحزب الحاكم!

28 دجمبر 2019 الساعة 17 و34 دقيقة
حزب الحاكم لا الحزب الحاكم!
محمد الأمين سيدي مولود
طباعة

لا يستحق الرأي العام كبير عناء لمعرفة ماهية وجوهر كشكول الولاء التلقائي المجتمع اليوم في قصر المؤتمرات، فهو وريث حزب الشعب والهياكل والحزب الجمهوري وعادل قبل الانقلاب والاندماج ثم الاتحاد من أجل ..... إنه نفس الكشكول التقليدي: رموز القبائل أو رسلهم، رجال الأعمال المرابون والمتهربون من الضرائب أو من ينوب عنهم، رجالات السلطة سواء من وصلها بالقوة أو من استطاع التسلق فيه أو من تسلق فيمن تسلق فيه، مع بعض المجموعات القليلة الحالمة بالتغيير من الداخل والتي يمكن وصفها بالمجموعات النظيفة، وهي استثناء هناك يؤكد القاعدة.

هل يمكن القول إننا اليوم بانتظار صعود مناضل جسور في حزب عتيد ترقى في سلمه من اول خطوة ميدانية حتى وصل القمة من خلال أدائه السياسي والنضالي وأقنع اغلب المؤتمرين في جو من المنافسة قوي مع قيادات تقليدية أخرى؟ طبعا لا، فما نعيشه ونتابعه هو مخاض انتساب مليوني وهمي وفوضوي، في أكبر عملية تمييع وإفساد للساحة السياسية، تلاه انقلاب او جملة انقلابات ومحاولة انقلابات في أجمة صناعة اللاشرعية وإعادة اللاشرعية، حيث انقلابيون ينقلبون على انفسهم، وحيث يتم تدمير كل شيء، حتى ما بنوه من خداع خلال سنوات دمروه في دقائق وبأسرع مما تصور الجميع.

حزب الحاكم خديعة كبرى، اكتوى الحكام أنفسهم بزيفها، ومن شاهد ما حصل للحزب الجمهوري ايام سقوط "من مثله سيد" وكيف ذاب كفص الملح في الماء، وتحول في ساعات إلى أفواج المستقلين، وبلغ النفور منه أن أكبر ولاية ديموغرافيا وأشدها تاييدا (الحوض الشرقي) لم تدفع فيها لهذا الحزب غير لائحة بلدية ريفية واحدة من بين 220 لائحة مترشحة حينها هناك، بعد أن كان جميع منتخبيه تقريبا من هذا الحزب الخرافي. ومن شاهد ما حصل مع عادل المندمج حين كان عادل المدمج، ثم ما حصل مع "الرئيس المؤسس" ومعركة المرجعية يدرك أن ما يحصل اليوم هو حلقة في نفس المسلسل العبثي، وهو مسلسل لن يبني بلدا ولن يغير واقعا، ومن المؤسف أن يكون أغلب الموريتانيين يدورون في هذا الفلك كل هذه العقود، وذلك بسبب تحكم القوى التقليدية اجتماعيا وماليا وسلطويا في البلد وفي خيرات البلد وفي التصرف في كل شيء، ثم بسبب مستوى الوعي الذي تسعى هذه القوى دائما لعرقلته وكبحه.

لا ينبغي أن يعول اي شخص جاد مهما كان توجهه أملا على هذه المسرحية الممجوجة، فلن تطعم جائعا ولن تعالج مريضا ولن تعلم جاهلا، ولن تصلح واقعا لأن ما بني على باطل فهو باطل، ومن البلادة والحمق انتظار نتائج مختلفة مع تكرار نفس الأسباب!
محمد الأمين سيدي مولود