الخميس
2024/05/9
آخر تحديث
الخميس 9 مايو 2024

"جمال عبد الناصر".. قصة شارع أثار غضب الموريتانيين ضد حكومتهم

26 يناير 2019 الساعة 20 و15 دقيقة
طباعة

منذ أعلنت الحكومة الموريتانية تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" -أكبر وأعرق شوارع العاصمة نواكشوط- أثير جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط السياسية المُعارضة في البلاد.

وفي خُطوة لم يُعلن عنها إلا بعد أيام، عقد مجلسان بلديان في موريتانيا، دورة استثنائية، يوم 15 يناير الجاري، صادقا خلالها على تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية".

لكن نبأ المُصادقة لم يُعلن عنه إلا في 19 يناير الجاري في الصُحف الموريتانية، وبعد جدل استمر عدة أيام، تم الإعلان رسميًا من جانب الحكومة، مساء الخميس.

ومن المُقرر أن يشرف الرئيس الموريتاني، اليوم الجمعة، على تدشين شارع "الوحدة الوطنية"، حيث سيُقام حفل في ساحة المطار القديم بنواكشوط.

أهمية الشارع

يُعد الشارع من أبرز الشوارع في العاصمة نواكشوط، وهو قريب من القصر الرئاسي، ويضمّ العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية الموريتانية، إضافة لمؤسسات مالية كبيرة. ولطالما كان هذا الشارع، ميدانًا لاحتجاجات الموريتانيين وشاهدًا على أحداث سياسية عديدة في البلاد.

ظل الشارع محتفظا باسمه منذ استقلال موريتانيا عن الاستعمار الفرنسي عام 1960.

كما يتقاطع الشراع الموريتاني مع شوارع أخرى سُميت أيضًا بأسماء رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول، وشارع الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي.

تبرير حكومي

ردت الحكومة الموريتانية بالقول إن رئيس البلاد، محمد ولد عبد العزيز هو من أصدر الأوامر.

قال وزير الثقافة، المتحدث باسم الحكومة، سيد محمد ولد محم، مساء الخميس في مؤتمر صحفي، إن قرار الرئيس الموريتاني تغيير اسم الشارع "ليس تجريحًا ولا تقليلاً من قيمة أحد، مضيفًا "نحن أعطينا الأسبقية لأنفسنا فقط".

وأضاف أنه سيتم تغيير أسماء عدة شوارع في موريتانيا لتكريم شخصيات وطنية خدمت البلد.

معارضة واسعة

انقسم الموريتانيون، بين مؤيد لقرار الحكومة ورافض له، وهو نقاش لم يخلُ من طابع سياسي حول الموقف من جمال عبد الناصر، والتيار الأيديولوجي الذي ينتمي إليه، والذي كان يملك جذورًا قوية في موريتانيا، بدأت تتلاشى أمام الصعود القوي للإسلاميين.

واتهم المُعارضين للقرار، الدولة بأنها تحاول "ضرب الذاكرة الوطنية وطمس الهوية العربية".